البرازيلي غانسو موهبة سانتوس يحلم باللعب مع برشلونة. الدنماركي كريستيان إريكسن، موهبة اياكس امستردام الهولندي، يحلم باللعب مع برشلونة. الأرجنتيني خافيير باستوري، نجم وسط باريس سان جيرمان الفرنسي، يحلم باللعب مع برشلونة. الصربي نيمانيا فيديتش قلب دفاع مانشستر يونايتد الإنكليزي، يحلم باللعب مع برشلونة. الأوروغواياني لويس سواريز مهاجم ليفربول الإنكليزي يحلم باللعب مع برشلونة، الإيطالي جوسيبي روسي، مهاجم فياريال الإسباني يحلم باللعب مع برشلونة... واخيراً وليس آخراً الألماني ماريو غوتزه موهبة بوروسيا دورتموند يحلم باللعب مع برشلونة.
هذه عيّنة لبعض الأسماء التي أعربت في الآونة الأخيرة عن حلمها بارتداء قميص الـ «بلاوغرانا»، وكان آخرها، اول من امس، غوتزه، الذي خرج عن صمته للمرة الأولى منذ بروز موهبته للإدلاء برأيه في موضوع انتقاله، منتقياً النادي الكاتالوني بعدما رُبط بالانتقال الى أرسنال الإنكليزي وريال مدريد الإسباني.
اذاً، الجميع يحلم باللعب لبرشلونة. صغاراً كباراً لا يهم، بل المهم أن تكون الوجهة برشلونة. أن يكون «نو كامب» الملعب الذي يخطون عليه خطواتهم ان كانت الاولى او في أمتارها الاخيرة. حلم برشلونة يدغدغ جميع القلوب، فهناك الأمجاد والأفراح وهناك الإنجازات وهناك تصنع الذكريات الخالدة، وهناك اهم من ذلك كله اللعب الى جانب افضل لاعب في العالم النجم الارجنتيني ليونيل ميسي واندريس إينييستا وشافي هرنانديز، وتحت قيادة الخبير كارليس بويول.
غوتزه كان صريحاً اول من أمس رغم خجله الواضح في ملامح وجهه. عندما يتعلق الأمر ببرشلونة فلا بدّ من التعبير عن المكنونات، حيث إن الفرصة لا تأتي الا مرة واحدة، فكيف اذا كانت في قلعة الـ «بلاوغرانا»؟ الشاب القادم بقوة الى عالم النجومية كان واضحاً: «اللعب مع فريق كبرشلونة هو بمثابة الحلم لي»، هذا ما قاله «غوتزينيو» (أحد ألقابه العديدة). رمى الشاب صنارته متمنياً ان تعلق في مصيدة النادي الكاتالوني. عندها يصبح الحلم حقيقة وبدلاً من ان يكون هناك ميسي واحد في برشلونة ونعني هنا ليونيل ميسي سيكون هناك «ميسيان» بقدوم غوتزه «ميسي ألمانيا» بحسب ما لُقّب في بلاد «البوندسليغه».
بالفعل يبدو الأمر مثيراً للاهتمام برؤية اللاعبين معاً على ارض الملعب. ستكون متعة ما بعدها متعة تلك التي سيقدمها اللاعبان. وهنا يمكن القول إن مكان غوتزه يبدو متاحاً في برشلونة على عكس ما يعتقده البعض، إذ بإمكانه شغل أحد مركزي الجناح بالتناوب مع التشيلياني الكسيس سانشيز، او الى جانبه، وخصوصاً في ظل إصابة دافيد فيا، علماً أن الأخير قد لا يضمن مركزه بعد عودته من الإصابة، وهذا ما بات واضحاً مع تألق سانشيز.
لكن السؤال المطروح الآن: هل يتحول حلم غوتزه الى حقيقة كما حدث مع فرانسيسك فابريغاس، أم سيكون مصيره كما الأسماء المذكورة أعلاه، التي بقيت أمانيها مجرد احلام من دون أن تلقى آذاناً صاغية من إحدى البقاع الساحرة في العالم؟ الأكيد أن الجواب ليس معلوماً بعد، لكن المسألة ستلقى اهتمام برشلونة نظراً إلى موهبة غوتزه، والأكيد أيضاً أن «ميسي ألمانيا» لن يكون الاسم الأخير الذي سيعرب عن حلمه بارتداء قميص برشلونة، فاللائحة ينتظر أن تطول اكثر.