بدا المدير العام زيد خيامي كأنه ينتظر أول مناسبة عامة كي يطلق بعض المواقف الرياضية حول الدورة العربية الماضية التي أقيمت في قطر، والمقبلة التي ستقام في بيروت عام 2015. اتحاد الملاكمة أتاح هذه الفرصة لخيامي، وإن كان من دون قصد، عبر حفله المزدوج الذي جرى فيه تكريم أبطاله لموسم 2011 في فندق غاليريا حيث قام خيامي ورئيس الاتحاد محمود حطاب ورؤساء الاندية الاتحادية بتوزيع الشهادات التقديرية على 64 من اللاعبين ممن حلّوا في المراكز الأولى في مختلف البطولات الرسمية في عام 2011، وقد توزّع هؤلاء على 18 لاعباً في الدرجة الأولى و21 لاعباً في الدرجة الثانية للكبار و10 للناشئين و15 لما تحت 14 عاماً. كذلك جرى توزيع الميداليات على اللاعبين الذين حلّوا في المرتبة الأولى في مختلف الفئات، وبلغ عددهم 27 لاعباً، فيما نال المركز العالي للرياضة العسكرية درع المركز الأول في الدرجة الأولى والنادي الشعبي الرياضي - صيدا درع المركز الأول للدرجة الثانية لجميع الفئات. أما الحفل الثاني فقد خصص للإعلام الرياضي في مطعم الساحة، واللافت في الحفلين تركيز خيامي على اعتبار ما حققه بعض الأبطال في قطر لا يعود الفضل فيه إلى أي طرف لبناني، بدءاً من وزارة الشباب والرياضة مروراً بالاتحادات الوطنية وانتهاءً باللجنة الأولمبية. وسمّى خيامي السبّاحة كاتيا بشروش والأخوين زين ومنى شعيتو، معتبراً أن هؤلاء حققوا الإنجاز بجهد فردي وبدعم من عائلاتهم فقط.
وحصل لغط بشأن مشاركة بشروش، إذ كان هناك كلام قيل سابقاً عن أن اتحاد السباحة لم يكن ينوي ضم بشروش إلى بعثته على اعتبار أنها لم تشارك في بطولة لبنان، لكنه عاد وضمّها بعد تدخل من وزارة الشباب والرياضة. لكن هذا الأمر أوضحه خيامي معتبراً ان اتحاد السباحة اعتمد بشروش ضمن بعثته ولم يكن لديه نية في استبعادها.
هذا الأمر أكّده أيضاً الأمين العام لاتحاد السباحة فريد أبي رعد الذي أشار إلى أن بشروش شاركت في بطولة لبنان عام 2011 (أربعة سباقات) وسجلت ثلاثة أرقام قياسية، كذلك فإن اتحاده أبلغها أنها ستكون ضمن البعثة إلى دورة الألعاب العربية. ويذهب أبي رعد أبعد من ذلك ليؤكد أن بشروش ستكون ضمن الفريق اللبناني الذي سيشارك في بطولة العالم لحوض الـ25 متر التي ستقام في تركيا في كانون الأول 2012، علماً بأن لبنان يحق له ببطاقتين، لكن الاتحاد اتصل بالاتحاد الدولي وطلب بطاقة إضافية لكاتيا بشروش كي لا يُحرم السباحون والسباحات اللبنانيون من فرصهم.
وأشار أبي رعد إلى أن التباساً حصل بين بشروش والسباحة نيبال يموت التي لم يكن يريد الاتحاد ضمّها إلى بعثته، لكن اللجنة الأولمبية أصرّت على اعتمادها بعد أن استدعت أعضاء الاتحاد وساءلتهم عن أسباب عدم ضمّ يموت، لكن أرقامها في البطولة العربية أثبتت صحة وجهة نظر الاتحاد، إذ إن يموت لم تحقق أرقاماً جيدة في السباقات التي شاركت فيها.
