عددٌ لا بأس به من اللاعبين دون 23 عاماً خاضوا مباريات الأسبوع الأول من بطولة لبنان الـ60 للدرجة الأولى بكرة القدم. معظم هؤلاء مفروضون على الفرق ومدربيها ومن خلفهم الأندية، بعدما قرر الاتحاد اللبناني لكرة القدم إلزام الأندية بإشراك اللاعبين الشباب في عددٍ من الدقائق كافية لأن يشارك لاعبٌ واحدٌ على الأقل من كل فريق، في نصف مباريات الموسم. الأندية التزمت، من كان منها بِلا لاعبين شباب يُعتمد عليهم أبرم بعض التعاقدات، ومنذ الأسبوع الأول، يعمل المدربون على إشراك هؤلاء، قبل أن تشتد المنافسة، ويُسحَب اللاعبون تدريجياً من المباريات، فاسحين المجال أمام من يملكون خبرة أكثر منهم.بعد صدور هذا القرار الاتحادي اشتكت أندية ورحَّبت أخرى. أول من رفض، واعتبر أن القرار يستهدفه بشكلٍ شخصي، كان الأنصار، وليس للمصادفة، أنه الفريق الوحيد الذي لم يُشرك أي لاعبٍ دون 23 عاماً في الأسبوع الأول، بل واكتفى باستدعاء لاعبٍ واحدٍ لمواجهته مع النجمة، هو متوسّط الميدان موسى الطويل، على الرغم من أن الاتحاد رفع عدد اللاعبين الاحتياطيين في كل مباراة إلى تسعة لاعبين، في حين أن الصفاء مثلاً، بدأ مباراته مع الإخاء الأهلي عاليه بثلاثة شباب، وأشرك مثلهم في الشوط الثاني، كما اعتمد شباب الساحل على خمسةٍ من لاعبيه في لقائه الشباب الغازية. ومما لا شك فيه أن الفرق ومن خلفها سيحسبون دقائق اللعب كثيراً هذا الموسم، فيما ستتلخبط حسابات المدربين، الذين يبدو أنهم يسعون إلى الانتهاء من هذا الواجب بأسرع شكلٍ ممكن، فالمباريات الأخيرة في الموسم تكون حساسةً أكثر، ولو أن المواجهات الأولى ليست سهلةً عليهم أيضاً، ليس من ناحية صعوبتها فحسب، بل لخطر الإقالة السريعة أيضاً.
تشغيل الآلة الحاسبة بدأ مع لقاء الـ«ديربي» بين النجمة والأنصار، الذي شارك فيه لاعبٌ واحدٌ من الشباب، هو علي الحاج من الطرف النجماوي. جناح الفريق خاض 25 دقيقة بعد مشاركته بديلاً لزميله نادر مطر المصاب، قبل أن يدخل حيدر خريس من بعده، ويكتفي المدرب المصري محمد عبد العظيم بتبديلين، من دون إشراك اللاعب الثاني في قائمته المستدعاة، خليل بدر.
على المدربين تحضير لاعبيهم الشباب للمشاركة في المباريات


بطبيعة الحال، المباراة الأولى مهمة، والمواجهة بين هذين الفريقين تحديداً تعطيها أهمية أكبر، ولذلك، لم «يُخاطر» المدربان بإشراك اللاعبين الشباب بشكلٍ أساسي، على الرغم من أن بعض لاعبي النجمة قدّموا أنفسهم بشكلٍ جيّد في الموسم الماضي، في حين يبدو أن الأنصار سيُعاني فعلاً. تشكيلته المدججة بالنجوم، صعبٌ الاستغناء عنهم، وتلك التي بدأ بها المدرب السوري نزار محروس، هي شبه الأساسية، مع عودة نصار نصار وحسام اللواتي، اللذين شاركا في الشوط الثاني، ويُضاف إليهما حسن شعيتو «موني»، أما الشباب، فغالباً سيحظون بعدد دقائق لعبٍ قليلة في الأشواط الثانية، حين يكون الفريق قد تقدّم بالنتيجة، لكن المشكلة بالنسبة للأنصار وباقي الفرق، هي ضرورة مشاركة لاعبٍ واحدٍ على الأقل، بمجموع 1000 دقيقة، أي خوض نصف مباريات البطولة كاملةً. طبعاً، بإمكان الفرق إشراك الشباب في مسابقة كأس لبنان، لكن مشوارها قصير، وبعض فرق الدرجة الأولى ستلعب أساساً في مواجهة بعضها في دور الـ16.
