كتبت اللاعبة الأميركية كوري غوف التاريخ خلال مشاركتها في بطولة ويمبلدون أخيراً، حين أطاحت بطلة المسابقة خمس مرات، مواطنتها فينوس ويليامس، في الجولة الأولى من البطولة. غوف الملقبة بـ«كوكو»، والتي تبلغ من العمر 15 عاماً فقط، تحولت من أصغر لاعبة تشارك في تاريخ ويمبلدون، إلى أول لاعبة في هذه السن تصعد إلى أدوار متقدمة في إحدى أعرق بطولات الغراند سلام. إلا أنّ الأمر لم يقتصر على التفوّق داخل الملعب؛ ففي الوقت الذي ينشغل فيه زملاؤها بعامهم الأول من المرحلة الثانوية في المدرسة، أمّنت «كوكو» مليون دولار من عقود الرعاية التي أجرتها حتى الآن.ما حققته اللاعبة الصغيرة حتى اليوم فاق كل التوقعات. لم تكن غوف قد ولدت بعد عندما تُوّجت فينوس بأول لقبين لها على الملاعب الخضراء في لندن، عامي 2000 و2001، إلا أنّ اللاعبة الصغيرة لم تبدُ عليها علامات الخوف عندما واجهت قدوتها البالغة من العمر 39 عاماً وتفوّقت عليها. غوف التي بدأت بتعلّم التنس من عمر الـ8 سنوات، أثبتت حتى الآن أنها لاعبة موهوبة ذات مستقبل واعد، وربما تسير على خطى الاسطورة سيرينا ويليامز. بعمر الـ13 عاماً، باتت أصغر لاعبة تصل إلى نهائي بطولة أميركا المفتوحة للشباب. وفي العام الماضي، شاركت في المباريات التأهيلية في بطولة فرنسا المفتوحة «رولان غاروس»، لتصبح أصغر لاعبة تشارك في المباريات التأهيلية لبطولة غراند سلام. بطبيعة الحال، نجاحها القياسي في وقت قصير، وبعمر صغير، كان كافياً للفت أنظار العلامات التجارية نحوها، للتعاقد معها. هذه الشركات تبحث عادةً عن لاعبين شبان واعدين وتسعى للتعاون معهم في خطواتهم الأولى، لضمّهم قبل سطوع نجمهم. التعاون مع رياضيين بارزين في وقت متأخر يكون مكلفاً جداً، لذلك تسارع العلامات التجارية في الاعتماد على سياسة التعاقد مع الشباب مبكراً، كما فعلت أديداس مع لاعبة التنس اليابانية نعومي أوساكا.
بحسب ما ذكرت مجلة فوربس الأميركية، فإنّ غوف في طريقها لكسب مليون دولار على الأقل هذا العام من ثلاثة رعاة. في آذار/مارس الماضي، ظهرت «كوكو» في بطولة ميامي المفتوحة وهي ترتدي ملابس عليها رقعة لشركة «باريلا» الايطالية المعروفة. هذه العلامة التجارية البالغة من العمر 141 عاماً ترعى لاعبين فرديّين فقط، هما السويسري روجيه فيدرر وبطلة التزلج الأميركية ميكايلا شيفرين. اختيار غوف لم يكن عبثياً، فهي تمتلك مقومات اللاعبة الاستثنائية التي تعد بالكثير مستقبلاً. إلا أنّ «باريلا» ليست الوحيدة التي سعت للاستفادة من خدمات الأميركية الصغيرة، إذ سبقها كل من شركتَي «Head» المختصة في صناعة مضارب التنس، و«New Balance» للأحذية الرياضية، والتي دخلت في منافسة مع شركة نايكي للحصول على عقد مع غوف. بعد فوز الأخيرة على ويليامس في ويمبلدون، قامت شركة «New Balance» بتهنئتها على حسابها الرسمي، على اعتبار أنّ فوز غوف هو فوز للعلامة التجارية أيضاً، التي تسعى إلى أن تكون أكثر تنافساً مع نظيراتها في سوق الملابس الرياضية، مثل العملاقين نايكي وأديداس. وكانت أديداس قد وقعت عقداً طويل الأجل مع نجمة التنس سيرينا ويليامس، في حين أعادت نايكي التوقيع مع نعومي أوساكا بصفقة ضخمة تزيد على 10 ملايين دولار أميركي سنوياً.
رغم أنّ غوف لا تزال في عمر صغير لتحقيق أجر عال من المنافسة في كرة المضرب، إلا أنّ الأكيد أنها ستجني الكثير من صفقات الرعاية، لا سيما بعد أدائها اللافت حتى الآن. لاعبة مثل «كوكو» قد ترى فيها الشركات وجهاً جديداً للتعويض عن الفراغ الذي يمكن أن ينتج عن اعتزال الأختين سيرينا وفينوس ويليامس، ولا سيما أنهما في نهاية العقد الثالث وشارفتا على الاعتزال. موهبة غوف وشخصيتها الهادئة تشكّلان عامل جذبٍ كبير للمعلنين، ما يعني أنها قد تصبح الوجه الإعلاني المفضّل للتنس للسنوات المقبلة. وهذا يتوقف طبعاً على تفوّقها رياضياً.