اتّخذ فادي الخطيب قراراه النهائي. هو القرار الصعب، أو إذا صحّ التعبير، القرار المرّ. كان فادي يحلم بأن يلعب في نفس الفريق إلى جانب ابنه جهاد، ولكن الظروف عاندته. الخطيب لن يعود إلى الملاعب، فبعد اعتزاله دولياً في عام 2017، أعلن في نهاية الأسبوع اعتزاله اللعب نهائياً، وأن دورة دبي الودية التي يشارك فيها مع منتخب الإمارات ستكون الأخيرة له كلاعب.رحيل فادي الخطيب ليس عاديّاً، بل هو نهاية للزمن الجميل في كرة السلة اللبنانية. يعتبر فادي من أعمدة اللعبة في لبنان، وواحداً من أفضل اللاعبين في القارة الآسيوية. رحل فادي وهو حزين على واقع كرة السلة في لبنان. قال الـ«تايغر» في أكثر من مناسبة أن اللعبة تحتضر، وهو أضاف في الأيام الأخيرة قبل إعلان اعتزاله، أن كرة السلة في لبنان تعاني بسبب غياب المنافسات وتوقّف الدوري منذ أكثر من 100 يوم، وأن اللاعبين هم أوّل الضحايا. رفض أن يزايد أحد على حبه للعبة، ملمّحاً إلى أن اتّحاد اللعبة الحالي اتّخذ قرارات أضرّت بكرة السلة، فقال: «أنا بحكي لمصلحة اللعبة. هني صرلن 4 سنين، وأنا صار إلي 25 سنة. ما حدا يزايد. نحن مقهورون لأن كرة السلة اللبنانية اليوم بعيدة عن المنافسة».
اعتزل فادي الخطيب وهو حزين على واقع كرة السلة في لبنان اليوم


الحديث عن فادي الخطيب يذكّر بالأيام الجميلة لنادي الحكمة في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة. حينها كان فادي الخطيب وإيلي مشنتف من أفضل الثنائيات في آسيا، وإلى جانبهما كان هناك محمد آشا وآسان نداي. كان نادي الحكمة مرعباً، فاز ببطولة العرب وببطولة آسيا، وسيطر على البطولات المحلية لسنوات طويلة. يعتزل فادي الخطيب اليوم بعد أن أوصل كرة السلة اللبنانية إلى العالمية. هو آخر لاعبي الزمن الجميل، بعد إيلي مشنتف وعلي محمود وبراين بشارة وجو فوغل وبول خوري وغيرهم الكثير من النجوم الذين قدّموا كل شيء لكرة السلة اللبنانية. وبحسب ما أعلن الخطيب فإنّه ستكون هناك مباراة اعتزال يشارك فيها نجوم من اللعبة.

25 عاماً من التألق
ولد فادي الخطيب في عام 1979، بدأ مسيرته مع نادي الرياضي ـ بيروت ثم انتقل في عام 1997 إلى نادي الحكمة. كان عقده الأول مع «الأخضر» لثلاث سنوات فقط، ثم تمّ تجديده ليكون سبع سنوات حقّق خلالها بطولات محلية وخارجية، أبرزها بطولة الأندية العربية في مناسبتين، وبطولة آسيا في ثلاث مناسبات وبطولة لبنان في سبع مناسبات أيضاً. لعب الخطيب بعد الحكمة لعدة أندية في لبنان وخارجه، أبرزها الاتّحاد السوري، بلو ستارز اللبناني، نادي عمشيت ونادي هومنتمن إضافة إلى الرياضي ـ بيروت وهومنتمن ـ بيروت، وكانت تجربته الاحترافية الأبرز في الصين حيث لعب لصالح نادي فوشان لونغ لايونز، وفوجيان ستورغيونز. وخلال فترته الثانية مع الرياضي ـ بيروت فاز ببطولة لبنان وبطولة الأندية العربية. وقبل توقّف الدوري اللبناني لكرة السلة كان الخطيب يلعب لصالح نادي المريميين ـ الشانفيل. يُذكر أن الخطيب خاض تجربة في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين NBA.
25 سنة قضاها الخطيب في ملاعب كرة السلة، بينها 20 عاماً ارتدى خلالها قميص منتخب لبنان للعبة. مشاركته الأولى مع المنتخب كانت في عام 2009، وهو ساعده في البداية في التأهل إلى بطولة آسيا في عام 1999 حيث حلّ في المركز السابع. ولعب في بطولة آسيا مع المنتخب أيضاً في أعوام 2001، 2003، 2005، 2007، 2009. (فاز لبنان بالفضية الآسيوية أعوام 2001، 2005، 2007).
أما أبرز مشاركات الخطيب مع المنتخب فكانت في بطولة العالم أعوام 2002 (إنديانا بوليس في الولايات المتحدة الأميركية) ـ 2006 (اليابان) ـ 2010 (تركيا ـ شارك لبنان عبر بطاقة دعوة). وتم تصنيف قائد منتخب لبنان كواحد من أفضل 10 هدافين في بطولتَي 2002 و2006.