ليس بعيداً عن ملعب مباراة الـ«ديربي»، واجه شباب الساحل الشباب الغازية بثلاثة لاعبين شباب منذ البداية، وفاز عليه. عموماً، الفريق الفائز يضم أكبر عددٍ من الشباب، وهذه سياسةٌ اعتمدها النادي منذ سنوات، لكن المفارقة أن جميعهم خارج المنتخب الأول. الحارس علي ضاهر، المدافع علي عبود ولاعب الوسط حسين رزق جميعم بدأوا اللقاء وأكملوه، قبل أن ينضم إليهم يوسف بركات ومصطفى كساب ومحمد الدر. الصفاء بدوره أشرك خمسةً من لاعبيه دون 23 عاماً، أربعة منهم بدأوا المباراة، هم حسين شرف الدين، قاسم حايك، يحيى الهندي ومحمد الحايك، قبل مشاركة حسن مهنا ومحمد فحص.
في المقابل، أعطت باقي الفرق الفرصة للاعبٍ أو اثنين، ومنهم من دخلوا في الأشواط الثانية، فمدرب البرج محمد الدقة أشرك محمد جواد أبو خليل في الدقائق التسع الأخيرة، فيما لعب زاهر سماحي 20 دقيقة مع التضامن صور، رفقة زميله الحارس هادي مرتضى، فيما اعتمد مدرب الإخاء عبد الوهاب أبو الهيل على حسن ديب وشاكر وهبي أساسيين، وأعطى الفرصة لعلي مرقباوي في الدقائق الأخيرة. يوسف عتريس وحسين فحص لعبا لشباب البرج، كما لعب أكرم طراد وطه حسين مع السلام زغرتا. طرابلس والعهد غابا عن الأسبوع الأول، لكن يُتوقّع أن يكون للشباب دورٌ بارزٌ في تشكيلتهما، إذ يضم بطل لبنان تشكيلة متنوعة، فهو صعَّد عدداً من لاعبي فريق الشباب، ويعتمد على وليد شور وحسين منذر، فيما يبرز فؤاد عيد بشكلٍ خاص في طرابلس، ومعه الحارس علي الحاج حسن.
الموسم طويل، لكن حتّى يصل عدد دقائق لعب ثلاثة لاعبين شباب، كما يفرض الاتحاد، إلى الدقائق المطلوبة، سيكون الاعتماد على هؤلاء مفروضاً منذ البداية. صحيحٌ أن القرار الاتحادي كان مفاجئاً، لكنه يصب في مصلحة اللعبة على المدى الطويل، والأندية أيضاً. المواجهات ستزداد صعوبةً مع انقضاء كل أسبوع، والأكيد أن على المدربين تحضير لاعبيهم الشباب للمشاركة في هذه المباريات، حتى يتمكّنوا من الاعتماد عليهم بشكلٍ أساسي، دون أن يؤثّر ذلك على مستوى الفرق، وإلا، عقوبة خصم ثلاث نقاط لدى نهاية الموسم ستكون حاضرة، وهذه النقاط الثلاث، عادةً تكون مفصلية في تحديد هوية من يهبط إلى الدرجة الثانية ومن يبقى، ومن يحصل على مركزٍ بين أندية النخبة، أو يشارك في كأس التحدي، وربما، من يظفر باللقب أيضاً.