افتتح الأسبوع الأول من الدوري اللبناني لكرة القدم بلقاء مشوق بين الصفاء والنجمة انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1، واختتم بلقاء ممتع بين العهد والبرج حسمه العهداويون لصالحهم 3-2. ما بينهما كان شباب الساحل يفوز على طرابلس1-0، والإخاء الأهلي عاليه على الشباب الغازية بالنتيجة عينها، والأنصار على التضامن صور أيضاً 1-0. اما النتيجة الكبرى فحققها شباب البرج بثلاثية نظيفة على السلام زغرتا منحته صدارة الترتيب.لم تغب الأهداف عن أي مباراة لكن معظمها شهد شحّاً عوضته مباراة العهد مع البرج بخمسة أهداف، حيث اهتزت الشباك في هذه المباراة بقدر ما اهتزت في أربع مباريات أخرى. الأهم أن كرة القدم اللبنانية إجتازت الامتحان الأول بنجاح حيث مرّ الأسبوع بسلاسة وهدوء وسط التزام كبير بالإجراءات المفروضة. أمرٌ يريح المعنيين ويعزز الثقة بإمكانية إقامة الموسم وإنهائه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد خصوصاً على صعيد انتشار فيروس كورونا.
فنياً، من المبكر الحديث عن مستوى الفرق والنتائج المسجلة. لكن ما ظهر في دورة العهد الودية قبل انطلاق الدوري حضر في الأسبوع الأول. أندية تلعب شوطاً واحداً ولاعبون، غير قادرين على تقديم المستوى عينه في الدقائق التسعين.
الأسبوع الأول من الدوري تضمن مباراتين قويتين: الأولى بين النجمة والصفاء والثانية بين العهد والبرج. البعض اعتبر المباراة الأولى قوية على الورق ونظراً إلى تاريخ الفريقين. أما فنياً فرجّح كثيرون كفة النجمة نظراً إلى الفارق في الاستعداد والعناصر. لكن على أرض ملعب جونيه كان الوضع مختلفاً. تعادل النجمة مع الصفاء 1-1 سجلهما أحمد جلول للصفاء من ركلة جزاء احتسبت على علي السعدي بعد عرقلة قائد الصفاء محمد زين طحان. عادل النجمة سريعاً عبر هدف رائع لمحمود قعوار من تمريرة أروع لخالد تكه جي. تعادل عادل بعد أن تقاسم الفريقان مجريات اللقاء. شوطٌ أول نجماويٌ بامتياز مع عرض جميل وأداء عالٍ، مقابل شوط صفاوي ثانٍ الى حدٍ ما، خصوصاً بعد خروج ثلاثي النجمة تكه جي وقعوار وإدمون شحادة بعد تبديلهم قبل بداية الشوط الثاني بقرار من المدرب موسى حجيج الذي ادخل خليل بدر وعباس عطوي وعمر الكردي. تبديلات اعتبرها كثيرون أنها السبب في تعثّر النجمة وخسارته نقطتين غاليتين، انطلاقاً من أن الثلاثي كانوا الأفضل في النجمة. لكن القرار الفني في النهاية للمدرب موسى حجيج الذي يعود إليه تحديد مصلحة الفريق الفنية وشرح الأسباب وراء تبديلاته.
التزام الجميع وخصوصاً الجمهور بالقرارات يشجّع على الاستمرار بالموسم الكروي


