بعيداً عن حسابات الارقام والنتائج، فإن مجرد مشاركة اي فريق في بطولة خارجية او تحرّكه باتجاه اي نشاط هو انجازٌ بحدّ ذاته. وبالفعل هذا الامر يمكن ربطه بالنادي الرياضي وناديي بيروت وهوبس الذين كسروا الجمود الكبير في كرة السلة اللبنانية، واعادوا الحرارة الى ملاعبهم من خلال توجّههم نحو المشاركة في دورة دبي، التي لطالما كانت محطة مهمة بالنسبة الى الفرق اللبنانية.

مباريات الأسبوع

الخميس 23/1/2020
الرياضي بيروت x الجامعة الأميركية 19:00
الجمعة 24/1/2020
بيروت x النجم الرياضي الرادسي 15:00 هوبس x الوثبة السوري 19:00
السبت 25/1/2020
الرياضي بيروت x الاتحاد السكندري 17:00 بيروت x الاتحاد الحلبي 19:00
الأحد 26/1/2020
هوبس x الاتحاد السكندري 13:00 الرياضي بيروت x سلا المغربي 19:00


هي قد تكون محطة اهم هذه المرة، اذ بالعودة الى الماضي القريب يتبيّن ان الاندية كانت لا تمانع ايقاف البطولة المحلية من اجل المشاركة في هذه البطولة لاسبابٍ عديدة، أولها تلك الحماسة التي تربطها بجمهورها من المغتربين، وثانيها هو المستوى القوي الذي يفرضه بعض الفرق المشاركة في الدورة، والتي تؤمّن إعداداً مهماً للفرق اللبنانية للاستحقاقات الخارجية. اما السبب الثالث والاهم، والذي تتطلع اليه فرق لبنان هذه المرة اكثر من اي وقتٍ مضى، فهو السبب المادي، اذ ان الفرق التي تلعب في هذه البطولة تتنافس تحت اسماء شركات ومؤسسات كبيرة تخصّها بمبالغ لا بأس بها.
وبالتأكيد تعلم الفرق المّمثلة للبنان ان المنافسة على اللقب هذه المرة ستكون اصعب من اي وقتٍ مضى، وخصوصاً في ظل حالتها الفنية المتأثرة بتوقف النشاط المحلي ووجود فرقٍ جاهزة لتصعيب المهمة عليها، وهي التي تحمل مهمة الدفاع عن اللقب الذي حُسم لكرة السلة اللبنانية قبل خوض المباراة النهائية في العام الماضي، والتي فاز فيها الرياضي على بيروت (88-80).
الفريقان سيكونان موجودين مرة جديدة على الساحة الاماراتية، لكن في مجموعتين مختلفتين، الاولى ستكون قوية وتضم بطل لبنان الى جانب الاتحاد السكندري المصري بطل العرب، وسلا المغربي، والجامعة الأميركية في الإمارات، والوثبة السوري، وهوبس. اما الثانية، فستضم وصيف بطل لبنان والعرب اضافة الى مايتي سبورت الفيليبيني، والنجم الرادسي التونسي، والاتحاد السوري، ومنتخب الإمارات.

الرياضي مرشح دائم ولكن...
لم يدخل الرياضي يوماً الى دورة دبي من دون ان يكون مرشحاً للفوز بلقبها. هو الفريق الذي ارعب غالباً كل خصومه وسطّر الى جانب الحكمة اجمل الملاحم السلوية في الدورة الدولية وترك ذكريات لا تنسى فيها. لكن هذه المرّة قد لا يترك اشياء كثيرة للذكرى اذا ما استندنا في الكلام الى وضعه الفني غير الطبيعي.
طبعاً لا يتحمل احد سلفاً اي نتيجة سلبية قد يحققها بطل لبنان الذي شرع في التمارين منذ حوالى أسبوعين فقط، حيث عاد لاعبوه الى المنارة بعد غيابٍ طويل، او اذا صح التعبير عاد المدرب احمد فران مع تشكيلة شبه مختلفة عن تلك التي خاضت المراحل الاولى من بطولة لبنان، قبل توقفها قسرياً.
فران حاول جمع تشكيلة مكتملة في كل المراكز وعلى الصعيد الاجنبي ايضاً، حيث لم تغب الصعوبات لإقناع اللاعبين بالدفاع عن الوان الرياضي. اما السبب فهو رفض هؤلاء الارتباط بعقدٍ لمدة 10 ايام فقط، بل هم يبحثون بطبيعة الحال عن عقدٍ طويل الأمد، وهو ما لا يلتقي طبعاً مع صعوبة تأمين قيمة اي عقد بالعملة الصعبة بالنسبة الى الاندية.
لكن الثلاثي الاميركي دواين جاكسون، مايك ايفيبرا، وداريان تاونز، حضروا قبل حوالى 10 أيام، وقد كانت مهمة الاتفاق معهم اسهل من اي لاعبٍ اجنبي آخر، لكونهم يعرفون طبيعة البلاد، على عكس الاجانب الغرباء عنها، الذين لم يوافقوا على القدوم، امثال عملاق الاتحاد السكندري السابق إدغاراس زيليونيس، والاميركي مايك موريسون الذي يلعب في اليونان. اما الثلاثي المذكور، فكان محرّراً، اذ لم يكن جاكسون مرتبطاً بأي عقد، ولعب كلٌّ من إيفيبرا وتاونز لفترة قصير لا تتعدى شهرين في فرنسا وتركيا على التوالي.
خطوة ذكية بلا شك عبر استقدام الاجانب الثلاثة، فيقول فران في حديثٍ الى «الأخبار» حول حظوظ ابناء المنارة: «بصراحة لا اضع آمالاً كبيرة على مشاركتنا، لكن جوع اللاعبين لتحقيق شيءٍ ما قد يصنع الفارق، وهذا لمسته من خلال حماستهم في التمارين، لكون الدورة قد تكون الاخيرة لنا هذا الموسم». ويضيف: «سنفعل كل ما بوسعنا لتحقيق نتيجة تساعد الرياضة اللبنانية وكرة السلة في الوقوف على اقدامهما مجدداً».
ولا شك في ان فران يعرف تماماً بأن عدم لعب المباريات هو عامل سيؤثر سلباً على مستوى الرياضي، اذ حتى لو تمكن من رفع المستوى البدني للفريق، فإنه سيحتاج الى نسق المباريات امام فرقٍ جاهزة وناشطة في بطولاتها.
هذا وستكون المفارقة كبيرة عندما يلتقي الرياضي مع الاتحاد السكندري المدعّم بـ«أسطورة» الفريق البيروتي اسماعيل احمد الذي كان قد انضم الى فريقه الأم بعد تجميد النشاط في لبنان. وسيستفيد الرياضي من صانع ألعابه وائل عرقجي الذي سيكون معه في البطولة، بعد عدم توصله إلأى اتفاق نهائي مع نادي ناجينغ مانكي كينغز الصيني. والتحق بالفريق مجدداً هايك غيوقجيان الذي سبق ان لعب في ارمينيا لمدة 18 يوماً مع الفريق الذي يشرف عليه والده، اضافةً الى ضمّ الرياضي للاعبه السابق مازن منيمنة، واكمل تشكيلته باستعارة هشام الحلو ثانية من اطلس الفرزل بعدما مثّله ايضاً في بطولة الاندية الآسيوية التي بلغ فيها المباراة النهائية. هذا وكان الفريق الاصفر قد فاوض كريم عز الدين، لكن الاخير طلب الالتحاق متأخراً لاضطراره للذهاب الى الكونغو لاصدار جواز سفر، وهو امر لم يلقَ موافقة الرياضي، ليحطّ بالتالي في فريق بيروت.

بيروت لفكّ نحس الالقاب
مما لا شك فيه ان بيروت يستحق لقباً بعد كل ما قدّمه على الساحة المحلية ونظيرتها الخارجية في فترةٍ قصيرة جداً. وصيف بطل العرب في النسختين الاخيرتين قد يكون قادراً على تحقيق المفاجأة الكبيرة، وخصوصاً ان مجموعته قد تسمح له بالارتقاء الى مستوى المباريات والمنافسة القوية، لكونها لا تضم فرقاً بثقل المجموعة التي سيلعب فيها الرياضي. لذا فان الفرصة مؤاتية للبناء على العمل الذي كان قد شرع فيه المدرب مروان خليل، وهو الذي تسلم الفريق من دون ان يخوض معه اي مباراة رسمية، بل مجرد مباريات ودية أجريت عقب اطلاق التمارين مطلع السنة الجديدة، وذلك إثر فكّ ارتباطه بالمتحد طرابس بطريقة وديّة، حيث اخذ مباركة راعيه احمد الصفدي لتدريب بيروت في دبي.

