يلتقي بطل لبنان العهد، مع الاتحاد السعودي (الليلة الساعة 20:45 بتوقيت بيروت)، على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدّة، ضمن ذهاب دور الـ32 من كأس محمد السادس للأندية الأبطال. مواجهةٌ صعبةٌ لـ«الأصفر» الذي لا يزال يحافظ على الاستقرار في تشكيلته، وهو يستعد لمباراتين مهمتين في الشهر المقبل، بمواجهة الأنصار في كأس السوبر المحلي، والجزيرة الأردني ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. في المقابل، يدخل الاتحاد السعودي هذا اللقاء، وهو تنتظره مباراتان مهمتان أيضاً قبل نهاية الشهر الجاري، في افتتاح الدوري مع الرائد، ومع الهلال في بطولة دوري أبطال آسيا. اللقاء هو الثاني بالنسبة إلى العهد مع فريقٍ سعودي في الفترة الأخيرة، لكنه ليس كذلك للاعبي الفريق محمد حيدر والتونسي أحمد العكايشي، اللذين خاضا بطولة الدوري السعودي قبل سنوات، مع الاتحاد نفسه، ويعودان الليلة لمواجهة فريقهما السابق. في السنوات الثماني الأخيرة، حمل لاعب العهد محمد حيدر ستة ألقاب دوري. ثلاث مرّاتٍ مع نادي الصفاء، ومثلها مع العهد. الموسمان اللذان لم يفز خلالهما اللاعب الدولي بكأس البطولة، غاب فيهما عن الدوري اللبناني، بعدما انتقل للعب في السعودية، ومن هناك إلى العراق. تجربته في دوري البلد الأخير لا تكاد تُذكر، لكن خطوته الاحترافية الأولى لا تُنسى، خاصةً بالنسبة إلى جمهور نادي الاتحاد، الذي لعب له حيدر نصف موسم. هذه الفترة، يراها جمهور «العميد»، إحدى أسوأ فترات النادي، الذي عاش ضائقةً ماليةً كبيرة، وقبع في المركز السادس، بفارق 33 نقطة عن البطل! لم ينجح حيدر مع الاتحاد، غالباً، لأن الخطوة التي اتخذها كانت كبيرة، ومستواه اليوم لم يكن كما السابق، ذلك إلى جانب أن الفريق بأكمله كان متواضعاً. بعد عودته إلى لبنان تطوّر مستواه بنحو ملحوظ، وتغيّر أسلوب لعبه، قاد الصفاء إلى اللقب، وأسهم في فوز العهد فيه ثلاث مراتٍ متتالية. الليلة فرصته ليُثبت نفسه للاتحاد وجمهوره مجدداً، وسيرافقه في هذه المهمّة المهاجم التونسي أحمد العكايشي، الذي سجّل في ملعب الاتحاد، «الجوهرة المشّعة»، 10 من أهدافه الـ19 مع الفريق.
يسعى نادي العهد لاستغلال جدول مباريات الفريق السعودي المزدحم


صحيحٌ أن الاتحاد لا يعيش أفضل أيّامه حالياً، لكنه يبقى الفريق الأقوى في البطولة العربية، من جانب قارة آسيا، برفقة نادي الوصل الإماراتي. «العميد» كما يُلقّب، لم يفز إلا 4 مرّات على أرضه طوال الموسم الماضي، لكنّ هذه النتائج الإيجابية، جاءت في المرّات الأربع الأخيرة التي استضاف فيها منافسيه، الذين احتلوا مراكز متأخّرة. في المقابل، لم يخسر أيّاً من مبارياته الأربع ضمن بطولة دوري أبطال آسيا، متعادلاً مرة واحدة فقط، وهو واجه فرقاً إيرانية، إماراتية، قطرية وأوزبكية. المدرب التشيلي خوسيه سييرا، يعتمد على مواطنيه الثنائي كارلوس فيلانويفا ولويس خيمينيز، ومعهما البرازيلي رومارينيو في الهجوم. هذا الثلاثي الذي يلعب بخطوطٍ متقاربة، يسبقه ثلاثيٌّ دفاعيٌّ في الوسط. وغالباً، سيعتمد مدرب العهد باسم مرمر، على الهجمات المرتدة عبر الطرفين لاختراق خط وسط الاتحاد. نقطة ضعف الفريق السعودي في خط دفاعه، والركلات الثابتة قد تكون من أهم أسلحة العهد لمحاولة تسجيلٍ هدفٍ خارج أرضه.
المشكلة لدى الفريق السعودي، في ضغط المباريات، إذ يستضيف الرائد الجمعة المقبل، في افتتاح بطولة الدوري، قبل أن يلعب بعد أربعة أيامٍ ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، مع خصمه الهلال، ثم يرحل إلى بيروت للقاء العهد إياباً في البطولة العربية، في 31 الشهر الجاري، ما يعني أن المدرب التشيلي قد لا يعتمد على مجموعته الأساسية لإراحة بعضهم قبل مباراتين مهمتين.


