تنطلق يوم السبت المقبل بطولة لبنان لكرة السلّة ـ رجال. قوانين كثيرة اتُّخذت هذا الموسم، أبرزها إلغاء قانون الثلاثة أجانب داخل الملعب، والعودة إلى قانون الاجنبيين مع أجنبي ثالث على مقاعد البدلاء. هذه الخطوة بلا شك تصبّ في مصلحة اللاعب اللبناني، ومشاركته على أرض الملعب. وهناك أيضاً قانون الشغب، الذي سيعاقب كل من يقوم بالشغب داخل الملاعب بحرمانه حضور المباريات. على مستوى الأندية، يبدو الرياضي بيروت كما هي العادة، مرشحاً للظفر باللقب، بعد أن خسره الموسم الماضي لحساب نادي هومنتمن بيروت. الأخير تبدو حظوظه أقل من السنة الماضية، فيما يبرز نادي المريميين الشانفيل مع مدربه فؤاد أبو شقرا، ونادي بيروت مع باتريك سابا. أمّا الثابت دائماً خلال المواسم الماضية، فهو استمرار الأزمة المالية والإداريّة في نادي الحكمة، الذي يواصل النزف، وهو متروك لمصيره.لن تكون تشكيلة نادي الشانفيل لكرة السلّة مختلفة كثيراً عن السنة الماضية. النادي المتني يبدو مصمماً على العودة إلى منصات التتويج هذا الموسم، بعد خيبة كبيرة له الموسم الماضي، حيث خرج من الدور ربع النهائي من بطولة لبنان، على يد نادي الحكمة «الجريح». لكن الجديد اليوم، أن مدرب الحكمة السابق فؤاد أبو شقرا، الذي أقصى الشانفيل الموسم الماضي، يقف على رأس الجهاز الفني للشانفيل ويقود مشروعه الطموح، خلفاً لغسان سركيس الذي ذهب إلى الجهة المعاكسة: الحكمة
اذاً، يسعى الشانفيل جدياً هذا الموسم إلى تحقيق لقب بطولة لبنان لكرة السلّة، خاصة أنها قد تكون سنة اعتزال اللاعب فادي الخطيب، الحلقة الأقوى في صفوف النادي. ضمّ فؤاد أبو شقرا المدرب الجديد للفريق المتني أبرز لاعبي نادي «الحكمة» في انتقاله المفاجئ إلى المدرسة التي أمضى فيها سنواته الدراسية. ومن المتوقع أن تنحصر المنافسة على لقب البطولة هذا الموسم بين الثنائي «الرياضي – الشانفيل»، إلا في حال حدوث مفاجآت في المراحل الإقصائية، تشبه التي حصلت العام الماضي. ويأتي هذا التوقع على اعتبار أن الشانفيل والرياضي يضمّان أبرز الأسماء اللبنانيّة اليوم، القادرة على صناعة الفارق وتحقيق البطولة، وأن إلغاء نظام الثلاثة أجانب، واعتماد أجنبيين على أرض الملعب وأجنبي على مقاعد البدلاء يصبّ في مصلحة اللاعب اللبناني، ويعطيه دوراً أكبر.
لم ينجح رهان المدرب غسان سركيس على الأسماء الثقيلة التي وقّع معها العام الماضي، ولا سيما الأجنبيّة. التجانس كان غائباً رغم الملايين التي وضعت تحت تصرفه. خرج الشانفيل من الدور ربع النهائي أمام الحكمة، بعد أن انتهت السلسلة لمصلحة الأخير (٣-٢). خروج الشانفيل رسمياً من المنافسة على اللقب، وضع مدرب الحكمة الحالي في موقع لا يحسد عليه حينها. خرج سركيس من الشانفيل بعد ١٣ سنة من العطاء، نجح خلالها بإحراز لقب البطولة مرة واحدة، تحديداً عام ٢٠١٢ على حساب نادي أنيبال زحلة بعد سلسلة مشوقة انتهت (٣-١) لمصلحة النادي المتني.
تشكل عودة فؤاد أبو شقرا ومساعده كوكو كريكوريان إلى النادي خطوة مهمة


نشط الشانفيل جيداً خلال مرحلة الانتقالات الصيفية الاخيرة، بعد أن حافظ على الثنائي فادي الخطيب وأحمد إبراهيم، وضمّ صانع ألعاب نادي الحكمة ومنتخب لبنان علي مزهر الذي سيكون له دور كبير هذا الموسم، في ظل نظام الأجنبييْن. كذلك ضم اللاعب نديم سعيد، وأجنبيّي النادي الأحضر، لاعب الارتكاز السوداني أتير ماجوك (مجنس منتخب لبنان)، والأميركي دواين جاكسين، وفضّل وضع ورقة الأجنبي الثالث جانباً إلى حين انتهاء مرحلة الذهاب من الدوري المنتظم.