تبدو الحاجة الى الاستفادة المالية أكبر من أي وقتٍ مضى بالنسبة الى ممثلي لبنان في بطولة دبي


واذ يقول المدرب الوطني في حديثه الى «الأخبار» إن «الامور مفتوحة على كل الاحتمالات بعد استئناف البطولة»، فهذا يعني انه لا يمانع البقاء مع الفريق الذي يحمل اسم العاصمة اللبنانية. لكن هذا الامر بلا شك يتوقّف عند اختبار دبي، ولو انه لا يمكن محاسبته على اي نتيجة، بل سيكون الترقّب كبيراً لكيفية تعاطيه مع مسألة التعامل مع فريقٍ متجدد في مكانٍ ما وينقصه الانسجام بشكلٍ كبير، ما يعني ان قراءته للمباريات ستكون مفصلية.
ويشرح خليل: «نحن حاولنا تحسين حظوظنا للمنافسة عبر العمل الدؤوب، وخصوصاً ان بيروت لعب النهائي في العام الماضي». ويتابع: «الصعوبات كثيرة، وتوقف البطولة ووضع البلد يجعلان من المشاركة انجازاً فعلياً، فالفريق ليس في افضل حالاته، وقد عملنا على رفع مستوى التمارين البدنية لكن بالتأكيد لا نستطيع حرق اللاعبين».
ولا يخفى أن بيروت سيعتمد على مباريات مجموعته لتحديد صورته الفنية، وهو الذي اخذ توجّه الرياضي في التعاقد مع الاجانب، لا بل اكثر، فإن خليل ضمّ اليه الاجنبيين اللذين اعتمد عليهما في المتحد، أي الاميركيين جيرون جونسون وديونتي هاوكنز اللذين التقيا مع المبلغ المحدد لضم اجانب. كما لا يمكن اغفال عامل ضيق الوقت الذي لم يسمح بالبحث عن اسماء اخرى، بينما ستكون الافضلية في هذه النقطة هي في معرفة الاثنين لافكار المدرب وما يطلبه.

هوبس بطموحات الكبار
مشاركة هوبس هي النقطة البارزة جداً بالنسبة الى متابعي كرة السلة اللبنانية، لا بسبب الصورة المميّزة التي قدّمها الفريق في دورة حسام الدين الحريري او خلال مراحل البطولة المتوقّفة، بل لانه لم يتوقف عن التمارين سوى لمدة 15 يوماً خلال الاشهر الثلاثة التي شهدت الاحداث في لبنان.
وفي وقتٍ لم تتبدّل فيه صورة الفريق على صعيد اللاعبين اللبنانيين، الذين اضاف اليهم بشكلٍ مفاجئ المخضرم جو منصور (42 عاماً) الذي كان يتدرب معه، فقد حاول التعاقد مع تشارلز تابت، لكن الاخير بدا كأنه مهتم بأعماله الخاصة اكثر من كرة السلة في الوقت الحالي. لذا تركّز العمل على ايجاد اسماء اجنبية يمكنها الاندماج مع الفريق بشكلٍ سريع، فوقع الاختيار على الثنائي الاميركي طوني ميتشل وفيليب رانكن.
ويخشى المدرب جاد الحاج مسألة نقص الانسجام في فريقه، بحسب ما قال لـ«الأخبار»: «قبل وصول الاجانب كنا قد لعبنا مع الرياضي وبيروت بتشكيلة محلية، ولم يصل اصلاً ميتشل ورانكن قبل نهاية الاسبوع، وبالتالي نحتاج الى الوقت لكي نصل الى مرحلة الانسجام التي ستسمح لنا بتقديم مستوانا المعروف على ارض الملعب». ويصوّب المدرب الشاب على نقطة ضعف قد تؤثر سلباً بشكلٍ كبير عليه، وهي افتقاده عامل الطول: «اذ حتى الاجانب الذين استقدمناهم لن يؤمّنوا لنا القوة تحت السلة، لكونهم يشغلون المراكز 2، 3، 4، في وقتٍ يصعب فيه إيجاد لاعبٍ لبناني يتمتع بالطول المطلوب لسدّ الحاجات في المركز رقم 5.