انتهت أمس الأحد مباريات الأسبوع الثالث من بطولة لبنان الـ59 للدرجة الأولى بكرة القدم. نادي النجمة حافظ على الصدارة والصفاء في ذيل الترتيب، فيما حقق السلام زغرتا فوزه الأول مع مدربه التونسي طارق ثابت، وتلقى الإخاء الأهلي عاليه أول خسارة على أرضه بعد أكثر من 17 شهراً. جولةٌ (طبيعية)، شهدت غياب الصليب الأحمر مرة جديدة، وإشكالات أدّت إلى وقوع جرحى داخل الملاعب وخارجها، وحالات تحكيمية مؤثّرة.
احتفل النجمة أربع مرات أمام الإخاء الأهلي عاليه (عدنان الحاج علي)

حافظ العهد على فارق النقطتين بينه وبين المتصدّر النجمة، عقب فوزه على البقاع الرياضي بهدف من دون رد على ملعب النبي شيت.
مدرب العهد باسم مرمر دخل المباراة بتشكيلةٍ جديدة، برسم (3-5-2)، معتمداً على هيثم فاعور في قلب الدفاع مع السوري أحمد الصالح، الذي لعب مباراته الأساسيّة الأولى، وخليل خميس، في ظل غياب نور منصور بداعي الإصابة، فيما أشرك الغاني عيسى يعقوبو وسمير أياس في الوسط، رفقة حسين زين وحسين دقيق على الطرفين، يتقدّمهم محمد حيدر وأكرم مغربي والبلغاري مارتن توشيف. في المقابل لم تتغيّر الأسماء من جانب فريق المدرب الفنزويلي إنريكي غارسيا، الذي هدد لاعبوه مرمى الحارس مهدي خليل مرات عدة في الشوط الأول، قبل أن يفتتح البلغاري مارتن توشيف التسجيل للضيوف في الدقيقة 31 بتسديدة على يمين الحارس أحمد القرحاني.
بعدها بدقيقتين، أوقف حكم المباراة حسين أبو يحيى اللقاء بسبب إشكالٍ بين جمهوري الفريقين على المدرجات، عقب مشادة كلاميّة بين لاعب البقاع حمزة عبود وتوشيف، تدخّلت على إثره القوى الأمنية والصليب الأحمر لإسعاف أحد الجرحى.
العهد وصل إلى مباراته الـ29 في الدوري، ولو أن أداءه في مباراة الأمس لم يرتقِ إلى المعهود، بل اضطر إلى الدفاع في أغلب فترات الشوط الثاني من دون أن يقدر على الخروج من ضغط لاعبي الفريق المضيف، الذين قدّموا أداءً عالياً، لكن تلقوا خسارتهم الأولى هذا الموسم، ليتراجع الفريق إلى المركز الخامس.
فرّط التضامن صور بالفوز على ضيفه طرابلس مهدراً ركلة جزاء


من جهته حقق السلام زغرتا فوزه الأول مع المدرب التونسي طارق ثابت بعد سبع مبارياتٍ لم يذق خلالها طعم الانتصارات، على حساب ضيفه شباب الساحل بهدفين من دون رد. دقيقتان أهدت الفريق الشمالي ثلاث نقاط وضعته في المركز الثالث. هدف اللقاء الأول سجّله المدافع حمزة خير بعدما استغل خطأً بالتشتيت من مدافعي الساحل أمام المرمى (51)، قبل أن يضيف الموريتاني مامادو نياس الهدف الثاني بعد دقيقة بمجهود فردي بعد تمريرة من إدمون شحادة.
وعلى ملعبه فرّط التضامن صور بالفوز على ضيفه طرابلس، متعادلاً معه من دون أهداف. اللقاء الذي غابت عنه الفرص من كلا الطرفين، سنحت خلاله فرصة للتضامن لتسجيل هدف في الدقيقة 73، حين احتسب الحكم ركلة جزاء لأصحاب الضيافة، لم ينجح كابتن الفريق بلال حاجو بتحويلها إلى هدف في مرمى الحارس نزيه أسعد، الذي حافظ على نظافة شباكه للمرة الأولى هذا الموسم.
وكان النجمة تغلّب على الإخاء الأهلي عاليه بأربعة أهداف من دون رد، أول من أمس السبت، على ملعب أمين عبد النور في بحمدون. خسارةٌ هي الأولى للفريق الجبلي على أرضه ضمن بطولة الدوري، بعد 538 يوماً، وهي الخسارة الأكبر أيضاً للإخاء منذ سقوطه أمام النجمة بنتيجة (1-6) في ذهاب الموسم ما قبل الماضي. «النبيذي» الذي ضمن الصدارة للأسبوع الثاني على التوالي، لم يقدّم أداءً جيّداً أمام منافسه خلال الشوط الأول، إذ لم يُسدد أي لاعب من الفريق على مرمى الحارس شاكر وهبي، حتى تغيّرت مجريات المباراة، بعدما سجّل المهاجم كريم درويش المُعار من النجمة، هدفاً بالخطأ في مرمى فريقه، بعدما وقف في وجه الكرة التي حاول أحمد عطوي إبعادها عن المرمى (48)، قبل أن يضيف حسن المحمد الهدف الثاني في الدقيقة (66)، متابعاً تمريرة المهاجم البرازيلي فيليبي دوس سانتوس. تقدّم لاعبي الإخاء لتقليص الفارق سمح للاعبي النجمة بتسجيل هدفين إضافيين عبر علي علاء الدين (79)، الذي سجّل أول أهدافه في البطولة، والبديل أبو بكر المل (87).

الصليب الأحمر يغيب عن جونية
بعد غيابه عن المباراة التي جمعت الشباب الغازية والتضامن صور على ملعب كفرجوز في النبطية، ضمن الأسبوع الأول من الدوري، غاب طاقم الصليب الأحمر عن مباراة الراسينغ والشباب الغازية على ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية. اللقاء شهد إصابة مدافع الفريق المضيف حسين السيّد في كتفه، ما استدعى استبداله في الدقيقة 62، والاتصال بالطاقم الطبي للصليب الأحمر الذي وصل إلى الملعب بعد نحو عشر دقائق، ما يعني أن اللقاء كان سينتهي مع صافرة الحكم من دون تواجد الطاقم الطبّي لولا إصابة اللاعب. حادثةٌ تكرر للمرة الثانية بعد إصابة لاعب التضامن صور بلال حاجو في رأسه، ما يطرح علامات استفهام حول الاستهتار بسلامة اللاعبين وسماح مراقبي المباريات بانطلاقها من دون وجود طاقم طبّي متخصص غير الذي يتبع للناديين.
اللقاء كان شهد أيضاً حالة تحكيمية شائكة، عقب احتساب الحكم ماهر العلي ركلة جزاء غير صحيحة للراسينغ وتراجعه عنها بعد إشارة الحكم المساعد، واستكماله اللعب بعد احتساب ركنية جاء منها هدف الفوز للراسينغ، في حين كان على الحكم أن يستأنف اللعب بإسقاط الكرة.



جنبلاط: ما جرى في بحمدون «عار»
شهدت مباراة الإخاء الأهلي عاليه والنجمة على ملعب أمين عبد النور في بحمدون إشكالاً بين جمهوري الفريقين، تخلله رمي عبوات المياه وحجارة وشتائم على المدرجات، الأمر الذي دعا القوى الأمنية والجيش إلى مرافقة جمهور النجمة إلى خارج المنطقة لتأمين سلامتهم، فيما تمركز عدد من عناصر قوى الأمن في بعض نقاط منطقتي بحمدون وعاليه، عقب خروج عدد من أبناء المنطقتين إلى الشوارع، حيث تم تكسير بعض السيارات، بعدما كان أصيب عدد من المشجعين بجروحٍ إثر تراشق الحجارة. وعلّق رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الحادث عبر «تويتر»، قائلاً: «لا داعي لهذه المباراة الرياضية التي تجري إذا كانت لتعيد الجمهور إلى مستوى البدائية إن لم نقل التوحش. لا بد من مراجعة شاملة وعار الذي جرى في بحمدون اليوم (يوم السبت) ومن الضروري ملاحقة المحرضين. إن ما جرى جزء مرده إلى غياب الدولة وخلافات أهل الحكم الذين أثبتوا فشلهم الذريع في الحكم».