لم يُبرم العهد تعاقدات كبيرة قبل انطلاق الموسم الماضي، من دون أن يفرّط بنجومه، حتى يفوز بلقب الدوري المحلّي في الأسبوع ما قبل الأخير. هدفُ رئيس النادي تميم سليمان كان أكبر من ذلك. هدفٌ لم يسبقه إليه أحد، وهو الظفر بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، ليكون بذلك حقق إنجازاً تاريخياً لكرة القدم اللبنانية في مدة زمنية قصيرة عاشها بين حيطان «الأصفر». حسناً فعل الفريق في البطولة العربية، الذي استطاع لاحقاً تحقيق ثلاثية السوبر والدوري والكأس، في ظل تنافسٍ شبه منفرد من النجمة، إلا أن العين بقيت دوماً مصوّبة نحو تلك الكأس الفضية التي لم تصل إليها أي يد لبنانية. هذا الحلم كان يبدو قريباً من التحقيق حتى سقط الفريق الأسبوع الماضي أمام مضيفه العراقي بثلاثة أهداف لهدف، لتتوقّف سلسلة 47 مباراة من دون خسارة على ملعب كربلاء الدولي، إلا أنه لا يزال قائماً، مع تبقّي مباراة واحدة تُحسم فيها هوية المتأهّل.بالحسابات، يحتاج العهد إلى تسجيل هدفين والحفاظ على نظافة شباكه في لقاء اليوم ضمن إياب الدور نصف النهائي عن منطقة غرب آسيا. المُشكلة، أن القوة الجوية لم يخرج من أي مباراة خاضها في البطولة هذا الموسم من دون أن يسجل هدفاً على الأقل. هذا الأمر يُلزم دفاع العهد بالانتباه للهداف أمجد راضي وزملائه، وعدم تكرار الأخطاء التي ارتُكبت في المباراة الأخيرة. أمرٌ آخر يصبّ في مصلحة الفريق الضيف، هو أنه لم يخسر أيّاً من مبارياته الخمس بمواجهة الفرق اللبنانية. أكثر من ذلك، هو لم يسقط سوى مرتين في آخر 30 مباراة في البطولة، محققاً 19 انتصاراً. عموماً، كل الحسابات تسقط على أرض الملعب في بيروت، حيث يُنتظر حضور آلاف المشجعين لمساندة الفريق في مباراته المهمة.
المدرب باسم مرمر، الذي لم يخسر سوى مباراة آسيوية واحدة، سيستعيد المدافع خليل خميس بعد انتهاء إيقافه، بالإضافة إلى المهاجم السنغالي ابراهيما ديوب، إلا أنه سيفتقد مجدداً الهداف حسن شعيتو «موني» الذي لم يتعافَ من الإصابة. في المقابل، يستعيد الجوية صانع الألعاب همام طارق، الشاب الذي كان أحد نجوم اللقاء الأخير بين الفريقين في لبنان. فنياً، يُتوقّع أن يدخل المدرب مرمر المباراة بالتشكيلة الاعتيادية، معتمداً على خميس ودقيق في الدفاع، بدلاً من علي حديد. كما قد يُعيد محمد حيدر إلى مركز الوسط المتقدّم، بعد الأداء المتواضع لزميله سمير أياس في المباراة الأخيرة، فيما تبدو حظوظ مشاركة الشاب محمد قدوح في التشكيلة الأساسية أكبر من السنغالي ديوب، وخاصةً مع تسجيل المهاجم الشاب هدفين في المباراتين الأخيرتين. في الجهة المقابلة، يعود همام طارق إلى التشكيلة العراقية لمساندة زميليه أمجد راضي وأحمد حمادي، وخلفهم عماد محسن والسوري زاهر الميداني والكرواتي سانين ميموفيتش.
«الجوية» هو صاحب رابع أعلى نسبة تسديد في منطقة غرب آسيا، والأول من حيث عدد الأهداف، يعاني في الخط الدفاعي، إذ لم يخرج بشباكٍ نظيفة سوى مرتين وأمام الفريق عينه (السويق العماني). وبمواجهة العهد، الذي يملك ثاني أعلى نسبة استحواذ بين الفرق العربية، ورابع أكثر لاعب صناعة للفرص (محمد حيدر)، لن تكون دفاعات الضيف في نزهة، وخاصة أن لاعبي العهد وصلوا إلى مرمى خصمهم خمس مرات في المواجهة السابقة.
في الواقع، يملك العهد الإمكانات للفوز بالمباراة والتأهّل، بل هو المرشّح الأول للظفر باللقب، وما على لاعبيه إلا أن يثقوا بأنفسهم وبزملائهم، والتكاتف لتحقيق إنجازٍ تحتاج إليه كرة القدم اللبنانية.

تدخّل بعد الإنذار
قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمس، الأحد، تغيير موعد المباراة التي تجمع العهد والقوة الجوية العراقي، من السادسة مساءً إلى الثالثة عصراً، بسبب عدم تطابق مواصفات إضاءة الملعب مع الشروط التي يعتمدها الاتحاد في المباريات القارية. التغيير هذا يأتي بعد إنذارٍ من الاتحاد القاري، بعدم اعتماد ملعب المدينة الرياضية بسبب حالة مقاعد المدرجات. ولو أن التدخّل الآسيوي والإنذار لا يرتبطان ببعضهما، إلا أنهما دليلٌ على سوء حالة الملعب الذي يفتقد الكثير من التجهيزات.
هذا يأتي بعد مشاركة العهد الأخيرة على ملعب كربلاء الدولي، الذي بلغت كلفة بنائه نحو مئة مليون دولار، وهو أحد المشاريع التي افتتحت في العراق خلال الآونة الأخيرة، بعد ملعب ميسان الأولمبي، علماً بأن وزارة الشباب والرياضة تعمل على افتتاح ملعبين جديدين في الأشهر المقبلة.