لا يختلف اثنان على أهمية «انتفاضة» كرة القدم اللبنانية التي وضعت منتخب لبنان على أعتاب الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل، فهي نقلت حالة اللعبة من الاحتضار الى الواجهة، لتسترد بريقها الذي فقدته بفعل الاضطرابات والمشاكل الداخلية في ادارة اللعبة، إضافة الى عوامل غياب الجمهور والأموال وتدني المستوى الفني.
وقد تتعرض هذه «النهضة»، التي التأمت حولها جماهير اللعبة، وباتت محط اهتمام أطياف المجتمع اللبناني، وحتى أركان الدولة اللبنانية، لانتكاسة كبرى في حالة واحدة، وهي عدم إقرار التعديلات التي يطالب بها الاتحاد الدولي للعبة «الفيفا»، الذي أعطى لبنان مهلة أخيرة تنتهي في 29 شباط 2012 المقبل، أي اليوم الذي يلتقي فيه المنتخب مع مضيفه الإماراتي في الجولة الأخيرة للدور الثالث، التي يكفي فيها التعادل للتأهل الى الدور الحاسم.
لكن إذا لم تقر التعديلات فماذا سيحدث؟ هذا السؤال الذي باتت تتناقله ألسنة الرأي العام الكروي، إضافة الى هل سيتمكن لبنان من اللعب مع الإمارات، وهل سيضيع كل ما تحقق من انتصارات تاريخية، وجمع شمل اللعبة وجمهورها هباءً؟
استناداً الى قوانين «الفيفا» فإن لبنان لا يتوقف تلقائياً إذا لم ترسل التعديلات، لأن الايقاف يجري في حالتين فقط، إما باجتماع اللجنة التنفيذية استثنائياً، أو الجمعية العمومية «الكونغرس»، ما يعني أن المباراة ستلعب في كل الأحوال ما لم يوقفها شيء غير طبيعي.
وإذا التأمت اللجنة التنفيذية وأقرت إيقاف لبنان، فإنها ستمنحه مهلة أخيرة وقد يُستبعد الاسم عن القرعة إذا أُجريت قبل انقضاء المهلة الأخيرة، واذا لم تقر التعديلات مع المهلة الأخيرة، يُستبعَد لبنان كلياً، وقد تدخل الكويت بدلاً منه إنما هذا الأمر ليس شرطاً.
وتتعلق التعديلات بسبعة بنود في النظام الأساسي، وهي تمنح معظم الصلاحيات لرئيس الاتحاد، وتشترط أن يكون الأمين العام موظفاً من خارج اللجنة العليا المنتخبة، وأن دوره استشاري فقط، ويجب على أمين السر العام أن يحضر كل اجتماعات اللجان في الاتحاد، بناءً على وظيفة، عوضاً عن أن تنتخبه اللجنة العليا بالاقتراع السري، ويحق فقط للرئيس اقتراح تعيين أو إقالة أمين السر العام.
ويشير عضو اللجنة العليا جورج شاهين في هذا الخصوص الى أن هذا الأمر لا يُطرح في اجتماعات اللجنة العليا، علماً أنه وزميله مازن قبيسي يطالبان دائماً بطرح هذا البند على جدول الأعمال، لأنه لا يجوز الانتظار الى اللحظة الأخيرة، وبالتالي اللعب بمصير المنتخب الأول، وقطاع الكرة برمته في المشاركات الخارجية، حيث إن منتخب الصالات لديه استحقاق خوض بطولة آسيا المؤهلة الى كأس العالم، وفرصته كبيرة، إضافة الى تهديد مشاركة فريقي العهد والصفاء في كأس الاتحاد الآسيوي. وأضاف نحن نسأل من يتحمل المسؤولية في حال إيقاف لبنان؟ مردفاً «الفيفا» لا يرضى بأي تعديل على التعديلات، ولن يمر الالتفاف عليها باستحداث منصب المنسق العام، وهنا لا بد من دق ناقوس الخطر.
ويكشف مصدر في اللجنة العليا ان التعديلات منجزة واتفق قبل الانتخبات الرئيس السيد هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة عليها، وتتضمن استحداث منصب المنسق، لكن هذا الاتفاق حصل قبل الانتخابات الأخيرة للاتحاد، وكل ما يطلبه «الفيفا»حالياً هو إرسال التعديلات وربما يقبل بها أو قد يرفضها ويطلب من الاتحاد اللبناني مجدداً اجراء التعديلات. علماً أن «الفيفا» لم يعطِ جواباً بشأن منصب المنسق لا سلباً ولا إيجاباً.
الأمور لا تزال مبهمة في موضوع التعديلات، التي في حال إقرارها قد تفرض اجراء انتخابات للجنة العليا في 2012، أي قبل سنة من انتهاء ولاية الاتحاد الحالي، فهل تقر التعديلات أم يدفع لبنان الثمن؟



شُكّلت لجنة الحكام والباقي في الانتظار


شكل نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان (الصورة) لجنة الحكام التي يرأسها حيث سيستمر سبع فلاح بمنصب أمين السر إضافة الى نبيل عياد ويزبك يزبك، لتكون هذه اللجنة الأولى التي يعلن عنها بعد قرار حل اللجان في الصيف الماضي. وسيبقى حيدر قليط مشرفاً على التدريبات. وبالنسبة إلى اللجان الأخرى لم يصدر اي شيء عنها، ويسيّرها فقط الرؤساء وبعض الأعضاء السابقين في كل لجنة، علماً أن عدداً من أعضاء اللجنة العليا يطالبون بتشكيل كافة اللجان لأن شخصاً أو اثنين يتحملون أعباء اللجنة الواحدة.
ومن اللجان الناشطة لجنة كرة الصالات التي يرأسها سمعان الدويهي ومن المنتظر ان تتوسع تناغماً مع حجم العمل الكبير الموجود في اللعبة. اضف ان لجنة كرة السيدات برئاسة همبارسوم ميساكيان لم تشكّل بعد وكانت منقوصة في المرحلة الماضية، الى لجنة المنتخبات وهي من اللجان الاساسية وخصوصاً في الفترة الآنية، إذ «لا بد من اعادة النظر فيها وتعديلها بما يتلاءم مع الانجازات التي سطّرها المنتخب الأول ومنتخب الصالات» بحسب ما أشار أحد أعضاء اللجنة العليا.