علينا الحفاظ على القمّة المدرب بذل مجهوداً كبيراً

نتائج جيدة وأرقام مميّزة يحقّقها حارس نادي العهد ومنتخب لبنان لكرة القدم مهدي خليل. الحارس الشاب فاز بجائزة أفضل لاعب في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أخيراً، وذلك بعد أن تلقّت شباكه 3 أهداف فقط طوال البطولة، وحافظ على نظافة مرماه في 9 مباريات من أصل 11، كما أنه لم يتلقَّ أي هدف في الأدوار الإقصائية من المسابقة القارية. قبل العهد لعب خليل لنادي يورغوردينس السويدي في عام 2011، وانتقل إلى نادي الصفاء اللبناني في عام 2013، قبل أن ينتقل إلى العهد في عام 2017 ويحقق معه جميع البطولات الممكنة، من دوري وكأس إضافة إلى كأس النخبة، والأهم كأس الاتحاد الآسيوي. أفضل حارس في لبنان ظهر للمرة الأولى مع المنتخب في 17 آذار/مارس 2013 بمواجهة البحرين، كما كان أساسياً في صفوف المنتخب خلال بطولة آسيا الأخيرة 2019. «الأخبار» التقت خليل بعد الفوز في بطولة آسيا، وقبل استكمال مشوار التصفيات المزدوجة يوم غد الخميس بلقاء لبنان وكوريا الجنوبية.
بعد مرور أيام على الفوز باللقب الآسيوي، يبدو أن حارس نادي العهد ومنتخب لبنان لا يزال يعيش الفرحة، وعينه أيضاً على التصفيات الآسيوية ـ المونديالية، والرغبة بالوصول إلى كأس العالم 2022، لِمَ لا؟
بدأ مهدي خليل حديثه عن الحلم الآسيوي المحقّق حديثاً، كيف لا وهو هدف نادي العهد منذ تولي تميم سليمان الرئاسة، حيث انطلق معه مشروع بناء «العهد القوي» الذي تشاهده الجماهير الآن، سواء بتدعيم التشكيلة والطاقم الفني، أم بتوفير استقرار إداري ومادي قلّ نظيره في لبنان، حتى إن الأمور وصلت إلى توسيع القاعدة الجماهيرية بخطوات مدروسة ومنسّقة، آتت ثمارها على المدرجات خلال المباريات القارية. قد لا تكون كل الجهود ظاهرة إلى العلن، فتحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق يحمل في طياته تراكم جهودٍ وتضحياتٍ تبقى في بعض الأحيان داخل أسوار النادي. «كنا نقاتل من أجل هذا اللقب منذ ثلاثة أعوام، اقتربنا منه بمناسبتين، ولكن الحظ والخبرة لم يقفا بجانبنا. هذه النسخة كانت مختلفة، شعرنا أنها سنتنا، تعلمنا من أخطائنا واكتسبنا خبرة حسم المباريات الحسّاسة، لم نستعجل ونتسرّع كما فعلنا سابقاً، بل عرفنا إدارة وتخطي المباريات والفترات الصعبة. كان الفريق أكثر انضباطاً وتنظيماً وثقة» يقول مهدي خليل في حديثه مع «الأخبار».
يعتبر مهدي خليل أن وضع كرة القدم هو انعكاس لوضع البلد ويحتاج إلى الإصلاح


