فجّر أمين سر نادي التضامن صور سمير بواب مفاجأة من العيار الثقيل، حين أعلن عقب تعادل فريقه مع شباب الساحل سلباً في الأسبوع الثالث من الدوري اللبناني لكرة القدم بأنه قرّر أن يرتاح. لا يمكن أن تتحدث عن نادي التضامن صور من دون أن يخطر في بالك «أبو راغد» أمين السر التاريخي لنادي التضامن. وحين يتّخذ بواب قراره باعتزال العمل الإداري في النادي الصوري، فهذا يعني أن النادي دخل في مرحلة العناية الفائقة إذا لم نقل الموت السريري إذا لم يتحرك القيّمون عليه لتأمين مموّلين للنادي.لم تكن انطلاقة التضامن هذا الموسم على مستوى الآمال، حيث لم يحصد النادي سوى نقطة واحدة من أصل تسع ممكنة. خسر في أول مباراتين أمام شباب البرج والنجمة بالنتيجة عينها 1-2. لكن التضامن لم يستحق الخسارة في أي من المباراتين، حيث كان الطرف الأفضل فيهما، لكن الحظ خانه فضاعت الفرص في لقاء شباب البرج وخسر في الدقيقة 95 أمام النجمة. حتى في اللقاء مع شباب الساحل فقد كان التضامن أفضل واستحق النقاط الثلاث.
إذاً المشكلة لا تتعلق بالنتائج أو ترتبط بالنواحي الفنية. ولا هي السبب الرئيس وراء قرار بواب المفاجئ. المشكلة أكبر من مسألة نتائج بل تتعلق بالتمويل واستمرارية النادي. «لم أعد قادراً على تحمّل العبء وحيداً. لولا وقوف مدير عام الريجي ناصيف سقلاوي إلى جانب النادي لكان النادي عاجزاً عن المشاركة في البطولات. فسقلاوي ينظّم عشاء سنوياً أصبح يشكل رافداً مُهماً لخزينة النادي. وقد نجح الأستاذ ناصيف في تأمين دعم مادي أكبر سنة بعد أخرى، لكن لم يعد بالإمكان الاعتماد على العشاء فقط» يقول أمين سر التضامن لـ«الأخبار».
في 1 تشرين الثاني المقبل من المفترض أن تنعقد الجمعية العمومية للنادي في جلستين، واحدة لإقرار البيانين المالي والإداري والثانية لانتخاب لجنة إدارية جديدة. قد لا يكون النصاب مؤمّناً، وحينها سيكون الموعد المقبل في 8 تشرين الثاني. أما باب الترشّح للانتخابات فسيكون مفتوحاً ما بين 20 و30 تشرين الأول الحالي. فترة ستحدد حركة الترشيحات فيها شكل مستقبل النادي وما إذا كان التضامن سيبقى سفيراً للجنوب أم يتحوّل إلى سفير سابق.
تنعقد الجمعية العمومية للنادي لانتخاب لجنة إدارية جديدة في 1 تشرين الثاني


أتت الدعوة للانتخابات عقب استقالة رئيس النادي محمد مديحلي أيضاً. حسم رئيس النادي أمره وقرّر الانسحاب بعد سلسلة من القرارات المماثلة غالباً ما تراجع عنها. لم يساهم مديحلي في ميزانية النادي لهذا الموسم إلا بالقدر القليل، ليس أكثر من مقدّم عقود اللاعبين الأجانب. رغم ذلك نجح القيّمون على النادي في تأمين رواتب اللاعبين. «دُفعت جميع رواتب اللاعبين لهذا الشهر، باستثناء اللاعبين اللذين وقّعا في 17 الشهر الماضي وهما عدنان ملحم والنيجيري كبيرو موسى. حتى هذان تقاضيا الدفعة الأولى من عقديهما»، يقول بواب حول وضع الفريق المادي حالياً.
ويشدد أمين سر النادي الصوري على أن قراره ليس وليد الساعة. فهو قرّر الاستقالة وتسليم المسؤولية عقب انتهاء مباراة الفريق مع الأنصار في ختام الموسم الماضي. لكنه عاد وتراجع عن قراره حرصاً على مصلحة النادي وحتى لا يتركه للفراغ قبل انطلاق الموسم. أما اليوم وبعد مرور خمسين عاماً على وجوده في النادي، وتغيّر الظروف الاقتصادية لم يعد بالإمكان الاستمرار.
في الوقت عينه، يعترف بواب أن ليس في قدرته إيجاد رئيس جديد للنادي. فهذه من مَهمة القيّمين عليه والمرجعيات التي ترعاه، ما يعني أن الكرة في ملعب سقلاوي تحديداً وفاعليات مدينة صور لتشكيل لجنة إدارية جديدة قادرة على المحافظة على النادي، وحمايته من الدخول في غياهب النسيان، شأنه شأن العديد من الأندية الكبيرة التي غابت عن الساحة الكروية.
«الأخبار» اتصلت بسقلاوي الذي كشف عن أنه سيلتقي بواب يوم الجمعة المقبل. فبالنسبة إلى راعي النادي لا يمكن أن يكون هناك تضامن صور من دون سمير بواب. «فهو الشخصية التي قدّمت الكثير للنادي، وهو شخصية أساسية في التضامن صور على جميع الصعد، وبالتالي لا يمكن تخيّل نادي التضامن صور من دون بواب. وعليه، سيكون هناك اجتماع وسنتحدث سوياً حول كيفية الخروج من الأزمة. فنحن لن نترك التضامن ولن نترك سمير بواب».