غطت «انجازات» المنتخب الوطني لكرة القدم على ما عداها من أحداث رياضية لبنانية في سنة 2011 ليصح القول بأنها «سنة منتخب الأرز» بعدما انتقلت اللعبة الشعبية من حالة الاحتضار الى الشغل الشاغل عقب النتائج النوعية التي سطّرها والتي تلت سلسلة من المشاكل والنتائج الكارثية والتغييرات، وأدت الى التغيير الشامل في استراتيجية ادارة اتحاد الكرة حيث بات يولي أهمية للعبة وخصوصاً منتخبها بعدما وضع «على الرف» حوالي السنتين.
وكان اسم لبنان مدرجاً ضمن قائمة التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، وإذ أعفي من خوض الدور الأول بسبب نتائجه في التصفيات السابقة فإنه تأهل تلقائياً الى الدور الثاني حيث وضعته القرعة بمواجهة بنغلادش وحيث كان يقود المنتخب المدرب الوطني اميل رستم، وانتشل المنتخب من الرف وتحضر كيفما كان للتصفيات وبغياب عدد كبير من اللاعبين ونقص في الاعداد والتجهيزات، وبعد خسارات متتالية أمام الكويت 0-6 والامارات 2-6 مع تسديدة بالكعب من ركلة جزاء، وسوريا 2-3 في المباريات الودية الاعدادية جاء الفوز على بنغلادش 4-0 في ذهاب الدور الثاني ليقرب اللبنانيين من التأهل الى الدور الثالث، إلا أن خسارة لقاء الاياب امام المنتخب المتواضع 0-2، عجلت في استقالة رستم الذي كان على علاقة غير ودية تماماً مع الأمين العام للاتحاد رهيف علامة، فعين الاتحاد مدرب العهد الالماني ثيو بوكير على رأس هرم المنتخب ليقود ادارته الفنية، حيث كانت البداية مع خسارة قاسية أمام المضيفة كوريا الجنوبية 0-6، ومن رحم هذه المعاناة ولدت الانجازات إذ رد اللبنانيون الصاع «للكعب» الاماراتي وفازوا 3-1 في بيروت لتكون انطلاقة التألق، فتشجع الاتحاد بقيادة رئيسه هاشم حيدر للوقوف خلف المنتخب مع تجييش اعلامي واعلاني وشعبي داعم له قبل لقاء الكويت في بيروت والذي انتهى بالتعادل 2-2 علماً أن لبنان كان أقرب للفوز، ثم كانت النتيجة اللافتة بالتغلب على الكويت في عقر دارها 1-0، وبعدها النتيجة الأبرز في تاريخ الكرة اللبنانية بالثأر من الشمشون الكوري 2-1 في بيروت امام 45 ألف متفرج، ليفرض منتخب لبنان نفسه على مساحة 10452 كيلومتراً مربعاً مع احتضان شعبي ورسمي من رئيس الجمهورية الى مجلس الوزراء ولتنهال المكافآت على اللاعبين.
ولم تنسحب النتائج الايجابية على المنتخب الأولمبي الذي لم يحالفه الحظ بالوصول الى فترة الاهتمام فدفع الثمن بخروجه من الأدوار الأولى للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى أولمبياد لندن 2012 أمام ماليزيا.
وعلى صعيد المسابقات المحلية، هيمن العهد عليها كلها بحصده بطولتي الدوري والكأس، إضافة إلى لقبي النخبة ومن بعده السوبر، وكلها على حساب الصفاء، كما شارك العهد في كأس الاتحاد الآسيوي وتوقف مشواره القاري في الدور الثاني أمام موانغ ثونغ التايلاندي، كذلك شارك في المسابقة عينها الأنصار بعد مخاض عسير إذ هدد الفريق بالانسحاب من البطولة قبل انطلاقها بسبب الشح المادي قبل ان يتلقى مساعدة من وزارة الشباب والرياضة، لكنه عجز عن تخطي الدور الأول. وودع دوري الأضواء الشباب الغازية والاصلاح البرج الشمالي حيث عادا الى الدرجة الثانية التي صعد منها طرابس والأهلي صيدا وحرم الخيول من الارتقاء بعد «موقعة بحمدون الدموية». ولم تتوقف انجازات كرة القدم عند هذا الحد، اذ إن «وليدتها» كرة الصالات شهدت انجازات كبيرة، الأول عبر تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كأس الأمم الآسيوية للمرة الثامنة في تاريخه بعد حلوله ثالثاً في تصفيات منطقة غرب آسيا، وستكون البطولة المقبلة فرصة مؤاتية للتأهل الى نهائيات كأس العالم.
كذلك سيطر نادي الصداقة على الالقاب المحلية بإحرازه الدوري والكأس والسوبر على حساب أول سبورتس الذي لازمه في الوصافة، والانجاز الأبرز للصداقة كان الحلول ثالثاً في بطولة النوادي الآسيوية مسطراً أرفع انجاز للعبة الحديثة.
وحافظ فريق الصداقة للسيدت على لقبيه المحليين الدوري والكأس على حساب اتلتيكو، كما شهد هذا العام اطلاق بطولة كرة القدم الشاطئية وفاز بلقبها فريق الريجي.
كل هذه النتائج أكدت أن كرة القدم لا تزال تحتفظ بشعبيتها، وهذا الامر فرض على المعنيين في الاتحاد والقوى الامنية والحكومية التراجع عن قرار منع الجمهور بعد خمسة مواسم، إلا أن «حق العودة» اتسم بالخجل، ما يرتب جهوداً كبيرة من الاتحاد والأندية لرفع الأعداد المواكبة للمباريات.

كرة السلة: خيبة مقابل التألق

لم تكن حال منتخب كرة السلة الذي أوصل لبنان الى العالمية بمستوى تألق منتخب كرة القدم، إذ إن اللعبة واجهت ازمات عدة كان ضحيتها الفريق الوطني الذي انتقل من فشل الى آخر حيث اعتاد متابعوه ان يشاهدوه على المنصات القارية والعربية. إلا انهم أصيبوا بالخيبة، حيث فشل في مواصلة مقارعته لأبطال القارة الآسيوية ليحل سادساً في البطولة التي استضافتها الصين عوضاً عن استضافتها في لبنان وضياع فرصة التأهل الى الأولمبياد، وانسحب الفشل على المستوى العربي حيث خرج من الدور الأول في دورة الألعاب العربية، لكن الفشل كان ظلاً لفضيحة اللاعب المجنس سام هوسكين اذ تبين أنه احترف لموسمين في اسرائيل.
وأثار تعيين غسان سركيس مدرباً للمنتخب الوطني والنتائج التي تحققت الكثير من ردود الفعل السلبية، وكان آخرها استقالة رئيس لجنة المنتخبات فادي تابت، كما ان ادارة اللعبة شهدت انتخابات تكميلية وتم ضم ياسر الحاج ونادر بسمة الى اللجنة الادارية.
وكان الرياضي بيروت نجماً فوق العادة في هذا العام إذ أحرز لقب النوادي الآسيوية بعد طول انتظار، حيث عاد من الفيليبين باللقب القاري لأول مرة في تاريخه، وكان سبق أن أحرز لقب البطولة المحلية إذ استمرت هيمنته عليها بعدما تفوق على الشانفيل في الدور النهائي.
وسطر منتخب السيدات نتائج باهرة إذ حافظ على مكانته في المستوى الممتاز في القارة الآسيوية بعد حلوله خامساً في بطولة القارة والتي أقيمت في اليابان ثم فاز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية.

كرة اليد: نجاح السد

يمكن القول إن السد بطل لبنان في كرة اليد هو «سيد الأللقاب» على المستوى المحلي وصانع الانجازات خارجيا،ً إذ شارك الفريق في بطولة العالم للأندية بصفته بطلاً لآسيا وحل في المركز الثالث محرزاً الميدالية البرونزية والتي باتت أهم انجاز في تاريخ الألعاب الجماعية في لبنان، وكان الفريق قد احتفظ بلقبي الدوري والكأس المحليين على حساب الصداقة، لكنه فشل في ابقاء الكأس القارية في لبنان بسبب الظلم الذي تعرض له خلال مشاركته في البطولة الآسيوية والتي اقيمت في السعودية وفاز بلقبها مضر السعودي بعد مسرحية تحكيمية هزلية. وكان قد شارك الصداقة في البطولة عينها وودع من الدور الأول.

أنوار الطائرة

لعبة الكرة الطائرة شهدت انجازاً كبيراً هذا العام، حيث حل نادي الأنوار في المركز الرابع لبطولة النوادي العربية، كما أحرز الفريق لقبي الدوري المحلي على حساب الزهراء طرابلس، وكانت المفاجأة بتأهل بلاط الى المربع الذهبي وخروج الشبيبة البوشرية منها. ويتحضر الأنوار للمشاركة في البطولة العربية على ملعبه وبين جمهوره في شباط المقبل.

الألعاب الفردية

ستتداول أسماء السباحة كاتيا بشروش ولاعبة كرة الطاولة تيفين مومجوغوليان ولاعبة التايكواندو اندريا باولي كثيراً في السنة الجديدة حيث سيشاركن في أولمبياد لندن 2012 بعد تأهلهن مباشرة دون اي بطاقة دعوة وفقاً لنتائجهن في البطولات العالمية، حيث تأهلت مومجوغوليان بعد احرازها لقب بطولة غرب آسيا لكرة الطاولة التي اقيمت في الاردن.
وتأهلت باولي عن وزن 57 كلغ، بعد فوزها بجميع مبارياتها في التصفيات الاولمبية التي اقيمت في تايلاند، وفازت بمبارياتها على بطلات فيتنام وافغانستان وكمبوديا.
أما بشروش فكانت النجمة اللبنانية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في قطر، إذ فازت بست ميداليات (4 ذهبيات وبرونزيتين)، وتأهلت بشروش للأولمبياد للمشاركة في سباقات المسافات المتوسطة بالسباحة.
وكانت الدورة العربية الـ12 في قطر قد شهدت تألق العداءة غريتا تسلاكيان باحرازها ذهبية سباق الـ200 م وفضية الـ100م، كما أحرز منتخب الرماية ذهبية التراب، ومنى شعيتو ذهبية سلاح الشيش في المبارزة، إضافة الى تألق كارين شماس وليا فرحات واوديت ملكون في الجودو، وراي باسل وجو سالم في الرماية، وفرق الرجال والسيدات في كرة الطاولة والمبارزة. وكانت الحصيلة النهائية للبنان في الدورة 29 ميدالية (8 ذهبيات، 5 فضيات و16 برونزية). وللمفارقة فإن غالبية الميداليات كانت انثوية وسط غياب شبه تام للذكور، والأبرز كان منح لبنان شرف الاستضافة للدورة المقبلة عام 2015.
وفي الرياضة الميكانيكية واصل الأخوان روجيه وعبدو فغالي سيطرتهما في منطقة الشرق الأوسط وفاز الأول بسباق رالي لبنان الدولي.
ونظم لبنان عبر اتحاداته الكثير من المسابقات العربية والاقليمية والقارية مثل بطولة آسيا للناشئين بالجودو.



متألقات

جاء تأهل السباحة كاتيا بشروش (الصورة 1) ولاعبة التايكواندو اندريا باولي (الصورة 2) ولاعبة كرة الطاولة تيفين مومجوغوليان لأولمبياد لندن ليؤكد تفوق الإناث على الذكور على صعيد الرياضة اللبنانية. وينتظر أن يجري احتضان الفتيات وإعدادهن لتقديم أفضل أداء يعود بميدالية أولمبية الى لبنان بعد 32 عاماً من آخر ميدالية.