فاز الأنصار، فاز النجمة وفاز العهد. خلاصة الأسبوع الثاني من سداسية الأندية الأوائل للدوري اللبناني لكرة القدم. حافظ الأنصار على صدارته برصيد 20 نقطة، وبقي العهد والنجمة وصيفين بفارق أربع نقاط وبأفضلية الأهداف للعهد. مشهد فرضه الأنصار عن استحقاق وجدارة بعد فوزه على البرج بثنائية لهدافه السنغالي الحاج مالك على ملعب جونية. فاز الأنصار بكل شيء. نتيجة ولعباً وحضوراً، وأكّد ما كان قد ردده سابقاً بأنه يسعى إلى استعادة اللقب من العهد. فاز الأنصار ووجّه رسالة إلى غريمه التاريخي النجمة قبل مباراتهما المقبلة في الأسبوع الثالث.
سجّل الحاج مالك هدفي الأنصار ورفع رصيده إلى 17 هدفاً في صدارة ترتيب الهدّافين (طلال سلمان)

النجمة من جهته حاول رد الرسالة أمام مضيفه الشباب الغازية، ففاز عليه بهدف وحيد للاعبه البرازيلي جيفينيو، لكن رسالته جاءت متقطعة بعد الأداء غير المقنع الذي قدمه النجماويون. وقد يكون لذلك مبررات عديدة؛ منها طبيعة ملعب أنصار الذي أقيمت عليه المباراة، وعناد خصمه الجنوبي، إضافة إلى أن الفريق ما زال في مرحلة «الركلجة» بعد التغييرات العديدة التي طرأت عليه، بدءاً من مدربه ومروراً بلاعبيه الأجانب وحتى بعض اللبنانيين. لا شك أن النجمة قدّم عرضاً أقلّ من الذي قدمه أمام العهد، لكن لكل مباراة ظروفها، والترقب سيكون سيّد الموقف في اللقاء مع الأنصار في الأسبوع المقبل.
وإذا كانت الصورة قد بدأت تتوضح في سداسية الأوائل على صعيد المنافسة على اللقب بين الثلاثي الأنصار والنجمة والعهد، دون التقليل من حظوظ شباب الساحل، فإن الصورة في سداسية الأواخر مغايرة تماماً. «معارك طاحنة» في كل أسبوع، في ظل غياب للتعادلات في الأسبوع الثاني ومحافظة التضامن صور وطرابلس على انطلاقتهما الممتازة. فاز التضامن صور على الإخاء الأهلي عاليه بثنائية نظيفة، سجلهما عباس شرقاوي ورباح المذبوح في الدقيقتين 4 و90 على ملعب صور. حقق التضامن ثاني ثلاث نقاط له في السداسية بتشكيلة لبنانية بالكامل بعد الاستغناء عن لاعبيه الأجانب. نجح المدير الفني مالك حسون في اجتراح معجزة مع فريقه وسجّل فوزه الثاني في السداسية. ليس مبالغة استعمال مصطلح «معجزة» في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق الصوري على جميع الصعد وخصوصاً المادية. وبالتالي حين يفوز الفريق للأسبوع الثاني على التوالي بلاعبيه اللبنانيين أمام فرق تتطاحن على الهروب من الهبوط ولديها لاعبون أجانب، وفي ظل الإمكانات الفنية المتواضعة، يكون ما يحققه التضامن إنجازاً.
حافظ التضامن صور وطرابلس على تألّقهما وأصبح الصفاء في مأزق


فريق أيضاً يحقق سيناريو مشابهاً للذي يكتبه الصوريون هو فريق طرابلس. أيضاً حقق الشماليون فوزهم الثاني على التوالي، وهذه المرة كان على حساب الجار الزغرتاوي. فاز طرابلس على السلام زغرتا 1-0 سجّله موغبويا ديو في الدقيقة 17. هدف حافظ عليه الطرابلسيون حتى نهاية المباراة التي أقيمت على ملعب طرابلس. ثلاث نقاط غالية حققها الطرابلسيون بقيادة مديرهم الفني فادي عياد الذي يستحق لقب المنقذ في حال محافظة فريقه على وتيرته مع تقدمه إلى المركز الثاني في ترتيب سداسية الأواخر برصيد تسع نقاط خلف التضامن صور الأول برصيد 11 نقطة. حقق طرابلس في مباراتين ما عجز عن تحقيقه في 11 مباراة في المرحلة المنتظمة، وهو أمرٌ يسجّل للطرابلسيين إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين، بانتظار أن يواصل طرابلس نتائجه الجيدة ويضمن بقاءه في الدرجة الأولى.
آخر مباريات سداسية الأواخر جمعت الحكمة وضيفه الصفاء على ملعب جونية. فاز الحكمة بسيناريو جنوني كان بطله مهاجمه بوكونتا سار الذي سجّل الهدفين. الأول في الدقيقة 15، أما الثاني فكان صاعقاً في الدقيقة 95، فيما سجل حسن هزيمة هدف الصفاء في الدقيقة 53 من الشوط الأول. خطف الحكمة الفوز ودفع بالصفاء نحو المجهول في أول مباراة للفريق بقيادة مدربه الجديد موسى حجيج. أصبح الصفاء في مركز يهبط معه إلى الدرجة الثانية، رغم كل ما تقدّمه إدارة النادي للفريق. صورة يُسأل عنها لاعبو الفريق قبل أي طرف آخر، فما كان مأمولاً به قبل الموسم تلاشى وأصبح الفريق مهدداً بالهبوط إلى الدرجة الثانية.
فوز الحكمة سمح له باحتلال المركز الرابع في الترتيب برصيد سبع نقاط خلف الإحاء الثالث بفارق الأهداف، فيما أصبح الصفاء خامساً برصيد خمس نقاط بفارق نقطة عن السلام زغرتا الأخير بأربع نقاط.