آمال كبيرة وضَعها الجمهور اللبناني لكرة السلة على المنتخب الحالي، من أجل الوصول إلى نهائيات كأس العالم لكرة السلة المقررة في الصين العام الجاري. تمنيات الجمهور اصطدمت بالواقع، فالمنتخب لم ينجح بالتأهل باكراً إلى العرس العالمي، وهو وصل إلى المرحلة النهائيّة من هذه التصفيات وهو مطالب بالفوز أكثر من أي وقت مضى. يشارك المنتخب في معسكر في تركيا يستمر من 16 إلى 19 الشهر الجاري، يلعب فيه مباراتين مع منتخب اليابان تحضيراً للقاء نيوزيلندا وكوريا الجنوبية. مباراتان يريد من خلالهما المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش وجهازه الفني الوقوف على تشكيلته الأساسيّة التي ستشارك في مباراتي التصفيات. المدرب بَقي على خيار آتر ماجوك لاعب نادي الشانفيل الحالي كمجنس للمنتخب، ليستفيد منه في مركز لاعب الارتكاز، بعد الحديث عن إمكانية تجنيس لاعب قادر على تسجيل أكبر عدد من النقاط، كلاعب نادي هوبس ويلي وارين. وتضم التشكيلة المشاركة في المعسكر كلاً من القائد جان عبد النور، علي حيدر، شارل تابت، دانيال فارس، أمير سعود، وائل عرقجي، علي مزهر، جاد خليل، باسل بوجي، إيلي رستم، آتر ماجوك، كريم زينون، جيرار حديديان وعزيز عبد المسيح. الجديد في هذه التشكيلة هو اللاعب وائل عرقجي، إذ إن المنتخب سيستفيد من خدمات صانع ألعاب نادي الرياضي ـ بيروت في مباراتيه المقبلتين، نظراً إلى الإمكانات التي يمتلكها العرقجي، خاصة أنه لم يشارك في المراحل الماضية من التصفيات، كونه كان يعاني من قطع في الرباط الصليبي.

وسيكون مع عرقجي في هذا المركز صانع ألعاب نادي الشانفيل علي مزهر، إضافة إلى جاد خليل. من الأسماء المهمة أيضاً سيكون «وزير الدفاع» جان عبد النور والذي يعتبر من أبرز المدافعين في العالم العربي، ودائماً ما يشكل عبد النور إضافة للمنتخب نظراً لشخصيّته القويّة وخبرته في الملاعب. التويلفة التي يبحث عنها سوبوتيتش ستعتمد بشكل أساسي على كلّ من أمير سعود كلاعب «غارد» قادر على تسجيل النقاط، إضافة إلى إيلي رستم، وكل من علي حيدر وباسل بوجي. تشكيلة قويّة تضم لاعبين قادرين على التسجيل وآخرين يمتلكون بنية جسمانية قويّة تحت السلّة، فيما دكة البدلاء تضم أسماء جيّدة أيضاً بين لاعبي ارتكاز كدانيال فارس وجيرارد حديديان، ولاعبين مسجلين كعزيز عبد المسيح.
منتخب لبنان يمتلك جميع العناصر المهمة، القادرة على الفوز على أي منتخب في آسيا، إذا ما كانت الخطط الموضوعة مناسبة، والروح القتالية حاضرة أيضاً. في الجولات الماضية لعب المنتخب اللبناني عدداً من المباريات، فكانت الباكورة مع الهند في الجولة الأولى، حيث حقق لبنان الفوز بنتيجة (107 ـ 72)، وبعدها خسارة مفاجئة من الأردن (87 ـ 83)، ثم فاز على سوريا تحت قيادة المدرب الوطني باتريك سابا، الذي عيّن خلفا لليتواني راموناس بوتاوتاس (87 ـ 63)، وعلى الهند (90 ـ 50)، وكانت النتيجة الأهم للبنان والمدرب باتريك سابا هي الفوز على الأردن في لبنان بنتيجة (77 ـ 76)، ثم الفوز مجدداً على سوريا (87 ـ 50). بعد هذه المرحلة أقيل سابا، وعُين بدلاً منه سلوبودان سوبوتيتش مكانه. وقع الخيار على سوبوتيتش كونه يملك خبرة جيدة في الملاعب الأوروبية، ويعرف اللاعبين اللبنانيين جيداً بعد تدريبه نادي الرياضي ـ بيروت لحوالى 4 سنوات. نجح سوبوتيتش في الاختبار الأول، فحقق الفوز على الصين في لبنان بنتيجة (92 ـ 88)، وتلقى بعدها ثلاث خسارات خارج الديار، وهي أمام نوزيلندا بنتيجة (60 ـ 63)، ثم أمام كوريا الجنوبية (84 ـ 71) وبعدها أمام الصين (72 ـ 52). هذه الخسارات الثلاث أعادت خلط الأوراق، وبات لبنان ملزماً بالفوز في مباراة واحدة على الأقل من مباراتيه المتبقيتين في النافذة الأخيرة من التصفيات، كما أنه سيستفيد من خسارة المنتخب الأردني الذي ينافسه في هذه المجموعة على بطاقة التأهل.
عودة صانع الألعاب وائل عرقجي تعطي دفعاً معنوياً كبيراً للمنتخب في المرحلة الأخيرة من التصفيات


