ستُّ مبارياتٍ أخيرة على انتهاء بطولة لبنان الـ59 للدرجة الأولى بكرة القدم. موسمٌ كان مخيّباً على جميع الصُّعد، وسيكون أكثر خيبة بالنسبة إلى الفريق الذي يُرافق البقاع الرياضي إلى الدرجة الثانية، إذ تتصارع أربعة فرق منافسة على البقاء، كلٌّ منها يمثّل منطقةً جغرافيةً معيّنة، وهذه الفرق هي: الراسينغ، طرابلس، الشباب الغازية والصفاء. خمسٌ من هذه المباريات ستُلعب غداً السبت، قبل أن يحتضن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية المباراة الختامية لهذا الموسم بين بطل لبنان العهد والنجمة.لم يمرّ زمنٌ طويلٌ على اعتزال باسم مرمر كرة القدم لاعباً. كذلك الأمر بالنسبة إلى موسى حجيج. كِلاهما اتّجه إلى مهنة التدريب. الأوّل بقيَ في العهد مدرباً للفئات العمرية، والثاني أخذ خطوةً جريئةً بتدريب فريق النجمة الأول واللعب معه قبل التفرّغ للمهنة الجديدة والإشراف على عددٍ من الفرق، ومن ثمّ العودة مجدداً إلى بيته الأوّل. وخلال هذه التنقّلات، كان لحجيج محطّة في العهد، ليأتي خلفاً لمرمر الذي قاد الفريق إلى لقب الدوري. لم تنجح العلاقة بين «مايسترو» النجمة، والعهد، ليخلفه مرمر مجدداً ويحقق اللقب مرتين متتاليتين. الأحد سيتواجهان مرة جديدة، حجيج من أجل فوزٍ غاب منذ سنوات عن ناديه، ولوصافة البطل الذي يقوده مرمر.
نجح العهد في العودة من عُمان بثلاث نقاطٍ أعطته صدارة المجموعة الثالثة بكأس الاتحاد الآسيوي. ثمة مباراتان باقيتان للفريق حتّى يضمن تأهّله إلى الدور نصف النهائي من المسابقة القارية، واحدةٌ منها بمواجهة القادسية الكويتي على أرضه في 28 نيسان/ أبريل الجاري، بعد سبعة أيامٍ على لقاء النجمة في الدوري. مباراةٌ قد لا تعني أكثر من ثلاث نقاط للعهد الذي ظفر باللقب الثالث توالياً، لكنها أهمّ بالنسبة إلى النجمة الطامح إلى الاحتفاظ بالوصافة من جهّة، وتحقيق أول فوزٍ على منافسه في بطولة الدوري منذ 1596 يوماً.
ثلاثة ملاعب ستستضيف مبارياتٍ مهمةٍ لأربعة فرقٍ تتنافس على البقاء في الدرجة الأولى


قمةٌ سيكون حضورها الجماهيري مرتبطاً بنتيجة مباراة الأنصار والتضامن صور قبل 24 ساعة. في حال فوز «الأخضر»، من المتوقّع أن يحشد النجمة جمهوره لدعم الفريق واستعادة الوصافة، وفي حال تعثُّر المنافس قد تُصبح القمّة فاترة جماهيرياً، إذ إن حضور المشجعين في الأسبوع الـ21 من بطولة الدوري كان خجولاً، على الرغم من أن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية هو الذي استضافهما يومَي الخميس والسبت. العين على نصف نهائي كأس لبنان، حيث يلعب النجمة مع الأنصار للمرة الثالثة هذا الموسم، ومثله يفعل العهد مع شباب الساحل.
على أرض الملعب، يُستبعد أن يُكرر مدرب «الأصفر» باسم مرمر ما فعله بمواجهة الأنصار حين زجّ بعددٍ من لاعبيه الشباب في التشكيلة الأساسية. أسبوعٌ من الراحة يكفي قبل اللقاء الآسيوي، وبالتالي الدخول إلى المباراة بتشكيلة كاملة هو الراجح. ومن المتوقّع أن يعود البلغاري مارتن توشيف بعد غيابٍ دام خمس مباريات. مرمر الذي بدا مرتاحاً بكسر سلسلة «اللاهزيمة» لفريقه قبل مواجهة السويق ومن بعده النجمة، تقابل مع مدرب النجمة مرة واحدة، حين كان الأخير في الراسينغ، وتغلّب عليه بهدفٍ وحيد سجّله أحمد زريق حينها.
أمّا حجيج، الذي دخل مباراته مع الشباب الغازية بتشكيلةٍ أساسيةٍ غاب عنها حسن معتوق وعلي حمام وعلي علاء الدين، فيطمح إلى تحقيق الفوز أكثر من التعادل، ولو أن النتيجة الأخيرة تضمن له الوصافة على حساب الأنصار، وذلك لإعطاء جرعةٍ معنويةٍ للاعبين والجمهور قبل العودة إلى المنافسة القارية التي لا يزال يملك حظوظاً فيها (مباراة العهد والنجمة تلعب الأحد 17:00 بتوقيت بيروت).
في المقابل، يستضيف الأنصار التضامن صور على ملعب بيروت البلدي (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت). «الأخضر» يلعب قبل منافسه النجمة وهو يعلم أن تعثّره في المباراة يعني ضياع أمله بالانقضاض على الصدارة، في حين أن التضامن يسعى إلى البقاء في مركزٍ يضمن له المشاركة في كأس النخبة. فرصةٌ أخيرةٌ ستكون أمام المهاجم السنغالي الحاج مالك تال لدخول سجل اللاعبين الذين سجّلوا 20 هدفاً أو أكثر في بطولة الدوري، وهو يحتاج إلى هزّ الشباك مرة واحدة.

الدرجة الثانية تنتظر «مظلوماً» جديداً
ثلاثة ملاعب ستستضيف مبارياتٍ مهمةٍ لأربعة فرقٍ تتنافس على البقاء في الدرجة الأولى. أبرز المواجهات ستكون تلك التي تجمع الراسينغ مع طرابلس على ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية، إذ إن الفريقين الآخرين المهددين بالهبوط، الصفاء والشباب الغازية، لن يلتقيا مع منافسَين مباشرَين.
الدرجة الثانية ستنتظر هبوط «مظلومٍ» جديد. الراسينغ وطرابلس عانيا مادياً قبل انطلاق البطولة، وكان لذلك أثرٌ واضحٌ في النتائج، والصفاء عاش تخبّطاً فنياً، على الرغم من أن وضعه المادي أفضل بمراحل من منافسيه، ومركزه الجديد لم يكن يوماً له، فيما قد يظلم الشباب الغازية نفسه بعدما وصل إلى مراكز النخبة، وكان قادراً على حجز مقعدٍ بين الفرق الستة الأولى قبل أن تتراجع نتائجه.
عموماً، سيفتقد الراسينغ لجهود الظهير الأيسر علي فحص، فيما يغيب عن طرابلس مدافعه عبد الله عيش ومهاجمه فؤاد عيد. كلا الفريقين لا يحتاج إلا إلى الفوز لضمان البقاء، فيما تصبّ نتيجة التعادل في مصلحة فريق المدرب رضا عنتر، الذي غامر بخوض البطولة باستعداد متأخّرٍ بسبب الأزمة المالية، وبمشاركة عددٍ من اللاعبين الشباب المُعارين من فرقٍ أخرى. مغامرةٌ أخرى أقدم عليها مدرب طرابلس، الفلسطيني إسماعيل قرطام حين تولّى الإدارة الفنيّة في الأسبوع الـ17، حين كان الفريق الشمالي يقبع في المركز ما قبل الأخير بفارق ثلاث نقاطٍ عن متذيّل الترتيب.
الصفاء بدوره يحتاج إلى الفوز على البقاع الرياضي في النبي شيت حتى يتجنّب الهبوط. الفريق عاش خضّةً في الأسبوع الماضي تمثّلت بإشكالٍ بين الجمهور والإدارة بعد التعادل مع الراسينغ. لاعب الوسط موريس فيكيتش سيكون الغائب الأبرز، إذ تؤكّد المعلومات أن البقاع سيدخل المباراة طامحاً إلى تحقيق نتيجةٍ إيجابيةٍ، ولو أنه هبط رسمياً.
أمّا الشباب الغازية، فيلتقي مع الإخاء الأهلي عاليه على ملعب أمين عبد النور في بحمدون. الفريق الجبلي استعاد خدمات مدافعه أحمد عطوي ومهاجمه أحمد حجازي، ويدخل الغازية المباراة بصفوفٍ مكتملة. نقطةٌ واحدةٌ تكفي الفريق الجنوبي للبقاء موسماً جديداً في الدرجة الأولى.
وعلى ملعب العهد يلتقي شباب الساحل مع السلام زغرتا، في لقاءٍ هامشي، عنوانه المنافسة على مقعدٍ في كأس النخبة (المباريات تلعب السبت 16:00 بتوقيت بيروت).