كذلك وقع النادي المتني مع صانع ألعاب نادي المتحد جاد خليل، واللاعب غابريال صليبي القادم من دوري الجامعات الأميركي، والذي يلعب في المركزين (٢ - ٣) كلاعب مسجّل، وكارل كسرواني الذي كان لاعباً في صفوف مدرسة الشانفيل، وهو يشغل المركز (٣) أيضاً، وحافظ على الثنائي دانيال فارس ونديم حاوي.
إلى ذلك، حاول الشانفيل التعاقد مع اللاعب إسماعيل أحمد، نجم الرياضي ـ بيروت الحالي وهومنتمن ـ بيروت السابق، إلا أن الفرعون المصري فضل العودة إلى بيته في المنارة، رغم العرض الكبير الذي حصل عليه من رئيس لجنة كرة السلة في النادي المتني إبراهيم منسى. كذلك استغنى الشانفيل عن خدمات اللاعب الوطني إيلي رستم الذي قدم عروضاً مميزة في بطولة الأندية العربية، وذلك نزولاً عند رغبته، على اعتبار أن المركز الذي يشغله في الملعب يضم أكثر من لاعب في الشانفيل ما سيقلل من فرصه لإبراز قدراته، بالتالي يمكن أن لا يشارك كثيراً.
وتشكل عودة فؤاد أبو شقرا ومساعده كوكو كريكوريان إلى النادي الشانفيل خطوة مهمة نتيجة التجانس بين المدربيْن، فيما كان شائعاً قبل ثبات الشانفيل على تشكيلته الحالية تعيين مساعد مدرب منتخب لبنان مروان خليل مديراً فنياً للنادي المتني خلفاً للمدرب غسان سركيس، إلا أن المفاوضات والاتصالات التي جرت بين إدارة الشانفيل وأبو شقرا نجحت، وبالتالي جرى التوقيع مع مدرب الحكمة السابق.
وخاض الشانفيل الأسبوع الماضي، في إطار استعداداته لبطولة لبنان للموسم ٢٠١٨ - ٢٠١٩، أولى مبارياته الودية عندما استقبل نادي أطلس الفرزل، وانتهت المباراة لمصلحة فريق الضيف بنتيجة (92 – 89)، ويغيب الشانفيل عن دورة حسام الدين الحريري وبطولة دبي الدولية نتيجة عدم دعوته إلى المشاركة.
ويبدو أن أبو شقرا يصبّ تركيزه جيداً على انطلاقة مشرّفة لفريقه في بداية البطولة، حيث رفض طلب الرياضي إعارة اللاعبيْن دانيال فارس وأحمد ابراهيم للمشاركة في بطولة أندية آسيا، تجنباً لحصول أي إصابة قد تعكّر بداية الموسم المتني.
ويراهن الشانفيل مرة جديدة على الأسماء الكبيرة التي ضمها، وهو واحد من الأندية القليلة التي تعيش اليوم استقراراً وثباتاً مادياً كبيراً، بهدف إعادة لقب البطولة إلى خزائنه. وعلى الورق، تبدو حظوظ الشانفيل كبيرة لحصد لقب بطولة لبنان هذا الموسم، ومن المتوقع أن تشهد لقاءات الشانفيل - الرياضي والشانفيل - بيروت مستوى فنياً وجماهيرياً عالياً، خاصةً أن إدارة النادي المتني وضعت كامل الثقة بمدربها الجديد أبو شقرا. ولكن تبقى أكثر الأمور حساسيّة في النادي هذا الموسم، قدرة المدرب على خلق التجانس بين اللاعبين، خاصة أحمد إبراهيم وفادي الخطيب، اللذين يمتلكان قدرات كبيرة، ولكن بحسب العديد من المصادر الفنيّة، هناك صعوبة في خلق تجانس فنّي بينهما على أرض الملعب. إذاً، مهمة أبو شقرا لن تكون سهلة، وبالتالي يجب عليه أن يصحح المسار، وأن يعيد الشانفيل إلى طريق التتويج، وإلا فإنّ تجربة غسان سركيس يمكن أن تتكرر.