تنطلق عصر اليوم بطولة لبنان لكرة السلّة. سيستقبل الحكمة نظيره هوبس على ملعب غزير. المتحد يستقبل الشانفيل الأحد، ويلتقي أطلس بنادي بيروت الاثنين، على أن تنتهي الجولة يوم الأربعاء بلقاء الرياضي وبيبلوس. كل شيء يبدو طبيعياً. لكن ما هو مؤكد أن كرة السلّة ليست بخير. 9 أندية تشارك في البطولة، بعد أن انسحبت أندية اللويزة، الأنطونية والأنترانيك ـ بيروت بسبب الظروف الماليّة الصعبة كما قيل، فيما ترزح أندية أخرى كبيبلوس والحكمة تحت وطأة الديون والمشاكل الإداريّة. هذا في كفة، والحكمة في كفة أخرى. لا يمكن تخيّل أن نادياً كالحكمة بات على حافّة الهاوية. المشكلة ليست مشكلة كرة سلّة، بل أزمة الرياضة اللبنانيّة عموماً، التي تعاني من كل شيء، ونتائج المشاركات الخارجيّة خير دليل على ذلك، سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.بطولة هذا الموسم 2018 ـ 2019 لا تختلف كثيراً عن سابقاتها. بيروت، بوصفها «المركز»، لا تزال تحتكر التمثيل. وفي نظرة إلى الأندية التي ستعلب البطولة هذه السنة، يظهر بوضوح أن أندية بيروت هي الحاضر الأقوى في ظل وجود الرياضي، هومنتمن، الحكمة، بيروت، هوبس. كما لا يمكن احتساب أندية بيبلوس (جبيل) والشانفيل (ديك المحدة) مِن الأطراف. ليس هناك من خارج المدينة وإطارها، سوى المتحّد (طرابلس)، وأطلس (الفرزل) الوافد الجديد إلى دوري الأضواء. إذاً، ناديان من أصل 9 أندية يمثلان الأطراف، أو يمثلان مدناً بعيدة عن بيروت، وهذا يعطي إشارة واضحة إلى أن اللعبة متمركزة في العاصمة، وهذا مردّه إلى حال البلد ككل، والإنماء «غير المتوازن» على مختلف الصعد. النقل غير متوافر، كذلك الأعمال والاستثمارات، كما البنية التحتيّة الرياضيّة وغير الرياضيّة، فلماذا تكون الرياضة أشفى حالاً. نادي أطلس الفرزل هو الوحيد أيضاً البعيد عن الساحل (بلدة الفرزل في البقاع، وملعبه يقع في منطقة كسارة). هذا دليل آخر على إهمال الأطراف ولاعبيه، وهذا بالتأكيد يضع حدّاً لمن يحلم من أطفال الريف بأن يصبح لاعباً محترفاً في يوم من الأيّام. الأندية في بيروت، وبالتالي الأكاديميّات في بيروت. في الموسم الماضي وصلت 4 أندية بيروتيّة إلى المربع الذهبي، وعلى الأرجح هكذا سيكون الحال هذا الموسم، إذ إن الإمكانيات الماديّة لأندية خارج بيروت ضعيفة مقارنة بالرياضي وبيروت وهومنتمن، وغيرها.
تجربة كرة القدم ليست مشّجعة لأندية الأطراف، وحال البقاع الرياضي خير دليل. وفي كرة القدم ليس هناك الكثير من أندية الأطراف، فكيف ستكون تجربة أندية كرة السلّة. المتحّد طرابلس «جرّب حظّه» وهو يقاتل للبقاء في المنطقة الدافئة، أطلس سيبحث عن دور هذا الموسم علّه يكسر القاعدة. تسيطر بيروت على كرة السلّة، كما سيطرت على كل شيء خلال السنوات. الصورة ستبقى على حالها، فالحل لا يكون إلّا من لامركزيّة تحرر كل شيء، ليتحرر معها القطاع الرياضي، من العاصمة، ليس بوصفها عاصمة تستحق الحب، إنما بوصفها «المركز»، بالمعنى الرأسمالي للكلمة.