لا يمكن أن تسأل أحد إداريي شباب الساحل عن أهدافهم عشية أي موسم جديد، فهذا النادي لعب غالباً من دون أي عقدة أمام أي فريق كبير، كما كان «الحصان الأسود» في محطات عدة، والخصم المزعج للكل في محطات أخرى. في موسم 2015-2016 عرف شباب الساحل مشواراً جيداً في دوري الأضواء، إذ احتل المركز الخامس على لائحة الترتيب العام. مركزٌ أراد البناء عليه لتقديم نفسه بشكلٍ أقوى، لكن المفاجأة كانت في الموسم الذي تلاه، حيث لم يكن حصاناً. هبط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية. ولكنه هبوط لم يكن يستحقه في نظر الكثيرين، الذين اتفقوا على أن «الظروف» لعبت دورها ضده، والدليل أنه احتل المركز ما قبل الأخير بفارق نقطتين عن أول الناجين من الهبوط أي الصفاء، وثلاث نقاط عن طرابلس صاحب المركز التاسع.إذاً لعب شباب الساحل في الدرجة الثانية في الموسم الماضي، وإلى جانب البرج شكّل حالة جماهيرية مميزة في هذه البطولة، انطلاقاً من شعور جمهوره الذي واكبه سابقاً في الدرجة الأولى، فقَدِم بأعدادٍ أكبر، وكانت النتيجة العودة إلى الأضواء التي تنتظره فريقاً قوياً، بحسب ما تشير التحليلات الناجمة عن حركته في سوق العرض والطلب خلال الصيف.
وفي «رحلة العذاب» في الدرجة الثانية، اكتشف شباب الساحل مشاكل عدة وثغرات أيضاً، فعمل منذ اللحظة الأولى لعودته إلى دوري الكبار على حلّها. ومن أبرز هذه المشاكل نقص الخبرة في صفوف تشكيلته الشابة، فهو كان قد قام بخطوة ذكية عندما أعار أبرز نجومه لفرقٍ في الدرجة الأولى، إذ أبقاهم بجهوزية عالية عبر منحهم فرصة اللعب أكثر على أعلى مستوى، وهو أمر يفترض أن يفيده في الموسم الجديد. وهنا الحديث عن لاعبين مثل الحارس علي حلال الذي لعب معاراً مع الصفاء (حاول الأنصار التعاقد معه هذا الصيف قبل أن تتوقف المفاوضات)، ولاعب الوسط حسن كوراني الذي برز مع طرابلس في الموسم الماضي. وفي هذا الإطار أيضاً جاء التعاقد مع قائد النجمة والشباب العربي عباس عطوي ثم علي الاتات من الأنصار، إضافة إلى لاعب آخر قضى مواسم طويلة في الدرجة الأولى وهو محمود كجك القادم من الأنصار أيضاً على سبيل الإعارة.
تحسين الملعب (الترابي) في حارة حريك متوقف بانتظار المطرانية


ويشرح مدير الفريق حسين فاضل في حديثه إلى «الأخبار» بأن «الأهم كان معالجة المشكلة الأساسية وهي النقص في التشكيلة من حيث إيجاد البدلاء في كلّ مركز، لكن من دون استقدام لاعبين غير مفيدين بل البحث عن العناصر الجيّدة وسدّ الثغرات، على غرار ما فعلنا عندما استقدمنا محمد حمود من الاخاء الأهلي عاليه لتعزيز مركز الظهير الأيسر الذي يشغله محمد فواز».
وإلى هذه الأسماء، كان الساحل قد تعاقد مع أسماء أخرى واعدة، أمثال الحارس الشاب شادي رحيّل من الأنصار، ونجم فريق البقاع في الموسم الماضي حسين رزق، واستعار حسين حيدر من العهد بعدما لعب مع الصفاء معاراً، والظهير الأيمن الواعد علي عبود من الأنصار أيضاً، إضافةً إلى المغترب علي الصايغ الذي كان قد خاض تجربة مع النجمة بإيعاز من النجم السابق للفريق «النبيذي» حيدر حايك.
أما بالنسبة إلى الأجانب، فقد استقدم الساحل أيضاً أسماء معروفة على الساحة المحلية ولو أنها نشطت في بطولة الدرجة الثانية، أي المدافع السنغالي باكاري كوليبالي الذي لعب مع العهد في كأس النخبة، ومواطنه المهاجم عبد العزيز نداي الذي برز هدافاً مع التضامن صور عندما كان الأخير في الدرجة الثانية. كذلك ضم لاعب الوسط - المدافع الغاني سالمون، الذي يقال إنه سيكون تجربة أجنبية جديدة ناجحة للساحل المعروف باستقدامه للأجانب المميزين، أمثال المهاجم المالياني مامادو ديالو، الذي احترف بعدها في المجر والبرتغال، ولاعبَي الوسط النيجيري دانيال أودافين والغاني عيسى يعقوبو.

