أحرز الأنصار لقب دورة العهد الوديّة لكرة القدم التي حملت كأسها اسم الشهيد اللاعب محمد عطوي تكريماً لذكراه بعد تزامن وفاته مع إقامة منافسات الدورة عقب إصابته قبل حوالى شهر برصاصة طائشة.
لاعبو الأنصار مع كأس الدورة (عدنان الحاج علي)

ختام الدورة على ملعب العهد جاء قوياً بحضور رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف والرئيس التاريخي السابق عمر غندور، إلى جانب عدد من الشخصيات الرياضية ومنهم عضو اللجنة الإدارية في نادي الراسينغ جورج مراد الذي قدّم درعاً لذوي اللاعب الراحل الذين حضروا إلى الملعب. حضور لافت خصوصاً من حيدر والشحف بعد دعوتهما من قِبل رئيس اللجنة المنظّمة أمين سر العهد محمد عاصي، في حين طلب الحاج عمر غندور الحضور لمتابعة المباراة التي كانت منتظَرة من كثيرين. حيدر والشحف حضرا دعماً للدورة التي شكّلت محطّة تحضيرية مهمّة للفرق قبل انطلاق الدوري والأهمّ تكريماً لذكرى اللاعب الراحل الذي حملت الكأس اسمه، والتي حملها الأنصاريون أمس إلى بلدة حاروف ووضعوها على ضريح اللاعب الشهيد.
الأنصار فاز باللقب بعد أن أسقط النجمة 2-1، سجّلهما حسن شعيتو «موني» وأحمد حجازي، في حين سجّل للنجمة محمود سبليني. هدف سبليني كان السادس له في الدورة فأحرز لقب هدّافه، متفوقاً على لاعب الأنصار حسن معتوق الذي سجّل خمسة أهداف.
صحيحٌ أن الدورة وديّة ولقبها معنوي، إلّا أنّ ختامها جاء تنافسياً جداً أنسى البعض وديّتها ورمزيّتها لناحية الاسم الذي تحمله. كان كلّ فريق يسعى بكلّ قوته للفوز باللقب، فنجح الأنصار وأخفق النجمة بالنتيجة وليس بالعرض، لكن ارتكب المسؤولون عنه هفوة بعدم تسلّم ميداليات المركز الثاني، حيث اعتبر مديره الفني موسى حجيج أن ما حصل مسرحية رافضاً أن يتسلّم فريقه الميداليات، وفق ما أفاد رئيس اللجنة المنظّمة محمد عاصي بعد الاستفسار عن سبب حصر التتويج بفرق الأنصار فقط.
من أبرز تداعيات الدورة تغيير العهد لمدربه وتعيين رضا عنتر مديراً فنياً


وقد يكون التوتر سبباً في ارتكاب هذه الهفوة بعد أن شهدت نهاية المباراة اعتراضات من النجماويين على الحكم محمد عيسى لعدم احتسابه ركلة جزاء وهي المطالبة الثالثة للنجماويين في اللقاء بركلة جزاء. لكنّ مشاهد الحالات ورغم أنها لم تكن واضحة نتيجة النقل التلفزيوني الذي لم يكن موفقاً، إلّا أنّ الرأي التحكيمي فيها كان بعدم وجود ركلات جزاء للنجمة، وفق ما أفاد به الحكم الدولي السابق رضوان غندور محلّلاً الحالات على صفحته على فايسبوك. توترٌ نجماويٌ أسفر عن طرد قائد فريق النجمة عباس عطوي لاعتراضه الشديد وطريقة تعاطيه مع الحكم عيسى، علماً أنه لم يكن الوحيد الذي تصرّف بهذه الطريقة، حيث حذا اللاعبان الدوليان السابقان محمد غدار وعلي حمام حذوه، وهو أمرٌ أيضاً مستغرَب من قِبل لاعبين بهذا الحجم لهم خبرتهم وتجربتهم الاحترافية في الخارج.
أحداث تؤشّر إلى طبيعة المنافسة بين الأندية والتي لا شكّ ستظهر في الدوري الذي سينطلق يوم السبت المقبل.
انتهت الدورة التي جاءت في توقيت مناسب عوّضت غياب كأسَي النخبة والتحدّي التنشيطيتين بسبب فيروس كورونا وإجراءات الحكومة اللبنانية في هذا السياق. وبالإضافة إلى أهميّتها على صعيد تحضيرات الفرق، إلا أنها حملت أكثر من مؤشّر يُمكن الوقوف عنده.
أوّلاً كشفت الدورة عن مكامن خلل في عدد من الفرق، وخصوصاً العهد الذي تحرّك على هذا الصعيد وأجرى تغييراً فنيّاً بتعيين المدرب رضا عنتر مديراً فنياً للفريق خلَفاً للإسباني دانييل خيمينيث الذي سيكون مساعداً له. قرارٌ عهداويٌ جاء عقب الخسارة أمام النجمة 2-4 في نصف نهائي الدورة والصورة التي ظهر عليها الفريق، فكان الخيار بتعيين عنتر بعد جوجلة لعدد من الأسماء في ظلّ خيارات ضيقة جداً قبل أيام على انطلاق الدوري.
ثانياً، أظهرت الدورة ومستوى الفرق الثمانية التي شاركت أن جميع أندية الدرجة الأولى متقاربة جداً والفوارق ضئيلة، خصوصاً بين الأندية المرشّحة للمنافسة على اللقب وتحديداً العهد والأنصار والنجمة، إلى جانب شباب الساحل إلى حدٍّ ما.
ثالثاً، كشفت الدورة عن عدم استقرار كبير في أداء الفرق واللاعبين على حدٍّ سواء، إذ لم يقدّم أيّ فريق المستوى ذاته في مباراتين متتاليتين، بل حتى كان مستوى الفرق متفاوتاً في المباراة الواحدة. فمعظم الفرق بدا وكأنها تلعب شوطاً واحداً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللاعبين، فمعظمهم يلعب نصف مباراة بشكل جيّد قبل أن ينخفض مستواه. ولعل مردّ ذلك إلى فترة التوقف الطويلة وقصر مدة الاستعداد، لكن لا شك ذلك سيكون حاضراً في بداية الدوري قبل أن يرتفع مستوى اللاعبين.

حضور لحيدر وغندور تكريماً لذكرى الشهيد عطوي

رابعاً، كشفت الدورة أن اللاعب الأجنبي ــ مهما كان مستواه ــ يشكّل فارقاً في المستوى، بعد الأداء الذي قدّمه معظم اللاعبين اللبنانيين في الدورة والمرشّح أن يكون حاضراً في الدوري أيضاً.
خامساً، أظهرت الدورة إمكانية إقامة نشاط كروي في لبنان رغم أزمة فيروس كورونا، لكن في الوقت عينه كشفت عن خروقات على صعيد الالتزام بالإجراءات الصحّية وعدم حضور الجمهور رغم جهود اللجنة المنظمة. خروقات لو حضرت في الدوري اللبناني قد تطيح به رغم تمسّك الاتحاد الشديد بإقامته. لكن في حال وجدت السلطات الرسمية أن حالة التفلّت قد تكون لها تداعيات على صعيد انتشار كورونا، فحينها قد تُجبر الاتحاد اللبناني على اتّخاذ القرار المرّ بإيقاف الدوري. أمرٌ يفرض مسؤوليات على الجميع وخصوصاً الأندية وروابط الجمهور بالحثّ على عدم الحضور إلى الملاعب ومحاولة الدخول أو التسلل، لكن المسؤولية الأكبر على عاتق القوى الأمنية التي يجب أن تكون حاضرة لمنع دخول الجمهور.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا