عادت كرة السلة الإيرانيّة إلى الواجهة الآسيويّة من جديد، بعد مرحلة الصعود والهبوط في المستوى منذ بطولة آسيا الأخيرة التي خسرها الإيرانيّون لصالح أوستراليا في لبنان، إضافة إلى عدم نجاح منتخبات الفئات العمريّة خلال الأشهر الماضية خاصة على مستوى غرب آسيا. هذا الأمر أثار جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي الإيراني، كما الآسيوي، حول تراجع كرة السلّة الإيرانيّة مقارنة بالسنوات الماضية، ولكن نظرة هادئة إلى الأمور تظهر أن المستقبل القريب سيشهد عودة إيران إلى مكانها الطبيعي في القارّة.خلال الفترة الماضية تراجع تصنيف المنتخب الإيراني لكرة السلّة من المركز 20 على مستوى العالم، إلى المركز 25. شهدت كرة السلّة الإيرانيّة تراجعاً مقارنةً بالفترة السابقة. خسر المنتخب الإيراني بطولة آسيا في لبنان في آب/أغسطس عام 2017. في العام الحالي منتخب إيران في الفئات العمريّة خسر أيضاً بطولة غرب آسيا على أرضه، لصالح المنتخب اللبناني. عدم الاستقرار في نتائج المنتخب الإيراني استمرّت خلال مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم (الصين 2019). ورغم الفوز الكبير على كلّ من قطر وكازخستان والعراق، في الجولات الأولى من التصفيات، عانى المنتخب الإيراني ليفوز على نظيره الفيليبيني في شهر أيلول/سبتمبر الماضي (81 ـ 73)، كذلك خسر بنتيجة كبيرة أمام منتخب اليابان في الشهر ذاته على أرض الأخيرة بنتيجة (70 ـ 56). الفوز الصعب على الفيليبين أثار الشكوك حول جهوزية الإيرانيين، على اعتبار أن الفيليبين لعبت بمنتخب رديف بعد تعرّض لاعبيها الأساسيّين للإيقاف على خلفية الإشكال الكبير بين لاعبي الفيليبين وأوستراليا خلال مباريات التصفيات. الخسارة من اليابان أجّلت تأهل رفاق العملاق حامد أهدادي إلى نهائيات كأس العالم، حيث أصبح المنتخب مطالباً بتحقيق الفوز على أوستراليا والفيليبين توالياً عندما يواجه المنتخب الأوّل على أرضه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ويستقبل الثاني في طهران في كانون الثاني/ديسمبر، وذلك لكي يصل إلى المرحلة الأخيرة في شباط/فبراير 2019 وهو ضامن التأهل إلى مونديال كرة السلّة. تشاؤم الأشهر الماضية، انقلب إلى تفاؤل خلال الأسابيع الأخيرة، وتحديداً عندما نجح نادي بيتروشيمي لكرة السلّة، وهو من الأبرز على مستوى إيران وآسيا، في إحراز بطولة آسيا للأندية (قبل أيّام) في تايلاند على حساب بطل اليابان نادي الفاريك طوكيو. وكان بيتروشيمي أحرز بطولة غرب آسيا في بيروت العام الماضي على حساب نادي الرياضي ـ بيروت.
سيراكم منتخب إيران على نجاح نادي بيتروشيمي الآسيوي


بطولة آسيا الأخيرة والتي تُعتبر الأولى للنادي الإيراني على مستوى القارّة لا شكّ أنها ستعطي دفعاً كبيراً للمنتخب الإيراني في المرحلة المتبقية من تصفيات كأس العالم. أحرز نادي بيتروشيمي بطولة آسيا رغم أنّه شارك في البطولة بثمانية لاعبين بعدما تعذر التحاق أجانب النادي الإيراني ببعثة فريقهم. وكان الشيء المهم أن النادي فاز باللقب الآسيوي بلاعبيه الإيرانيين. يذكر أن لاعبي بيتروشيمي هم بأغلبهم يلعبون للمنتخب الإيراني الأوّل، وبينهم العملاق حامد أهدادي (لاعب الارتكاز)، الذي يمثل الثقل في النادي والمنتخب. (كان مصاباً في الفترة الماضية).
ولكن من النقاط الأساسية التي يمكن أن تؤثر على المنتخب الإيراني هي في حال إصابة أهدادي مرة أخرى، فهو يعتبر من العناصر المهمة التي يعوّل عليها المنتخب. أما الأبرز فسيكون النجاح في ضخ دماء جديدة في المنتخب، وهي الصورة التي تبدو غير واضحة، خاصة بعد خسارة منتخب تحت 15 عاماً لبطولة غرب آسيا الأخيرة.
وبحسب وسائل إعلام ومتابعين لشأن كرة السلّة الإيرانية، يبدو أن المنتخب الإيراني سيلجأ في السنوات المقبلة إلى تجنيس لاعب ارتكاز من الطراز الرفيع، ليحل بديلاً من الأسطورة الإيرانية أهدادي الذي شكل غيابه عن فريقه في المرحلة الأخيرة من التصفيات بسبب الإصابة، أثراً فنياً ومعنوياً كبيراً.
مرحلة حساسّة تعيشها كرة السلّة الإيرانيّة، ولكن لطالما أثبت هذا البلد أنه رقم صعب كرة السلّة الآسيوية، وفي مختلف الألعاب التي تُلعب داخل القاعات المغلقة، كرفع الأثقال وكرة السلّة وكرة اليد وغيرها من الرياضات. أسابيع قليلة ويدخل المنتخب الإيراني المرحلة ما قبل الأخيرة من التصفيات العالميّة، والتي ستعطي صورة عن المنتخب الذي سيراكم على إنجاز بيتروشيمي، قبل أن تبدأ «ورشة العمل» لتحضير منتخب قوي ومتماسك ويمتلك عناصر الخبرة والشباب لخوض غمار كأس العالم في الصين 2019.