رغم خروجه المذلّ أمام بازل السويسري في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وخسارته البشعة أمام غريمه اللدود مانشستر سيتي بسداسية في الدوري الانكليزي الممتاز، لا يزال هناك الكثير أمام مانشستر يونايتد لتقديمه هذا الموسم.وربما يرى كثيرون أنه في الظروف الحالية التي يمرّ بها الفريق، سيكون من الصعب على «الشياطين الحمر» أن ينهضوا من جديد، إذ إن الإصابات تعصف بتشكيلة المدرب «السير» أليكس فيرغيسون، ومفاتيح أساسية لن يكون بإمكانها مساعدة الفريق أو أداء دور حاسم كما كانت عليه الحال في الموسم الماضي، حيث فاز يونايتد باللقب المحلي وبلغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا.

إلا أن الوضع ليس كارثياً الى هذه الدرجة ومركز مانشستر يونايتد على لائحة الترتيب العام للدوري المحلي، حيث يتخلف بفارق نقطتين فقط عن جاره سيتي المتصدر، يمكنه أن يجبر القيّمين على عدم «رمي المنشفة» باكراً، وخصوصاً أن انتصاف الموسم لم يحل بعد. وهنا قد يبدو غريباً القول إن لاعباً واحداً قد يكون قادراً على حل مشاكل مانشستر يونايتد ويبعد عنه شبح تقديم مباريات متذبذبة المستوى، اذ ان فيرغيسون بحاجةٍ ماسة في الوقت الحالي الى «شيطان» في خط الوسط، لا في منطقة أخرى، حيث هناك لاعبون يمكنهم تعويض المصابين. لذا ومع إصابة البرازيلي أندرسون والصاعد طوم كليفرلي وابتعاد الاسكوتلندي دارين فليتشر المريض، لا مجال أمام «السير» سوى اقتحام سوق الانتقالات بقوة في الشهر المقبل من أجل استقدام «عتّال» مهمته إيجاد التوازن بين الخطوط عبر المساهمة في إضافة المتانة الى خط الدفاع وزيادة الفعالية الهجومية في آنٍ معاً.
المنقذ المنتظر
مسألة البحث عن لاعب له ثقله في خط الوسط تتعدى حدود ضمّ عنصرٍ مؤثر، إذ إن حاجة يونايتد اليوم تبدو كبيرة الى قائدٍ فعلي في التشكيلة الأساسية، وخصوصاً أن الكابتن الصربي نيمانيا فيديتش صاحب التأثير المعنوي الكبير على أرض الملعب لن يكون موجوداً لبقية الموسم. لذا فإن المنقذ المنتظر لا بدّ أن يكون اسماً كبيراً سبق أن قام بهذا الدور وأثبت جدارته من
خلاله.
وهنا يطلّ اسم الهولندي ويسلي سنايدر على رأس اللائحة، وهو الذي كان الهدف الأول لفيرغيسون خلال الصيف الماضي، لكن تمسّك إنتر ميلانو الإيطالي به لم يسهل المهمة على «السير» الذي قيل إنه قرأ أوراقه جيداً وعرف حاجاته، لكنه تردد بعد ظهور كليفرلي بمستوى لائق خلال التحضيرات للموسم الجديد، ففضّل منحه الفرصة وتقديم نجمٍ محلي جديد على «مسرح الأحلام». لكن إصابة الأخير الذي حجز حتى مكانه مع منتخب إنكلترا في فترة سابقة، أعادت الى فيرغيسون فكرة التعاقد مع سنايدر الذي يعدّ من أفضل اللاعبين في مركزه، وقد شهد العالم على هذا الأمر في 2010 عندما قاد إنتر الى ثلاثية تاريخية، أتبعها بقيادته منتخب بلاده الى المباراة النهائية لكأس العالم.
ويعرف الجميع أن خروج سنايدر الآن من إنتر لن يكون أمراً عسيراً، وخصوصاً أن الفريق لا يبدو قادراً على مجاراة منافسيه في الدوري الإيطالي، لذا تبدو عملية الاستغناء عن بعض اللاعبين لإجراء تحديث على التشكيلة أمراً غير مستبعد، وذلك انطلاقاً من أن المدرب كلاوديو رانييري وجد الحلول الناجعة في كلّ مرة غاب فيها الهولندي عن تشكيلته بسبب الإصابة.
العقبة الوحيدة التي قد تقف في وجه طموحات يونايتد لاستقطاب سنايدر هي سعره الذي يتراوح بين 40 و45 مليون يورو، وسط عدم استعداد آل غلايزرز الذين يملكون النادي لدفع هذا المبلغ، وخصوصاً أن الخروج من دوري الأبطال أضاع كمّاً كبيراً من المال على «الشياطين الحمر».
وإذا سارت الأمور على هذا النحو، فقد يلجأ فيرغيسون الى خيار الكرواتي لوكا مودريتش، إذ يعتبر المدرب المخضرم أنه يستطيع أن يغري توتنهام هوتسبر بمنحه حاجته في مركز رأس الحربة عبر إعادته إليه البلغاري ديميتار برباتوف، إضافة الى مبلغ محترم مقابل الحصول على شبيه «الهولندي الطائر» يوهان كرويف.
أما في حال إعطاء توتنهام ليونايتد الجواب الذي ردّ به على تشلسي الصيف الماضي، أي رفضه القاطع التخلي عن نجمه الكرواتي، فإن «السير» سيكون أمام خيارات أخرى مع لاعبين ينتظرون العبور الى ساحة الكبار، أمثال الإسبانيين خافي غارسيا (بنفيكا البرتغالي) وخافي مارتينيز (اتلتيك بيلباو) وحتى الأرجنتيني لوكاس بيغليا الذي سبق لفيرغيسون أن أبدى إعجابه به.



بيع وشراء

بهدف تمويل صفقة نقل لاعب وسط كبير الى «أولد ترافورد»، فإن الاستغناء عن بعض اللاعبين يبدو أمراً وارداً، لذا لا يمانع أليكس فيرغيسون بيع عنصر أو اثنين في خط الهجوم، حيث يسيطر واين روني والمكسيكي خافيير هرنانديز. ومن الأسماء المرشحة للرحيل البلغاري ديميتار برباتوف والإيطالي فيديريكو ماكيدا اللذان لا يأخذان فرصتهما كثيراً.