حرّكت قرعة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المياه الراكدة كروياً في ظل الشلل الذي يصيب الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في لبنان جراء الإقفال العام. فمن العاصمة الماليزية كوالالمبور وفي حفل افتراضي، سُحبت قرعة كأس الاتحاد الآسيوي حيث حلّ العهد في المجموعة الأولى إلى جانب الحد البحريني، الوحدة السوري، والنصر العماني. أما الأنصار فوقع في المجموعة الثانية إلى جانب السلط الأردني، مركز بلاطة الفلسطيني، والمحرق البحريني.في حين اعتبر كثيرون أن المجموعة الثالثة هي الأصعب مع وجود فرق تشرين السوري، السيب العماني، الفيصلي الأردني، والمتأهل من التصفيات بين ممثلي فلسطين والكويت.
لا تبدو المجموعتان صعبتين بالنسبة إلى العهد والأنصار في البطولة التي ستكون استثنائية هذا العام على أكثر من صعيد. فمن جهة جرى رُفع عدد الفرق المتنافسة إلى 39 فريقاً بعد أن كان 36 فريقاً. لكنّ هذه الزيادة لم تطاول منطقة غرب آسيا التي يقع فيها لبنان حيث بقي عدد الفرق 12.
التغيير الآخر وهو الأهم يتعلّق بنظام البطولة. فالدور الأول سيقام بنظام التجمّع في بلد واحد لكل مجموعة، حيث سينطلق في 23 أيار/مايو المقبل لمنطقة غرب آسيا. وسيتم تقليص عدد المباريات إلى ثلاث لكل فريق بدلاً من ست كما كان يحصل سابقاً في المواسم الماضية مع خوض كل فريق ثلاث مباريات على أرضه، وثلاثاً خارج أرضه.
ويقام ذهاب نصف نهائي منطقة غرب آسيا يومَي 13 و14 أيلول/سبتمبر، على أن تجري مباريات الإياب بعد أسبوعين. ويقام نهائي منطقة الغرب من جولتين يومَي 20 تشرين الأول/أكتوبر و3 تشرين الثاني/نوفمبر بنظام الذهاب والإياب، في حين سيقام نهائي المسابقة في 26 تشرين الثاني/نوفمبر.
الاستثناء الآخر هذه المرة، ولو كان بشكل خاص للعهد والأنصار، هو خوض ممثلَي لبنان الدور الأول من دون أجانب. فباب الانتقالات الدولية بالنسبة إلى العهد والأنصار لموسم 2020-2021 قد أُقفل الأسبوع الماضي دون أن يضم أيّ من الناديين لاعبين أجانب، أو لاعبين لبنانيين محترفين في الخارج.
لن يشكّل غياب المدرب باسم مرمر عن العهد لأربع فترات بسبب خوضه دورة التدريب «PRO» في قطر أيّ مشكلة فنية


وكما هو معروف أن نظام الانتقالات الدولية (TMS) يُفتح لفترتين كحد أقصى لكل بلدٍ بمعدل 12 أسبوعاً بالمجمل، حيث تشهد في الفترة الأولى الانتقالات الصيفية التي غالباً ما تكون قبل انطلاق الموسم في أيلول وتمتد لشهرين (ثمانية أسابيع تحديداً). أما الفترة الثانية فستكون بين مرحلتين: الذهاب والإياب وتمتد لفترة شهر (أربعة أسابيع). وبالنسبة إلى لبنان فقد استنفد الاثني عشر أسبوعاً المسموح له بها لموسم 2020-2021، وعليه أن ينتظر لفترة انتقالات موسم 2021-2022. ولا يمكن فتح باب الانتقالات قبل انطلاق مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي أي في أيار 2021 حيث سيكون لزاماً إقفاله في تموز 2021 أي قبل شهرين من انطلاق الدوري، حيث لا تكون الفرق قد حسمت أمرها على صعيد التعاقدات بالنسبة إلى الموسم الجديد. وعليه، فإن العهد والأنصار سيخوضان الدور الأول بتشكيلة لبنانية.
بالنسبة إلى العهد فهو سيبدأ مشوار الدفاع عن لقبه بغياب لاعبه محمد قدوح الذي احترف في العراق مع فريق أمانة بغداد. لكنّ بطل آسيا (أحرز اللقب عام 2019 وتم إلغاء نسخة عام 2020) سيستعيد مدربه باسم مرمر الذي أحرز اللقب معه قبل أن يغادر الكابتن باسم إلى الكويت للتدريب هناك وتسلّم المدرب الإسباني دانييل خيمينيث بدلاً منه ومن ثم المدرب رضا عنتر.
عودة مرمر، بعد فسخ العقد مع العربي الكويتي، لها تأثيرات عديدة بعضها إيجابي وبعضها سلبي. فمرمر يُعتبر «أبو» الإنجاز الآسيوي وبصماته الفنية كانت واضحة في ظل قدرته على إدارة كوكبة النجوم في العهد، ليس فقط فنياً بل نفسياً ومعنوياً. أمرٌ ظهر واضحاً لاحقاً مع المدرب عنتر الذي لم يوفّق مع العهد لأسباب عديدة لا يتحمّلها عنتر كاملة بل يتحمّل جزءاً يسيراً منها، في حين يتحمّل اللاعبون أولاً والإدارة ثانياً الجزء الأكبر.
المهم أن مرمر عاد إلى فريقه، لكن بصفوف منقوصة في ظل غياب اللاعبين الأجانب وتحديداً الغاني عيسى يعقوبو، إلى جانب ربيع عطايا وقدوح، وتراجع مستوى عدد كبير من نجوم الفريق وعلى رأسهم القائد هيثم فاعور.
هذا الوضع سيضع على عاتق مرمر مسؤوليات كبيرة، وهو الذي لن يستطيع تخصيص كل وقته للعهد خلال الفترة المقبلة. فمرمر سيخضع لدورة تدريب «PRO» في قطر والتي لطالما سعى مرمر لتحصيل الشهادة الأعلى على الصعيد التدريب في آسيا، رغم الكلفة المادية العالية التي قد تصل إلى 15 ألف دولار بين كلفة الدورة البالغة حوالى خمسة آلاف دولار، إلى جانب تكاليف السفر والإقامة والتنقّل خلال الفترات الأربع التي سيكون على مرمر التوجه فيها إلى قطر. المشاركة في الدورة الأعلى أمرٌ ما كان ليحصل لولا مساعدة الاتحاد اللبناني لكرة القدم وتحديداً الأمين العام جهاد الشحف الذي دعم مرمر وقام بالتواصل مع المسؤولين القطريين للحصول على إذن خاص للمدرب لخوض الدورة كونها محصورة بالمدربين القطريين أو المدربين غير القطريين المقيمين في قطر، كما قال مرمر في اتصال مع«الأخبار». فهدف الاتحاد هو زيادة عدد المدربين الحاصلين على شهادة «PRO» ورفعهم إلى ثلاثة مدربين بعد مدرب فريق شباب الساحل محمود حمود ومدرب فريق شباب البرج يوسف الجوهري.