نتائج منتخب لبنان في التصفيات لم تكن مميّزة، باستثناء الفوز على المنتخب الصيني في المباراة التي احتضنها مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل. التحضيرات التي انطلقت قبل أيام على الملعب ذاته في الذوق، ستستكمل في تركيا نهاية هذا الأسبوع، وبداية الأسبوع المقبل. الجهاز الفني واللاعبون أكدوا خلال الأيام الماضية أن المهمة لن تكون سلهة، ولكن الجميع مصمم على تقديم نتيجة إيجابية، بهدف الوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخ كرة السلة اللبنانية. منتخب لبنان شارك في كاس العالم في ثلاث مناسبات سابقة (2002 ـ 2006 ـ 2010)، والمشوار إلى مونديال السلة في الصين خلال العام الجاري ليس مستحيلاً، إذ إن فوزاً واحداً يمكن أن يضع اللبنانيين في المونديال السلّوي.


مواجهة المنتخب النيوزيلاندي ربما تكون أسهل من مواجهة الكوريين على الورق. المنتخب القادم من القارة الأوقيانية سيلعب اللقاء بتشكيلته الاحتياطية، فالمنتخب ضمِن تأهله إلى المونديال السلّوي، كما أن القوانين في نيوزيلندا لا تسمح بأن يترك اللاعبون أنديتهم وهم في المراحل الإقصائية من الدوري، ليتلحقوا بالمنتخب. وبالتالي فإنه من الممكن أن يشكل هذا الأمر نقطة إيجابية للمنتخب اللبناني، لتحقيق الفوز وحجز بطاقة العبور إلى بكين. وعلى الورق أيضاً ستكون مباراة منتخب كوريا الجنوبية صعبة، نظراً لأن الكوريين سيشاركون بالتشكيلة الأساسيّة، ومدربهم يعتبر هذه الجولة من التصفيات تحضيرية لنهائيات كأس العالم، كون منتخبه حجز بطاقة العبور باكراً.
المسكر ينطلق غداً، بعد أيام من التدريب في لبنان، والأهم سيكون تحقيق الانسجام بين المجموعة، والابتعاد عن الأجواء التي رافقت المرحلة الأخيرة من التصفيات، والتي شهدت مشادات كلامية وخلافات بين اللاعبين أنفسهم، واللاعبين والجهاز الفني من جهة ثانية، وأثرت سلباً على المنتخب وحضوره الذهني والنفسي. أما الأهم فهو عدم حصول إصابات التي من الممكن في حال حصولها مع أي لاعب، أن تعقد حسابات الجهاز الفني بشكل كبير.