مشكلة الملعب الرملي
إذا كان الساحل قد عانى من اللعب في ملاعب الدرجة الثانية التي لم يعتَد عليها، وهي كانت إحدى مشاكله في الموسم الماضي، فإن أبرز مشاكله تبقى عدم الاستقرار على صعيد ملعب التمارين، بحسب ما يشرح فاضل، الذي يقول: «نخوض حصتين أو ثلاث حصص تدريبية على ملعبنا (الترابي)، بينما تكون البقية على ملعب بئر حسن». ويأسف شارحاً: «مشكلة الملعب والبنى التحتية هي مشكلة أساسية تؤثر على تطور النادي عامة، فهي لا تسمح لنا بالعمل على الفئات العمرية، فاللاعبون الصغار يذهبون إلى أندية أخرى ملاعبها افضل، ما يطوّر من مستواهم، لذا لا تستغرب الكمّ الكبير من اللاعبين الذين تعاقدنا معهم هذا الموسم، إذ إن سياسة التنشئة بحسب ما نريدها غير حاضرة لأسباب قاهرة».
لكن مشكلة الملعب هذه قد تحلّ في فترةٍ ليست ببعيدة، إذ علمت «الأخبار» إنه إلى جانب التحسينات التي أجريت عليه من حيث دورات المياه وغيرها من الجوانب الأخرى، هناك كلام جدي عن تحويل أرضيته إلى ملعب عشب اصطناعي، وهي خطوة ستكون نقطة تحوّل بالنسبة إلى النادي، حيث توفّر عليه كلفة إيجار ملاعب أخرى، وتسمح له بإطلاق مشاريعه واستضافة مبارياته التحضيرية، ولو أنه يبحث غالباً عن لعب وديّات على أرضية طبيعية، على غرار مباراته الأخيرة أمام الجيش السوري في صيدا، والتي حقق فيها نتيجة لافتة بتعادله معه 2-2.
المهم بالنسبة إلى الملعب الذي كان قد كلّف رئيس الساحل النائب (المنتخب حديثاً) فادي علامة مختصين لإجراء دراسة لمعرفة تكلفة إتمام مشروعه، هو الحصول على «موافقة» من الوقف الماروني لعدة اعتبارات «على الطريقة اللبنانية». وهذه المسألة «معقدة» كون الملعب ملاصقاً للكنيسة في منطقة حارة حريك، ويتحوّل إلى موقفٍ للسيارات في المناسبات الدينية، رغم عدم حضور المسيحيين كسكانٍ في المنطقة، وعدم قدومهم بأعدادٍ يمكن القول إنها كبيرة إلى الكنيسة حتى في المناسبات. لكن وبانتظار الجواب النهائي من المطرانية عبر وكيل الملعب ميشال تحومي (رئيس نادي الاخاء حارة حريك) وبالتنسيق مع البلدية، يقول الكرويون من أبناء المنطقة بأن هناك فضلاً للساحل أصلاً في بقاء هذا الملعب كون النادي قد استأجره لمدة 100 سنة، ولولا عقد الإيجار لتحوّل إلى مساحة لإطلاق مشروع بناء على غرار ما هو عليه الأمر في المساحات الأخرى في المنطقة.



إدارة جديدة وتومبولا
في ظل كل هذه الأجواء ينتظر شباب الساحل انتخاب هيئة إدارية جديدة بعد انتهاء ولاية الإدارة الحالية برئاسة فادي علامة، حيث تشير المعطيات بأنه في حال اعتذاره عن ترؤس النادي مجدداً، وخصوصاً بعد «فوزه» بمقعدٍ نيابي، فإن الرئاسة قد تذهب إلى رئيس مجلس الأمناء سمير دبوق. إلى ذلك، فالحالة الجماهيرية الساحلية لا تقتصر على التشجيع بل على دعم الفريق أيضاً مادياً، على غرار ما قدّمت رابطة الجمهور في الموسم الماضي دعماً لوجستياً للفريق لناحية التجهيزات وغيرها، وذلك من خلال جمع تبرعات شهرية، وتنظيم مناسبات تفرز بعض الأرباح التي تُقدّم إلى النادي، وهي تطرح اليوم أفكاراً جديدة مثل تنظيم رحلات سفر إلى الخارج للمشجعين لحضور مباريات أوروبية، إضافةً إلى إجراء سحب على جوائز قيّمة.