التطور الفني الكبير للفريق، والأداء الجيد، يعودان بالدرجة الأولى إلى المدير الفني باسم مرمر، الذي أحسن التعامل مع نجوم العهد الكثر، وبنى فريقاً صلباً متوازناً. اعترف مهدي بصعوبة مَهمة مدربه، وقال: «ليس من السهل أبداً إدارة مجموعة تضمّ أسماء كبيرة على الصعيد المحلي، من المستحيل إرضاء جميع الأفراد. إلا أن المدرب تعامل مع كل فرد على حدة، خاصة على المستوى الذهني، وخصّص له مجهوداً ووقتاً، وهذا ساهم في إبقاء الصفوف متراصّة والتحفيز قائماً».
ولم يخف حارس عرين المنتخب الوطني استفادة فريقه من نقل المباراة إلى ماليزيا، على الرغم من الرطوبة العالية هناك، فالأجواء في كوريا الشمالية «غير مناسبة» على الإطلاق بحسب وصفه، وهو الذي عايش تلك الظروف مع المنتخب في مناسبتين، لم يحقق الفوز في أيّ منهما. وبالحديث عن الأمور اللوجستية، أشاد خليل بالجهود الإدارية المبذولة والتي ساهمت في وصول اللاعبين بظروف مثالية إلى النهائي. «وصلنا إلى كوالالمبور قبل عدة أيام من المباراة، بالتالي تأقلمنا مع الظروف المناخية والأجواء في البلاد، كما أننا لم نتأثر بفارق التوقيت، هذه تفاصيل قد يراها البعض صغيرة، لكنها مهمة» يقول خليل في حديثه عن النهائي.


يضم نادي العهد أبرز نجوم الكرة اللبنانية من دون أدنى شك، فمحمد حيدر وأحمد زريق ومحمد قدوح وهيثم فاعور وخليل خميس وغيرهم الكثير قدموا أداء مميّزاً، غير أن دور العنصر الأجنبي في هذه النسخة من البطولة كان مهماً أيضاً، على عكس النسخات السابقة التي افتقد فيها الفريق إلى تلك القيمة الفنية المضافة. ويرجع ذلك بحسب رأي مهدي خليل إلى سرعة التأقلم والتآلف مع المجموعة، فالغاني عيسى يعقوبو والسوري أحمد الصالح أصبحا «من العائلة»، والتونسي أحمد العكايشي تأقلم بوقت قياسي مع الفريق، وهذا الأمر سرّع عملية الاندماج في المنظومة والاستفادة من قدراتهم الفنية قدر المستطاع.
أما عن نيله جائزة أفضل لاعب في البطولة، فقد أعرب مهدي خليل عن فرحته الكبيرة بهذا الأمر الذي «لا يمكن وصفه» بحسب تعبيره. وشكر حارس مرمى العهد زملاءه، معتبراً أن هذه الجائزة ليست له فقط، بل هي تعكس مجهود الفريق بجميع أفراده. واختتم حديثه عن كأس الاتحاد الآسيوي قائلاً: «أصبحت البطولة من الماضي، ذكرى جميلة طوينا صفحتها، علينا الآن أن ننظر إلى الأمام ونواصل التقدم. تحقيق اللقب لن يشبعنا، عقلية لاعبي العهد مُذهلة، علينا الحفاظ على القمة وهذا ليس سهلاً».
العنصر الأجنبي في هذه النسخة من البطولة كان مهماً


لم يُخف «الجبل» كما يصفه البعض طموحاته، وأعرب عن رغبته الشديدة بالاحتراف، معتبراً أنه أنجز ما عليه إنجازه في الدوري، وأنه يتطلع إلى الخروج وخوض تجربة احترافية خارج البلاد. وحول هذا الأمر قال خليل لـ«الأخبار»، «أنا إنسان طموح وشغوف، الاحتراف هو هدفي الآن بعد كل ما حقّقته مع العهد، لن يكون الأمر سهلاً كوني حارس مرمى، لكني آمل تحقيقه، وإن لم يشأ القدر، فإنني سأقاتل ذهنياً للحفاظ على حماسي ورغبتي بالفوز مع العهد».
أما في ظل الأوضاع الدقيقة الراهنة التي يعيشها لبنان، فقد اعتبر مهدي خليل أن توقّف النشاط الكروي قد تكون له تبعات سلبية على الكرة اللبنانية، على الرغم من أنها فرصة لالتقاط الأنفاس. وأنهى حديثه قائلاً: «نأمل أيضاً أن تشمل الإصلاحات كرة القدم اللبنانية والاتحاد، فنحن فعلاً بحاجة إلى تغييرات، وضع كرة القدم انعكاس تام لوضع البلد، أتمنى أن نتخطّى هذه الأزمة وأن نحظى بحقوقنا الطبيعية».