ردّ جرّاح أسطورة كرة القدم الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا على فتح تحقيق بتهمة القتل غير المتعمد شمل مداهمة منزله، أنه قام بكل شيء إلى درجة المستحيل، لإنقاذ مريض لا يمكن السيطرة عليه قبل وفاته الأربعاء الماضي عن 60 عاماً.وكان مكتب المدعي العام في سان إيسيدرو قرب بوينوس آيرس، قد فتح الأحد تحقيقاً حول ظروف وفاة «الفتى الذهبي»، فداهمت الشرطة مكتب ومنزل الطبيب لوكي بحثاً عن أدلّة حيال إهمال مهني محتمل. وأوضحت مصادر قضائية أن الشبهة حيال لوكي الذي أجرى جراحة لمارادونا بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم لإصابته بورم دماغي، لا تعني تلقائياً توقيفه من قبل الشرطة أو تقييد حريته.
قال لوكي (39 عاماً) متنهداً في مؤتمر صحافي «تريدون معرفة أين كمنت مسؤوليتي؟ في حبّي له، اعتنائي به، إطالة حياته وتحسينها في النهاية».
وأضاف لوكي إنه قام بكل ما في وسعه إلى درجة المستحيل، معتبراً نفسه صديقاً لمارادونا وتعامل معه كوالد وليس كمريض.
وأشار بيان صادر عن النيابة العامة الى أنها بدأت في تحليل مواد تم جمعها، موضحة أنه «لم تتخذ أية قرارات في الوقت الراهن بشأن الوضع الإجرائي لأي شخص». وفتح القضاء الأرجنتيني الجمعة تحقيقاً حول إمكانية حدوث إهمال في تلقي الرعاية اللازمة أدى الى وفاة مارادونا، بعد تصريحات من بناته، دالما وجيانينا وجانا، حيال طريقة معالجة مشاكل القلب لدى بطل كأس العالم عام 1986 في مقر إقامته في تيغري بشمال العاصمة الأرجنتينية.
وتوفي نجم نابولي الإيطالي، أثناء نومه بسبب «أزمة رئوية حادة وتفاقم قصور مزمن في القلب» بحسب تشريح أولي.
وكان مارادونا في منزله في بلدة تيغري التي تبعد 30 كلم شمالي العاصمة بوينوس آيرس، حيث كان يقطن منذ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر إثر خروجه من عيادة خضع فيها لجراحة في رأسه لإزالة ورم دموي مطلع الشهر المنصرم. وتم اختيار مكان إقامة مارادونا كي يكون قريباً من بناته.
لكن صحة مارادونا كانت سيئة بسبب ماضيه مع انتكاسات القلب. وقد خضع أيضاً لعلاج للتوقف عن إدمان الكحول التي كان يخلطها مع أدوية كثيرة كان يتناولها.
كان مارادونا حزيناً جداً وأراد أن يكون بمفرده


وأعلن أحد أفراد العائلة «أوصت العيادة بذهابه إلى المستشفى. لكن عائلته قررت خلاف ذلك».
وتابع لوكي الذي وصف مارادونا بأنه غير قابل للسيطرة أنه كان يجب نقله إلى مركز لإعادة التأهيل، لكنه لم يرغب في ذلك.
وتساءل لوكي عن سبب عدم وجود جهاز مزيل للرجفان في حالة الإصابة بنوبة قلبية، في منزل مارادونا في تيغري، موضحاً أن الرعاية المنزلية لم تكن من مهماته «أنا جراح أعصاب... أنا الشخص الذي كان يعتني به. أنا فخور بكل شيء قمت به. لا شيء لديّ لأخفيه. أضع نفسي بتصرف العدالة».
وبعد ساعات من وفاة بطل العالم 1986، أعلن محامي وصديق مارادونا ماتياس مورلا أن «سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزل مارادونا». وحذّر من أنه سيذهب «إلى النهاية».
ورأى لوكي انه كان يجب وجود سيارة إسعاف في الخارج «طالب طبيب نفسي بأن تكون هناك سيارة إسعاف دوماً أمام منزله. لا أعرف من المسؤول عن عدم وجود سيارة إسعاف».
وأردف الطبيب أن دييغو «كان حزيناً جداً، أراد أن يكون بمفرده، لا لأنه لا يحب بناته، عائلته أو المحيطين به».
وتنتظر النيابة العامة النتائج المخبرية، وقد وضعت يدها على الملف الطبي، بالإضافة الى تسجيلات الكاميرات في المنطقة التي عاش فيها مارادونا أيامه الأخيرة.
وبدا النجم الخارق، عندما كان في العشرينيات من عمره، ضعيفاً جداً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في ظهوره الأخير، يوم عيد ميلاده الستين.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا