الأمر المؤكد هو أن اعتماد سوبوتيتش سيكون على قائد نادي الرياضي بيروت والمنتخب جان عبد النور، الذي يعتبر واحداً من أبرز المدافعين في قارة آسيا، ويمتلك خبرة كبيرة في الملاعب الآسيويّة. كما سيكون هناك دور كبير للاعب نادي بيروت علي حيدر في المركزين (4 ـ 5) تحت السلّة. ومن اللاعبين الحاسمين في تشكيلة المنتخب اللبناني، هناك أمير سعود صاحب الحس التهديفي خاصّة من المسافة البعيدة (3 نقاط). ويمتلك سوبوتيتش خيارات مهمة في صناعة اللاعب مع وجود رودريغ عقل وعلي مزهر العائد من الإصابة، والذي استعاد مستواه خلال الأسابيع الماضية. وكما جرت العادة في المراحل السابقة، سيكون الاعتماد الكبير على المجنّس آتير ماجوك في مركز لاعب الارتكاز، خاصّة أن نجم الحكمة السابق والشانفيل الحالي يقدّم مستوى كبيراً مع ناديه ومع المنتخب، وبات يلعب براحة كبيرة وتجانس مع زملائه في المنتخب. ومن الإيجابيّات أيضاً أن الجهاز الفني يمتلك لاعبين مميّزين على مقاعد البدلاء، وهو ما يعطي راحة في عملية «التدوير» وإراحة بعض اللاعبين الأساسيين خلال المباريات. رغم كل شيء، تشكيلة لبنان المميّزة، تفتقد صانع ألعاب نادي الرياضي ـ بيروت وائل عرقجي، الذي لم يتعافَ تماماً من إصابة في الرباط الصليبي تعرّض لها خلال المراحل الإقصائية الموسم الماضي. ومن الغيابات المؤثرة سيكون لاعب نادي هومنتمن السابق وبيروت الحالي إيلي شمعون، الذي تعرّض خلال مباراة الصين في المرحلة السابقة لإصابة قويّة بقدمه ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم. وقبل الدخول في مرحلة التوقف الدولي، كانت العديد من الأطراف السلّويّة ومنهم لاعبون، كقائد المنتخب السابق فادي الخطيب، طالبوا بضم لاعب نادي المتحد ـ طرابلس، حسن دندش إلى منتخب لبنان، نظراً إلى المستوى الكبير الذي يقدمّه دندش مؤخراً مع فريقه في الدوري اللبناني لكرة السلّة. ولكن على الرغم من الغيابات، تبدو تشكيلة المنتخب مميّزة ومليئة بالأسماء القادرة على صناعة الفارق، على اعتبار أن معظم اللاعبين سبق لهم أن شاركوا وتوّجوا في كأس آسيا للأندية، أو بطولة العرب للأندية أيضاً، كما كانت لهم تجربة واحتكاك في بطولة آسيا الأخيرة التي استضافها لبنان. وهذه المشاركات تعطي للاعبين خبرة، وثقة بالنفس للعب على أرض كوريا والصين.
فوز لبنان في مباراتي المرحلة سيضعه مباشرة في نهائيات كأس العالم
بنظرة فنيّة للمرحلة المقبلة، تبدو حظوظ منتخب لبنان كبيرة لتخطّي منتخب كوريا الجنوبية، ووضع قدم في نهائيات كأس العالم. ولكن في المقابل تبدو مباراة الصين الشهر المقبل أكثر صعوبة، على اعتبار أن الصين قررت خوض المباراة بتشكيلتها الأساسيّة وذلك تحضيراً لنهائيات كأس العالم. وكان لبنان حقق الفوز على الصين في المرحلة المقبلة على أرضية ملعب مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل، ولكن حينها كان المنتخب الصيني يلعب بتشكيلة غير مكتملة، وتضم عدداً من اللاعبين غير الأساسيين، أمّا المباراة المقبلة، فستكون بصفوف مكتملة مع لاعبين محترفين في الدوري الأميركي لكرة السلّة NBA. يذكر أن الصين وكونها متأهلة سلفاً على اعتبار أنها مستضيفة بطولة العالم، قام جهازها الفنّي باختبار أكثر من 35 لاعباً خلال فترة التصفيات.
وبلغة الأرقام أيضاً، فإن فوز لبنان بمباراة واحدة من أصل اثنتين سيجعله قريباً جداً من المونديال السلّوي، أما في حال تحقيق الفوز في المباراتين، وهذا أمر ليس بالمستحيل، سيكون بذلك «منتخب الأرز» قد ضمن مقعده في العرس العالمي، ويكون بذلك ممثّل العرب الثاني بعد تونس التي حسمت تأهلها باكراً إلى بكين، كممثل عن قارّة أفريقيا. يذكر أن التصفيات الآسيوية تضم مجموعتين، يتأهّل من الأولى أربعة منتخبات مع الصين مستضيفة البطولة، ومن الثانية ثلاثة منتخبات. وترتفع حظوظ لبنان عن الأردن، كون الأخيرة ستلعب المرحلة المقبلة من دون النجم أحمد الدويري المحترف في الدوري التركي، وبعد تغيير المدرّب سام دغلاس. وكان المنتخب الأردني قد خسر مبارياته الأخيرة مع كل من الصين وكوريا الجنوبيّة ونيوزلندا لتتقلّص حظوظه بالوصول إلى المونديال السلّوي للمرّة الثانية في تاريخه.
تحضيرات جيّدة لمنتخب لبنان لكرة السلّة، استعداداً للمرحلة الحاسمة. هكذا، سيكون الجهاز الفني واللاعبون مطالبين بتحقيق انتصارين لحسم التأهل باكراً، وعدم الانتظار للمرحلة الأخيرة المقررة في شباط/فبراير المقبل، لكي لا يقع المنتخب تحت الضغط، وبالتالي يخسر بطاقة التأهّل إلى المونديال. أجواء مثالية، وتحضيرات جيّدة، ينتظر الجمهور أن يتوّجها اللاعبون بالتأهل، وإعادة أمجاد أعوام 2002 ـ 2006 و2010، عندما كان لبنان رقماً صعباً في أكثر من كأس عالم، وواحداً من أبرز ثلاثة منتخبات في آسيا.