رفعت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا» الإيقاف المفروض منذ ثلاثة أعوام على الوكالة الروسية «روسادا» على خلفية فضيحة التنشط الممنهج، ما قد يمهد لعودة الرياضيين الروس إلى المنافسات الدولية تحت راية بلادهم، وسط انتقادات حادة.وأخذت الوكالة الدولية في اجتماع للجنتها التنفيذية اليوم في جزر سيشل، بتوصية لجنة داخلية مستقلة منحت الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لإعادة «روسادا» إلى كنف «وادا»، في خطوة لاقت ترحيباً روسيا، بينما اعتبرها منتقدوها «ضربة مدمرة» للرياضيين «النظيفين».
وقال رئيس الوكالة الدولية كريغ ريدي بعد الاجتماع: «اليوم، وافقت غالبية كبيرة من اللجنة التنفيذية على إعادة روسادا تحت شروط قاسية». وأوضح المسؤول الدولي أنّ هذا القرار «يوفر جدولاً زمنياً واضحاً يجب أن تمنح بموجبه وادا حق النفاذ والكشف على المعطيات والعينات في مختبر موسكو السابق»، مشيراً إلى أنه في حال عدم التزام الجانب الروسي بذلك، فإنّ الإيقاف سيُعاد فرضه على الوكالة الروسية.
ولاقى القرار ترحيباً روسيا عبّرت عنه نائبة رئيس الوزراء المكلفة شؤون الرياضة أولغا غولوديتس، والتي أوضحت أنّ بلادها عاقبت ضالعين في قيام الرياضيين بتناول مواد ممنوعة، مشددةً على التزام بلادها «مبادئ المنافسة الرياضية النظيفة».
إلا أنّ الانتقادات للخطوة أتت من رأس هرم الوكالة الدولية ونائبة رئيسها النروجية ليندا هيليلاند. وفي تعليقٍ على القرار، اعتبرت هيليلاند أنه «يلقي بظلال قاتمة على صدقية حركة مكافحة المنشطات. خاب أملي بالنيابة عن الرياضيين النظيفين وكل من يؤمن برياضة نظيفة». وأضافت: «اليوم اتخذنا القرار الخاطئ».
وأوقفت الوكالة الدولية «روسادا» في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 مع بدء تكشف فصول وجود نظام تنشط ممنهج للرياضيين الروس برعاية الدولة لا سيما في الفترة ما بين عامي 2011 و2015. وفي العام التالي، كشف تقرير للمحقق الكندي ريتشارد ماكلارين العديد من تفاصيل هذه الفضيحة التي هزت الرياضة عالمياً، وحرمت الرياضيين الروس من المشاركة في منافسات عالمية تحت راية بلادهم.
والأسبوع الماضي، كشفت «وادا» أنّ لجنةً داخلية أوصت برفع الإيقاف عن «روسادا»، على اعتبار أنّ الجانب الروسي أوفى بالشروط المحددة لإعادة الدمج، والتي شملت على وجه الخصوص فتح المجال أمام «وادا» للكشف على مختبر موسكو، وإقرار روسيا بشكل كامل بخلاصات تقرير ماكلارين.
وكان عدد كبير من الرياضيين قد وقعوا رسالة مشتركة هذا الأسبوع رفضاً لرفع إيقاف الوكالة الروسية، اعتبروا فيها أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «تدين لكل الرياضيين النظيفين بأن تكون حارسة رياضة نظيفة».
أما مطلق الشرارة التي أدت إلى كشف فضيحة التنشط الممنهج، المدير السابق لمختبر موسكو لكشف المنشطات غريغوري رودتشنكوف، فاعتبر هذا الأسبوع أن إعادة الوكالة الروسية ستكون «كارثة».
وأدى إيقاف اللجنة الروسية إلى منع الرياضيين الروس من المشاركة في المنافسات العالمية تحت راية بلادهم، لا سيما أولمبياد 2016 الصيفي في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وأولمبياد 2018 الشتوي في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية. وسمحت الأولمبية الدولية بمشاركة عدد من الرياضيين الروس الذين ثبتت «نظافتهم من المنشطات» في المنافسات، ولكن تحت راية محايدة ودون عزف نشيد بلادهم في حال فوزهم بميدالية ذهبية.
ومع إعادة «روسادا» إلى كنف الوكالة الدولية، تكون عقبة أساسية قد رفعت من طريق عودة الرياضيين الروس إلى منافسات ألقاب القوى تحت راية بلادهم. ومن المتوقع أن ينظر الاتحاد الدولي للقوى في وضع روسيا خلال اجتماع مجلسه المقرر في موناكو في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وأكد الاتحاد الدولي للقوى أن «لديه معاييره الخاصة لرفع الإيقاف»، وأنّ اللجنة المستقلة المعنية بهذا الملف «ستقوم بدراسة القرار المتخذ من قبل وادا والشروط التي وضعتها خلال الأسابيع المقبلة»، لتقوم بعد ذلك برفع تقرير إلى مجلس الاتحاد الذي يعود القرار النهائي له.