بين نهاية السنة الحالية وشهر أيار من السنة الجديدة، ستأخذ كرة السلة بُعداً آخر مع بروز دوري السوبر لغرب آسيا كمحطة جامعة للتنافس في منطقتي غرب آسيا والخليج، وامتداداً إلى الهند وكازاخستان.هذه الفكرة المتمثلة بإطلاق بطولات إقليمية - قارية ليست بالجديدة، لكنها تُطلّ اليوم بشكلٍ مواكبٍ للعصر الذي تعيشه هذه الرياضة في «القارة الصفراء» من غربها إلى جنوبها ووسطها.
فكرةٌ من شأنها أن تخلق بُعداً أعمق لكرة السلة التي تحوّلت أقّله في الأعوام الـ20 الأخيرة إلى إحدى أكثر الرياضات شعبيةً في القارة الأكبر في العالم، إذ لم يعد الأمر يقتصر على الهوس بالدوري الأميركي الشمالي للمحترفين في شرق آسيا، بل إن سعي بلدانٍ عدة إلى التطوّر أوجد منافسةً مختلفة الأوجه، فتارةً صعدت بلدان إلى الواجهة مثل لبنان والأردن والفيليبين، وتارةً أخرى ظهرت بلدان أخرى مثل كوريا الجنوبية واليابان، لمنافسة كبار القارة مثل الصين وأستراليا ونيوزيلندا.
أما الأهم في هذا الإطار فإن البطولات الوطنية كالدوري الكوري والياباني والفيلبيني أثبتت أنها مادة إنتاجية ناجحة في عالم التجارة والمال والتسويق، وهو أمر امتد إلى بطولة آسيا للأندية وتالياً إلى كأس آسيا للمنتخبات، فباتت البطولات الآسيوية مصدر ربح، وذلك وسط شدّها الأنظار من خلال المستوى الفني والتنافسي العالي، الذي دفع أكثر إلى السعي نحو تنظيم بطولاتٍ رديفة لكن لها أهميتها الخاصة ومردودها الإيجابي فنياً ومالياً.
ومما لا شك فيه أن الأندية ستكون شريكة في الاستفادة، ما يعزّز من ميزانياتها ويجعلها قادرة على استقدام أفضل الأجانب، وهو ما سيرفع من مستوى اللاعب المحلي ويطوّر اللعبة قارياً بشكلٍ عام، وهي مسألة سبق أن أشار إليها المدير التنفيذي لمكتب الاتحاد الدولي لكرة السلة في آسيا هاكوب خاجريان بقوله: «دوري السوبر لغرب آسيا هو خطوة هامة جداً نحو رفع المنافسة بين الأندية وكذلك مستوى مسابقات الأندية بشكلٍ كبير في مناطق غرب آسيا والخليج، إضافة إلى الهند وكازاخستان».
تترجم البطولة الجديدة فكرةً لبنانية قديمة وشبيهة كان عرابها أنطوان شويري


والأكيد أن الأندية اللبنانية بحاجةٍ إلى هذا الدوري أكثر من أي وقتٍ مضى لا لأنه يترجم فكرةً لبنانية قديمة وشبيهة كان عرابها الرئيس التاريخي لنادي الحكمة أنطوان شويري، بل لأن متطلبات اللعبة حالياً وواقع البلاد الصعب اقتصادياً، تفرض إيجاد موارد جديدة للبقاء على قيد الحياة، لذا سيكون دوري السوبر لغرب آسيا بمثابة حبل الإنقاذ الذي سيغذي الخزائن المالية للأندية ويضيف عناصر جديدة لرفع النسق التسويقي للعبة المحلية، وبالتالي لتعود البطولة واحدة من أهم البطولات الوطنية في القارة الآسيوية بعدما شدّت الانتباه والاهتمام إليها لسنواتٍ طويلة من خلال جمهور اللعبة ومستوى الفرق والأجانب الذين فضّلوا غالباً القدوم إلى لبنان على اللعب في بلدانٍ مجاورة حاولت منافسة الدوري اللبناني لكنها لم تنجح بمجاراته لفترةٍ طويلة لأسبابٍ تقنية بحتة ترتبط أوّلاً بالأسس التي بُنيت عليها اللعبة منذ زمنٍ طويل.
إذاً دوري السوبر لغرب آسيا هو المحطة المثيرة المقبلة، لكن كيف سيكون النظام الفني وخريطة الطريق للوصول إلى منصة التتويج، وما هي المكاسب الفنية للفرق التي تذهب بعيداً في مشوار البطولة؟
ستتوزّع الفرق على مجموعات المناطق الفرعية (دوري غرب آسيا ودوري الخليج) التي ستُلعب مبارياتها ذهاباً وإياباً على أن تتأهل ستة فرق - ثلاثة من كل منطقة فرعية - إلى «الفاينال 8» لدوري السوبر.
وستتألف مرحلة المجموعة في كلٍّ من «وصل غرب آسيا» و«دوريات الخليج» من مجموعتين، كلّ منها تضم 4 أندية تتنافس ذهاباً وإياباً على أن يتأهل الفريقان اللذان احتلا المركز الأول في كل مجموعة مباشرة إلى الدور نصف النهائي، بينما سيخوض الفريقان صاحبا المركزين الثاني والثالث مواجهة تأهيلية لتحديد هوية المتأهل إلى الدور نصف النهائي.
وبعد لعب دور المجموعات ضمن المناطق الفرعية، ستتأهل ستة فرق إلى المراحل المتقدمة، بحيث ينضم إليها أبطال الدوري المحلي في الهند وكازاخستان، على أن يتأهل بعدها الفريقان المتأهلان إلى المرحلة النهائية لدوري السوبر لغرب آسيا إلى كأس آسيا للأندية البطلة 2023، والتي يصل بطلها إلى «كأس الإنتركونتيننتال»، وهي أعلى مسابقة للأندية في الاتحاد الدولي لكرة السلة «الفيبا».