لم يتعلّم الاتحاد اللبناني لكرة القدم من أخطاء الماضي، فها هو اليوم يكرر ما قام به على مدى سنوات، وأثّر سلباً على اللعبة والمنتخب عن قصد أو من دون قصد. خاض منتخب لبنان ــــ الأول تجربة كارثية أخيراً في بطولة آسيا التي استضافتها الإمارات على أرضها قبل أشهر. بعدها فشل منتخب لبنان الأولمبي أيضاً في التأهل إلى نهائيات كأس آسيا. اليوم، يتكرر المشهد. قبل 106 أيام فقط على انطلاق التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العام 2022 وكأس آسيا 2023، لا يزال منتخب لبنان الأول من دون مدرب، وذلك بعد انتهاء عقد المدرب السابق المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش. اتحاد الكرة غارق في مشاكله التي لا تنتهي، فهو اجتمع أخيراً بعد أسابيع من الانقطاع، والمنتخب اللبناني لم يبدأ التحضيرات لخوض تصفيات كأس العالم وكأس آسيا.الأمر البديهي الذي كان يجب أن يحصل، هو أن يعمد الاتحاد الى التعاقد مع مدرب قبل انتهاء مرحلة إياب الدوري المحلي، لكي يحضر ويتابع مباريات الدوري والكأس، كما مباريات النجمة والعهد في كأس الاتحاد الآسيوي، ليتعرف إلى اللاعبين ويرى بنفسه واقع اللعبة في لبنان، ومن هي الأسماء التي يجب أن يتم استدعاؤها إلى المنتخب، أو تلك التي يجب استبعادها. أي مدرب سيأتي اليوم سيعتمد على التقارير التي ستقدم له، وعلى بعض الحصص التدريبية التي سيخوضها تحضيراً لخوض التصفيات، والأكيد أن هذا ليس كافياً لتحقيق نتيجة إيجابية في التصفيات المزدوجة. أي مدرب سيتسلم قيادة الجهاز الفني للمنتخب يحتاج على الأقل إلى 6 أشهر لكي يتعرف إلى اللاعبين، ويرى مستوياتهم، فكيف الأمر إذا كان اللاعبون قد أنهوا الدوري، ولا يخوضون أي مباريات رسمية.
الأزمة مستمرة منذ سنوات، وحلها لا يحتاج إلى الكثير من التفكير والجهد. الأمور واضحة، يتم التعاقد مع مدرب لكي يتعرف إلى الأجواء باكراً، ويتعرف إلى اللاعبين، لكي يصل المنتخب إلى التصفيات وهو على أتم الاستعداد لتحقيق نتائج إيجابية.
اتحاد الكرة يفاوض حالياً أكثر من مدرب أجنبي، ولو أنه حل خلافاته قبل الأسبوع الأخير لكانت الأمور أفضل. فهذه الخلافات منعت أعضاء اللجنة التنفيذية من الاجتماع لوقت ليس بالقصير، وبالتالي تأخر ملف المدرب كثيراً هذه المرة أيضاً. الخيبات يبدو أنها ستستمر في التصفيات المقبلة، لأن الأمور بهذا الخصوص لا شك أنها «تقرأ من عنوانها».
الدوري ضعيف، والموسم الأخير هو الأسوأ منذ سنوات، والمنتخب من دون مدرب ومن دون رؤية، رغم الخيبة الآسيوية الأخيرة، والحلول غائبة أيضاً. الجمهور يتابع ويتحسّر.