تعود اليوم عجلة الدوري اللبناني لكرة القدم إلى الدوران، بعدما كانت توقّفت إفساحاً في المجال لاستكمال تحضيرات منتخب لبنان لبطولة كأس آسيا «الإمارات 2019». أسبوعٌ جديدٌ تُلعب جميع مبارياته خارج العاصمة بيروت، بعدما نقل الاتحاد اللبناني لكرة القدم لقاء العهد والشباب الغازية من ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية إلى ملعب صيدا. أولى المواجهات ستكون اليوم بين الراسينغ والأنصار في جونية، فيما يلتقي الصفاء مع طرابلس في صيدا غداً السبت، ويُختتم الأسبوع بثلاث مباريات بعد غد الأحد، فيستضيف البقاع الرياضي شباب الساحل، ويحلّ التضامن صور ضيفاً على الإخاء الأهلي عاليه، فيما تُلعب أبرز المواجهات بين النجمة والسلام زغرتا على ملعب صيدا.البداية ستكون من ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية، حيث يلتقي الراسينغ مع الأنصار. الأخير الذي فقد خمس نقاط من خسارة وتعادل، بات مطالباً بتحقيق الفوز الثاني بقيادة المدرب عبد الله أبو زمع، حتى يبقى ضمن سباق المنافسة على اللقب، بعدما حصد النجمة العلامة الكاملة بعد ثلاثة أسابيع. مواجهة التونسي حسام اللواتي مع علي فحص على الجهة اليسرى ستلعب دوراً كبيراً في التقدّم الهجومي الأنصاري، وغياب حسين السيد على الجهة اليمنى سيفرض على المدرب رضا عنتر إيجاد الحل بمواجهة حسن شعيتو «موني». نقطتان إيجابيان تصبّان في مصلحة الراسينغ، الأولى تكمن في ملعبه، والثانية في مواجهاته مع «الأخضر»، إذ لم يخسر الفريق سوى مرة واحدة، فارضاً التعادل على خصمه ثلاث مرات.
لقاء النجمة والسلام يحمل معه ذكريات سيئة للنجماويين. المدربان السابقان جمال الحاج وتيتا فاليريو أقيلا من منصبيهما في الموسمين الأخيرين عقب الخسارة أمام الفريق الشمالي، الذي لم يخسر في مواجهة «النبيذي» في آخر أربع مباريات في الدوري، لكنّه سقط بأربعة أهداف من دون رد في كأس النخبة. كِلا الفريقين يفقد عنصرين مهمين في المباراة، إذ يغيب أبو بكر المل من جانب النجمة وعدنان ملحم من جانب الفريق الزغرتاوي بسبب الإصابة. غياب ملحم قد يجبر مدرب السلام، التونسي طارق ثابت على اعتماد الموريتاني مامادو نياس في قلب الهجوم، في حين يُعاني فريق النجمة على الجهة اليسرى التي شغلها ثلاثة لاعبين في ثلاث مباريات، ولا يزال يبحث الصربي بوريس بونياك عن اللاعب الأنسب في تشكيلته. جهةٌ سيعود لينشط فيها حسن معتوق، ما سيقدّم إضافة هجومية كبيرة مع البرازيلي فيليبي دوس سانتوس الذي يأمل منه النجماويون الكثير بعد أداءٍ مخيّب في مباراتين.
يبحث الصفاء عن فوزه الأوّل عندما يواجه طرابلس على ملعب صيدا


مهمة العهد تبدو أسهل من منافسَيه، حين يستضيف الشباب الغازية على ملعب صيدا البلدي. رغم خسارته مباراتين، إلا أن الفريق الجنوبي قدّم أداءً هجومياً مقبولاً، مُسجلاً أربعة أهداف عبر ثلاثة لاعبين، لكن مقابلته مع حامل اللقب ستكون أصعب خاصة بعد عودة نور منصور من الإصابة، علماً أن المهاجم أحمد زريق لن يُشارك في المباراة. مدرب «الأصفر» باسم مرمر من جانبه، يبحث عن تعويض الغيابات التي يُعاني منها فريقه في كُل مباراة، وهو كان اعتمد على رسم تكتيكي مختلف في المباريات الثلاث السابقة. شكل تشكيلته ليس واضحاً بعد، ولو أن عدداً من العناصر باتت مشاركتها أساسية، كالمهاجم مارتن توشيف ومحمد حيدر وحسين زين وحسين دقيق ومعهم السوري أحمد الصالح. قوّة الغازية تمكن من الجانب الأيمن الذي يشغله كابتن الفريق كريم منصور، واعتماده على المرتدات قد يساعده في ظل التقدّم الهجومي الدائم لدقيق.
في صيدا يسعى الصفاء إلى تحقيق فوزه الأول حين يستضيف طرابلس. الفريقان لم يحققا الفوز بعد، والخسارة قد تُطيح بأحد المدربين، فادي عياد وتيتا فاليريو. الأخير نال فرصة جديدة بعد التعادل مع الأنصار، ولو أن الأداء لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب. تشكيلة فاليريو بأسمائها تبدو منافسةً على اللقب، لكن ما يقدّمه اللاعبون على أرض الملعب وضَع الفريق في المركز ما قبل الأخير حتى الآن. رغم أن لا تغييرات جذرية طرأت على التشكيلة، باستثناء غياب الحارس علي حلال ولاعب الوسط الفلسطيني محمد قاسم، إلا أن ترابط الخطوط لم يجده فاليريو بعد، أمرٌ سيحاول الفريق الطرابلسي الاستفادة منه، وإيجاد حل للمشكلة الهجومية، إذ لم يسجل لاعبو الفريق أيّ هدف بعد، رغم أن في رصيدهم هدف سجله مدافع النجمة قاسم الزين بالخطأ في مرمى فريقه.
وفي النبي شيت يستضيف البقاع الرياضي شباب الساحل. فريق المدرب الفنزويلي إنريكي غارسيا الذي يقدّم أداءً عالياً، يبحث عن فوزٍ ثانٍ في مواجهة الساحل، غير الناجح في تقديم نفسه بعد، رغم الأسماء الموجودة في التشكيلة. ثغرة الفريق تكمن في غياب الهداف، بسبب عدم مشاركة السنغالي عبد العزيز نداي في المباريات الثلاث السابقة، وعودته المنتظرة ستعطي قيمة إضافية للخط الهجومي، الذي ينشط فيه محمد سالم وحسين حيدر.
وعلى ملعب أمين عبد النور في بحمدون، يلتقي الإخاء الأهلي عاليه مع التضامن صور، في مباراةٍ لا تقبل القسمة على اثنين. الفريق الجبلي صاحب النقاط كمنافسه، قدّم أداءً متواضعاً على عكس المتوقع، وسقط أمام النجمة بنتيجة هي الأكبر بقيادة المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، الساعي لتحقيق فوزٍ مستحق من بوابة الفريق الجنوبي. الأخير الذي فرّط بالفوز في مواجهة طرابلس وخسر أمام الأنصار، يعتمد على الحارس الشاب هادي مرتضى وخطي الدفاع والوسط في مباراةٍ ستكون مقفلة، من فريقين يقدّمان كرةً دفاعية، رغم وجود عناصر هجومية مهمة، كالبرازيلي كارلوس دي ألبرتو والغاني ستيفان سارفو.