قد يكون المهاجم الكاميروني إرنست أنانغ، يشاهد مباريات الصفاء من البحرين، حيث يلعب مع فريق «الشباب» في دوري المحترفين، ويضحك من قرار الاستغناء عنه في لبنان. ثلاثةُ أهدافٍ فقط سجّلها في نصف موسم، مع فريقٍ بقيَ يعاني حتى المباراة الأخيرة، لكن بديله، السنغالي عثمان غييه، سجّل هدفاً واحداً، برفقة مهاجمٍ جديدٍ آخر، هو مواطنه بابا سال، الذي اكتفى بصناعة هدفين دون التسجيل. سبعة لاعبين آخرون استُبدلوا في منتصف الموسم، ومعظمهم لم يقدّموا الإضافة إلى فرقهم. تعاقدات الأندية مع الأجانب في منتصف الموسم، تبدو أنها تزيد من مشكلات الفرق بدلاً من رفع مستواها.تنجح الإدارات والمدربون في اختيار انتدابات الموسم تارةً، وتخفق تارةً أخرى. هذا الأمر طبيعي في جميع الأندية، والنجاح والإخفاق يرتبطان بما يقدّمه اللاعب، وبصحته، ومدى انسجامه مع الفريق والدوري، وبإمكاناته بطبيعة الحال. معظم المدربين يختارون لاعبيهم بعد اختبارهم في مبارياتٍ ودية قبل انطلاق الموسم، فيما لا يقبل اللاعبون المحترفون إلا بتوقيع عقودهم من دون اختبار، على غرار التونسي حسام اللواتي والسوري أحمد الصالح، لكون سيرتهم الذاتية معروفة، وسبق لهم اللعب في دوريات محترفة، فيكتفون بإجراء الفحوصات الطبيّة.
تُلعب الأسابيع الـ11 الأولى، البعض ينجح والبعض الآخر يخفق، فتلجأ الأندية عادةً إلى استبدال لاعبين بلاعبيها الأجانب غير الموفّقين على عجلٍ خلال فترة الاستراحة. وبطبيعة الحال، يكون التعاقد مع لاعبين في هذه الفترة أمراً صعباً، لكون معظمهم مرتبطين مع أنديةٍ أخرى، ولا يبقى متاحاً سوى من بات حراً بعد انتهاء عقده مع فرق شرق آسيا حيث تنتهي الدوريات في هذه الفترة، أو من فُسخ عقده، لضعف مستواه، أو بسبب تعرّضه لإصابة، وقلةٌ مَن لم يتعاقد معهم أحد قبل انطلاق الموسم.
تعاقدات الأندية مع الأجانب في منتصف الموسم تزيد من مشكلات الفرق


غالباً، تفشل معظم تعاقدات الأندية اللبنانية، وهذا الموسم لم يكن مختلفاً، على الرغم من قلة اللاعبين المستبدلين لسببين: الأول، نجاح تعاقدات ما قبل بداية الموسم، والثاني، الشحّ المالي، الذي لم يسمح للإدارات بتغيير لاعبٍ بآخر.
أبرز اللاعبين الذين حضروا في مرحلة الإياب كان مهاجم النجمة الغرينادي سيدريل لويس، الذي جاء بدلاً من البرازيلي فيليبي دوس سانتوس. هو اللاعب الوحيد الذي استغنيَ عنه من بين البدلاء، فلم يمضِ وقتاً طويلاً مع النجمة قبل أن يُفسخ عقده بسبب ضعف مستواه. صفقةٌ خاسرةٌ لـ«النبيذي» كالعديد من صفقات هذا الموسم، فاللاعب الذي خاض مباراةً أساسيةً واحدةً من أربع في البطولة، ولعب سبع دقائق في كأس الاتحاد الآسيوي، اكتفى بتسجيل هدفٍ واحد، فيما لا يزال دوس سانتوس ثالث هدافي الفريق بعد علي علاء الدين ونادر مطر، بأربعة أهداف، وصانعاً هدفاً واحداً. مدرب الفريق موسى حجيج اختار المدافع البنيني محمد شاونا بدلاً من السوري أحمد ديب، وخياره حسّن قليلاً من دفاع «النبيذي» الذي تلقى 7 أهداف بحضور ديب و5 مع شاونا.
لاعبٌ آخر حضر إلى الدوري وكأنه لم يكن، هو السنغالي عثمان غييه مع الصفاء، إذ خاض 8 مباريات مكتفياً بتسجيل هدفٍ واحدٍ في مباراةٍ خسرها الفريق أمام الأنصار، فيما لم يسجّل زميله بابا سال أي هدف، صانعاً هدفين، بينما لم يقدّم البوسني موريس فيكيتش الإضافة المرجوّة.
في البقاع لم يختلف الحال كثيراً مع استقدام المهاجم مامادي نغوم صاحب الأهداف الثلاثة، معوّضاً إيمانويل بيلو الذي سجل هدفين فقط، فيما لعب المدافع بابي ديالو دوراً أفضل نسبياً من الكولومبي ألداير هيرنانديز. وحده النيجيري باباتوندي سيكيرو قدّم الإضافة للراسينغ، علماً أنه لم يأتِ بدلاً من مهاجمٍ آخر، بل بعد فسخ التعاقد مع المدافع الروماني أندريه فيتيلارو. مهاجم الفريق سجل 3 أهداف وصنع هدفين، لكنه أضرَّ فريقه حين غاب عنه لثلاث مباريات بسبب الإيقاف الإتحادي.
في المقابل، كان لافتاً أن التعاقدات مع اللاعبين اللبنانيين سارت على نحوٍ أفضل. النجمة انتدب لاعب الوسط يحيى الهندي ليعوّض غياب عمر زين الدين، وتعاقد الصفاء مع قاسم الحايك، واستقدم الراسينغ كريم مكاوي من الصفاء، فيما كانت الصفقة الأفضل من نصيب الأنصار، الذي ضم الدولي سوني سعد، صاحب الأهداف الستة وتمريرتين حاسمتين.