انتهت المباراة بالتعادل رغم أن بعض التفاصيل القليلة كان من الممكن أن تغيّر المعادلة، وخصوصاً كرة عمر الكردي التي أنقذها حمزة سلامة من قبل خط المرمى، أو الشكوك حول وجود ركلة جزاء للنجمة بعد خطأ من سلامة على مهدي الزين لم يحتسبه الحكم سامر قاسم بانتظار قرار لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد اليوم، علماً أن الحكم الدولي السابق رضوان غندور كان له رأيٌ خاص بأن الحالة تستحق ركلة جزاء. الصفاء من جهته أيضاً كان هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي كانت قادرة على قلب النتيجة لصالحهم كغياب عدد من اللاعبين مثل حسن محمد وحيدر خريس وحسن هزيمة، وهؤلاء يشكلون فارق في فريق كالصفاء معدّل أعمار لاعبيه صغير، اضافة الى إضاعة لاعبيه أكثر من فرصة، أبرزها كرة محمد ناصر الدين التي انقذها الحارس النجماوي محمد بشارة.
مع انتهاء «قمة» الأسبوع الأولى، توجهت الأعين نحو «القمة» الثانية بين البرج والعهد على ملعب صيدا. لقاء هو الأول للمدرب رضا عنتر مع فريقه الجديد، وهو بأمس الحاجة إلى تحقيق نتيجة إيجابية. دخل عنتر في ظل غياب عدد من اللاعبين بسبب اصابتهم بكورونا، آخرهم احمد زريق وقبله خليل خميس وحسين منذر، اضافة الى أمين سر النادي محمد عاصي. غيابات تصعّب المهمة امام خصم برجيٍّ عنيد آتٍ أيضاً لتحقيق بداية جيدة بقيادة مدربه محمد الدقة. تغلّب عنتر على الدقة بالنتيجة، لكن في العرض تعادل الفريقان ولم يستحق البرجيون الخسارة. قدموا شوطاً أول ممتازاً وأنهوه متقدمين بهدفي أبو بكر المل وحسين العوطة بعد تقدم العهد بهدف محمد قدوح. الأخير كان نجم المباراة مسجلاً هاتريك ومستغلاً أخطاء حارس البرج محمد حمود، خصوصاً في الهدف الأول الذي يستحق جزءاً من مسؤوليته الى جانب خط دفاعه وتكتلهم أمامه حاجبين الرؤية، الى جانب الهدف الثاني الذي كان من المفترض أن يتصدى له حمود.
وكما كان الحال في دورة العهد، هبط أداء البرجيين في الشوط الثاني، فغاب المل عن السمع فنياً وأفسحوا في المجال للعهداويين للمعادلة والتقدم والخروج فائزين. أمرٌ كان باستطاعة مهاجم البرج حسين العوطة أن يحول دونه لو استغل الفرص التي سنحت له. أفلت العهد بالفوز، وأخفق البرج في تحقيق بداية جديدة، لكن مشوار الفريقين طويل.
في مكان آخر، كان منافسٌ رئيسيٌ للعهد على اللقب يحلّ «ضيفاً» على التضامن صور. الأنصار. توجّه الى الجنوب واضعاً نصب عينه الفوز ولا شيء غير ذلك، أولاً لاستغلال تعثّر النجمة المخيّب وثانياً للاستفادة من أي عرقلة برجية للعهد. حقق الأنصار المطلوب وفاز على التضامن بهدف سجله كريم درويش وعاد الى بيروت راضياً بالنتيجة مع أمل بأداء ونتائج أفضل في المستقبل.

انتهى لقاء النجمة والصفاء بتعادل عادل بعد شوطين متفاوتين للفريقين (عدنان الحاج علي)

في الوقت عينه، كان شباب البرج يحقق النتيجة الأكبر هذا الأسبوع بفوزه على السلام زغرتا في المرداشية 3-0. ثلاثة أهداف سجلها علي حمود وحسين عواضة وعدنان ملحم، مانحين فريقهم الفوز والصدارة. انتصار برجيّ غير مفاجئ بعد المشاركة الممتازة التي حققها الفريق في دورة العهد الودية بقيادة المدير الفني يوسف الجوهري الذي ظهرت بصماته واضحة وأسلوب تدريبه الحديث على الفريق.
الأسبوع الأول شهد أيضاً فوزين لشباب الساحل على طرابلس 1-0 على ملعب العهد سجّله عباس عاصي، في مباراة لم يكن الساحليون فيها مقنعين. كما منح دانييل ابو فخر فريقه الجديد الإخاء الأهلي عاليه فوزاً مستحقاً على الشباب الغازية في اول مباراة يخوضها معه، حيث احتاج فقط الى ثلاث دقائق لتسجيل هدف جميل كان كافياً لحسم النتيجة ونقاط المباراة.
انتهى الأسبوع الأول ليبدأ الإعداد للأسبوع الثاني الذي سيشهد مباراة منتظرة بين البرج وشباب الساحل. فترة إعداد تحتاج إليها الفرق لمعالجة الثغرات الفنية التي ظهرت في الأسبوع الأول وما أكثرها، والتي تؤكّد أن جميع الفرق متقاربون في ظل غياب العنصر الأجنبي.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا