يحتضن ملعب «الجوهرة المشعّة» في مدينة الملك عبد الله السعودية، اليوم (21:30)، مباراة النجمة والإفريقي التونسي، ضمن الجولة الأخيرة من المجموعة الأولى في الدور التمهيدي المؤهل إلى دور الـ32 ببطولة كأس العرب للأندية الأبطال. نقطة واحدة ستكون كافية لممثل لبنان للتأهّل والعودة إلى البطولة العربية بعد غياب أكثر من 10 سنوات
فوزٌ برباعية على الوئام الموريتاني وبهدفين على الفيصلي السعودي، وضعا النجمة في صدارة مجموعته، قبل المباراة الحاسمة مع الإفريقي. بالنسبة إلى جمهور الفريق، أن تتغلّب على فريقٍ ميزانيته تكاد توازي ميزانية الأندية الـ12 في دوري الدرجة الأولى اللبناني، ولاعبيه الأجانب لهم صولات وجولات خارجية، وعلى أرضه، وخلال فترة قصيرة من التحضير، هذا هو النجاح المنتظر من المدرب التونسي الجديد طارق جرايا والتشكيلة التي لم يُدخل عليها جديد سوى المدافع حسن بيطار (الذي سيعود إلى العهد بعد مباراة اليوم) ولاعب الوسط الأوغندي دينيس ايغوما (الذي قد ينضم إلى الفريق في الموسم المقبل)، لكن سلّم النجاح طويل عند هذا الجمهور، بل إنه لا ينتهي. اليوم التعادل يكفي، لكن الفوز مرغوب.
ويُدرك جرايا، على عكس بعض المشجعين، أن المواجهة مع الإفريقي لن تكون أسهل من لقاء الفيصلي. فمواطنوه الذين تعادلوا الخميس الماضي في المباراة الأولى مع الفريق السعودي، وصلوا قبل يومٍ واحد إلى البلد المضيف، بعد خوضهم نهائي كأس تونس يوم الأحد، ولم يشارك في تشكيلتهم جميع اللاعبين الأساسيين، وهو أمرٌ تكرر في المباراة الثانية، التي ظهر فيها الفريق بمستوى ضعيف أمام فريقٍ متواضع. لهذا، سيكون تعامله مع المباراة كجميع المباريات التي واجه فيها خصوماً أقوى في الدوري اللبناني، فالتونسي لم يخسر سوى مرتين في المواجهات الثماني أمام الفرق الأربع الأقوى (العهد، النجمة، الأنصار والصفاء)، محققاً أربعة انتصارات.
حظوظ الفريقين بالتأهّل تبدو متساوية. فمن جهة، يحتاج الإفريقي إلى البقاء متقدماً بالنتيجة طوال اللقاء، ما يعني اضطراره إلى التقدّم نحو الهجوم كما فعل الفيصلي، وهو ما سمح لحسن معتوق ومحمود السبليني بقيادة الهجمات المرتدة برفقة نادر مطر وعلي علاء الدين، والتي أسهمت في تسجيل هدفي الفوز. ومن جهة أخرى، يتسلّح الفريق التونسي بلاعبين حاسمين، كصابر خليفة وياسين الشماخي ووسام بن يحيى ونيكولاس اوبوكو، ستصعّب مشاركتهم المواجهة على النجمة. الأخير خاض أول مباراتين بالتشكيلة الأساسية عينها، ولم يغيّر في التبديلات الثلاثة سوى لاعب واحد، كان علي الحاج، صاحب هدف الفوز الأخير، وهو ظهر بمستوى جيّد وبانضباط عالٍ، خاصة في المباراة الأخيرة. أما مفتاح الفوز، فهو دائماً الجمهور، الذي حضر بالمئات على المدرجات في المباراتين، فيما آزر الآلاف فريقهم من خلف الشاشات خلال التجمعات التي أقاموها.
ومن دون شك أن تخطّي التصفيات، يُؤكّد بقاء جرايا في منصب المدير الفني للموسم المقبل، في ظل مسعى الإدارة لتخفيف عقوبته الاتحادية التي تنتهي مع ختام الموسم الجديد، هذا إضافة إلى التعاقد مع ايغوما، الذي لديه مشكلة عالقة مع ناديه السابق العهد والاتحاد الدولي لكرة القدم. وقد يعوّض هذا الإنجاز الإخفاقات المحليّة التي مُنيَ بها «النبيذي» في الموسم المحلي، قبل فترة راحةٍ مقبلة في انتظار قادم الاستحقاقات.
إذاً هو التأهّل، لخروج الإدارة منتصرة بتعاقدها مع المدرب جرايا بدلاً من الأسماء الأخرى التي طُرحت، ولانتظار جمهور النجمة للأهلي المصري في بيروت، ولحضورٍ لبناني أكبر في الدور المقبل (يلعب السلام زغرتا مع الرجاء المغربي).