يسعى الأنصار إلى الذهاب بعيداً في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وصولاً إلى إحراز اللقب

وعليه فإن مرمر سيغيب لمدة أسبوعين مبدئياً في شهر شباط (من 5 إلى 19 شباط 2021)، ومثلهما في نيسان (من 14 نيسان إلى 27 منه) في حين ستكون الفترتان الثالثة والرابعة في شهرَي أيلول وتشرين الثاني 2021. لكن بالنسبة إلى المدرب اللبناني لا يجب أن يشكّل هذا الأمر مشكلة للفريق في استعداداته لخوض منافسات الدور الأول. «هناك خطة موضوعة لفترة غيابي حيث قد تتم الاستعانة بمدرب للياقة البدنية خلال هذه الفترة» يوضح الكابتن باسم لـ«الأخبار».
أما بالنسبة إلى الوضع الفني للفريق خلال المنافسات فيرى مرمر أن «الوضع صعب بالنسبة إلى النتائج السابقة، وتوقّف النشاط في لبنان. فالفرق الأخرى تتقدّم علينا من هذه الناحية، في حين أن العهد يتفوّق على منافسيه بعناصره ولاعبيه، شرط أن يكون هؤلاء على مستوى المسؤولية وأن تكون لهم الرغبة في استعادة صورتهم وتلميعها. ومن المفترض أن هذه النية موجودة لدى اللاعبين وسيبرهنون ذلك في المباريات» يختم مدرب العهد حديثه لـ«الأخبار».
الأنصار من جهته، سيدخل إلى منافسات كأس الاتحاد الآسيوي بهدف الذهاب بعيداً في المسابقة، ولِم لا، إحراز اللقب كما فعل العهد. ويملك الأنصار جميع مقوّمات المنافسة مع مجموعة لاعبين مميزين ومدرب خبير هو العراقي عبد الوهاب أبو الهيل رغم ملاحظات البعض على أدائه. فالأنصار يتصدّر ترتيب الدوري اللبناني بعد انتهاء المرحلة المنتظمة، وهو يقدّم العروض الجيدة وهذا ما هو مهم لأي مدرب بعيداً عن الآراء الأخرى. أبو الهيل يتفق مع وجهة النظر القائلة بأن مجموعة فريقه متوازنة، والحظوظ موجودة رغم خوض المباريات خارج لبنان.
هذا الأمر يبدو أنه الأقرب بالنسبة إلى فريقَي العهد والأنصار، والمرجّح أن يلعبا خارج لبنان في ظل صعوبة استضافة مباريات مجموعتهما لعدة اعتبارات أهمها غياب الملاعب المجهّزة لاستضافة تجمّع لأي مجموعة تضم أربعة فرق. أضف إلى ذلك أرضية الملاعب سواء من ناحية العشب الاصطناعي كملعب جونيه، أو سوء أرضية ملعب صيدا ذات العشب الطبيعي. إلى جانب الوضع غير المستقر في لبنان جرّاء نتائج أزمة كورونا والوضعين الاجتماعي والاقتصادي. كل هذه العوامل ترجّح عدم استضافة لبنان لأيّ مجموعة وميل النادييْن إلى اللعب خارج لبنان.