بالعودة إلى حفل التكريم وكلام خيامي فيه، هناك عدة نقاط لا بد من التوقف عندها، وأبرزها اعتبار دورة الألعاب العربية 2015 دورة «بناء البشر» وليس المنشآت والملاعب، كاشفاً عن نية الوزارة في دعم اللاعبين واللاعبات انطلاقاً من نجاح وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي في رفع موازنة الوزارة من مليارين إلى 10 مليارات ليرة. وأكّد خيامي أن التركيز سيكون على إعداد الأبطال وصقل المواهب في مراكز التدريب المنوي تجهيزها، وخصوصاً في ميادين الألعاب الفردية، مشدداً على أنه سيكون في لبنان رياضة حقيقية لا وهمية، وأن تنطلق مراكز التدريب والصقل بفعالية في ظل تكاسل الأندية في ضخّ الابطال والمواهب.
وكان للجنة الأولمبية حصة من كلام خيامي حين ساواها بوزارته من ناحية عدم وجود فضل لها في بعض الإنجازات التي تحققت في قطر. وجاء كلام خيامي متلازماً مع همس بدأ يتصاعد، منتقداً رغبة اللجنة الأولمبية في الحصول على الجوائز التي حصلت عليها بعد إحراز اللاعبين واللاعبات للميداليات، إذ خصصت اللجنة المنظمة للدورة العربية جوائز مادية لمحرزي الميداليات ومثلها للجان الأولمبية الوطنية التي ينتمي اليها هؤلاء الأبطال والبطلات. ويأتي الانتقاد انطلاقاً من أن بعض الميداليات أحرزها لاعبون ولاعبات لم تشارك اللجنة الأولمبية في إعدادهم، وبالتالي فمن الأصح أن تذهب الأموال كلها إلى اللاعبين واللاعبات وعائلاتهم الذين تكلّفوا على إعدادهم.
هذا الأمر استغربه الأمين العام للجنة الأولمبية عزة قريطم الذي عجب مما يقال، متمنياً أن يكون الحديث عن المشاركة اللبنانية في الدورة إيجابياً وليس سلبياً، راغباً في عدم وجود من يشكّك في صدقية اللجنة الأولمبية وأعضائها، من ناحية أن جميع الأموال التي ستحصل عليها اللجنة ستجري مناقشة كيفية صرفها على اللاعبين واللاعبات وليس على أي طرف آخر. لكن هذه الأموال ستصرف وفق دراسة فنية تتضمن معايير واضحة تهدف إلى تطوير هؤلاء اللاعبين واللاعبات، مؤكداً أن الأموال لن تُصرف على اللجنة الأولمبية.
ورغم أهمية المواقف التي أطلقت، لم تخطف الأضواء من حفل اتحاد الملاكمة الذي استهلّه رئيس الاتحاد محمود الحطاب بكلمة هنّأ فيها الملاكمين الواعدين على انجازاتهم، آملا أن يواصلوا مسيرتهم بجدية، وواعداً بأن يكون التكريم والرعاية بانتظار المجلّين منهم في المستقبل، فيما أثنى خيامي في كلمته على جهود الحطاب الشخصية في إعادة البريق إلى الملاكمة اللبنانية، فنقلها من الظل إلى الواجهة، مشيداً بخطوة تعميم الأكاديميات على المحافظات، لما في ذلك من فائدة ورغبة صادقة في التطوير.
أما في حفل العشاء التكريمي لرجال الاعلام الرياضي في لبنان، فقد حضره رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر وعدد كبير من رؤساء الاندية والاتحادات، إلى حشد من الاعلاميين، وتولى الزميل حسن شرارة تقديم فقراته، فكانت الكلمة الاولى للحطاب الذي أثنى على دور الاعلام في التطوير والتشجيع من خلال الإضاءة على البطولات والاحداث وتقييمها بمسؤولية وطنية. من جهته، أشار خيامي في كلمته إلى إصرار الوزير كرامي على استنهاض الحياة الرياضية في لبنان على جميع المستويات، مشيداً بما حققه منتخب لبنان لكرة القدم في امتحان التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل وجهود حيدر في هذا المجال.