على الجهة المقابلة، لم يتغيّر الكثير في تشكيلة العهد، باستثناء التعاقد مع المهاجم التونسي العكايشي، وعودة الحارس هادي خليل ولاعب الوسط وليد شور إلى الفريق بعد انتهاء فترة إعارتهما للراسينغ. بطل لبنان لا يبدو أكثر استعداداً من منافسه، لكونه لم يخض مبارياتٍ وديّة كثيرة، ومشاركته في كأس النخبة اعتمد خلالها المدرب على اللاعبين الشباب، ومعظمهم خارج القائمة المستدعاة إلى مواجهة الاتحاد. عموماً، لا يُتوقّع أن يُعدّل مرمر في التشكيلة الأساسية التي يعتمدها في مباريات كأس الاتحاد الآسيوي، وهي في هذه المواجهة ستكون الطريقة الأفضل للحدّ من هجوم الفريق السعودي. رسم (5-4-1)، بوجود العكايشي، أو محمد قدوح، في قلب الهجوم، ويسانده أحمد زريق على الجهة اليسرى، فيما قد لا يبدأ حيدر أساسياً، إذا أراد مرمر إحكام سيطرته على وسط الملعب، بمشاركة هيثم فاعور، حسين منذر والغاني عيسى يعقوبو.
مواجهة الإياب ستُلعب في 31 من الشهر الجاري في بيروت، وإذا أراد العهد مواصلة المشوار في البطولة العربية، فتحقيق نتيجةٍ إيجابيةٍ في السعودية أمرٌ لا بد منه، مستغلاً جدول مباريات المنافس المزدحم، قبل تفرّغه للقاء الإياب.


6 ملايين دولار للبطل
تسبق لقاءَ الاتحاد مع العهد، مباراةٌ تجمع الوصل الإماراتي مع الهلال السوداني. الفريق الآسيوي يبدو من بين المرشّحين للذهاب بعيداً في البطولة، خاصةً أنه وصل إلى الدور ربع النهائي في النسخة السابقة، بعدما أقصى الأهلي المصري وقبله العين الإماراتي، قبل أن يخسر بمواجهة الهلال السعودي.
ويلعب في الـسابع والعشرين من الشهر الجاري، العربي الكويتي مع الاتحاد السكندري المصري، ويلتقي شباب قسنطينة الجزائري مع المحرّق البحريني، والكويت الكويتي مع الشرطة العراقي، فيما يواجه القوة الجوية العراقي السالمية الكويتي، ويلعب شباب الأردن مع النجم الساحلي التونسي، والمريخ السوداني مع الوداد المغربي، قبل المواجهة الأخيرة هذا الشهر بين النجمة، وضيفه الترجي التونسي. في حين تُستكمل فيه مباريات هذا الدور في أيلول/ سبتمبر، بخمس مباريات، بين الجيش السوري ونواذيبو الموريتاني، الإسماعيلي المصري مع الأهلي الليبي، كذلك يلعب النصر العماني مع الجزيرة الأردني، الرجاء المغربي مع هلال القدس الفلسطيني، ومولودية الجزائر بمواجهة ظفار العماني.
ويحصل البطل على جائزة مالية قدرها 6 ملايين دولار، فيما يحصل الوصيف على مليونين ونصف مليون، وصاحبا المركزين الثالث والرابع على 500 ألف دولار، وتفوز الفرق المتأهلة إلى ربع النهائي بـ200 ألف، وتحصل المتأهلة إلى دور الـ16 على 50 ألف دولار.