عاد الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول من بعيد، وحوّل تخلفه أمام اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس بمجموعتين وخرج منتصراً 6-7 (6-8) و2-6 و6-3 و6-2 و6-4، ليتوج بلقب بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثانية بطولات الـ"غراند سلام"، ما جعله على بعد لقب واحد من الرقم القياسي لعدد الألقاب الكبرى.بات ابن الـ34 عاماً أول لاعب يتوج بجميع الألقاب الكبرى مرتين على الأقل في عصر الاحتراف والثالث في تاريخ الغراند سلام في عصري الهواة والاحتراف (اعتباراً من 1968) بعد الأستراليين رود لايفر (بين 1962 و1969) وروي إيمرسون (بين 1961 و1967).
وبلقبه الثاني في فرنسا المفتوحة بعد 2016 والتاسع عشر في الـ"غراند سلام"، أصبح ديوكوفيتش على بُعد لقب من الرقم القياسي المسجل باسم غريميه السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال الذي انتهى مسعاه لإحراز رولان غاروس للمرة 14 بخسارته أمام الصربي بالذات في نصف النهائي.
وبعدما أمضى الجمعة أكثر من 4 ساعات على أرض الملعب من أجل تجريد نادال من اللقب، احتاج ديوكوفيتش أمس الأحد الى 4 ساعات و11 دقيقة ليحسم المباراة النهائية الثانية توالياً له في العاصمة الفرنسية والسادسة في تاريخ مشاركاته في البطولة (خسر أعوام 2012 و2014 و2020 أمام نادال و2015 أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا فيما فاز عام 2016 على البريطاني أندي موراي)، ويحرم تسيتيسباس أن يصبح أول يوناني يتوج بلقب إحدى البطولات الأربع الكبرى.
وكانت المباراة النهائية المواجهة التاسعة بين ديوكوفيتش واليوناني البالغ 22 عاماً الذي بلغ النهائي الكبير الأول في مسيرته بفوزه في نصف النهائي على الألماني ألكسندر زفيريف. وخرج الصربي منتصراً للمرة السادسة، بينها ربع نهائي دورة روما الألف نقطة للماسترز هذا العام ونصف نهائي رولان غاروس العام الفائت، مقابل ثلاث هزائم.
وبعد انتهاء مشواره عند المربع الأخير ثلاث مرات في السنوات الثلاث الأخيرة في البطولات الكبرى (أستراليا المفتوحة في 2019 و2021 ورولان غاروس 2020)، نجح تسيتسيباس أخيراً في فك هذه العقدة لكن المغامرة انتهت الأحد على يد الصربي الذي استغل خبرته على أكمل وجه لتعويض بدايته المتعثرة وخسارته المجموعتين الأوليين، ليتوج بطلاً في النهائي الكبير التاسع والعشرين في مسيرته.
وأعرب الصربي عن سعادته العارمة، قائلاً "الأجواء كانت رائعة. أريد أن أشكر الجميع الذين رافقوني في هذه الرحلة. لقد لعبت قرابة 9 ساعات في الساعات الـ48 الأخيرة ضد بطلين كبيرين. كان الأمر صعباً جداً حقاً على الصعيد البدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، لكني وثقت بقدراتي، وكنت أعلم أن بإمكاني تحقيق ذلك".
وبات ديوكوفيتش أول لاعب في تاريخ البطولات الكبرى يتوج بطلاً بعدما تخلف بمجموعتين في مباراتين خلال بطولة واحدة، إذ سبق له أن خسر المجموعتين الأوليين في ثمن النهائي أمام الإيطالي لورنتسو موزيتي لكنه فاز بالمجموعتين الثالثة والرابعة وتقدم 4-صفر في الخامسة قبل أن ينسحب منافسه.
وكان الصربي متعاطفاً مع منافسه اليوناني بالقول "بإمكاني أن أتفهّم ما يمر به ستيفانوس، لكنه سيعود أقوى وسيفوز بالعديد من ألقاب الغراند سلام".
أما تسيتسيباس، فقال "خضت مشاركة جيدة وأنا سعيد بنفسي. أظهر نوفاك مكانته كبطل كبير وآمل أن أنجح في يوم من الأيام في نيل نصف ما حققه. قدمت أفضل ما لدي".
وعجز أي لاعب عن فرض نفسه على إرسال منافسه في بداية اللقاء باستثناء فرصتين لديوكوفيتش في الشوط الأول من دون أن ينجح في ترجمتهما، ليكون التعادل سيّد الموقف.
وشهد الشوط السابع سقوط ديوكوفيتش بعدما تعثر خلال محاولته الوصول الى الكرة، إلا أنه خرج سالماً من دون أي إصابة وعاد الى الملعب ليخسر الشوط على إرسال اليوناني، ثم عادل مجدداً 4-4 قبل أن يعاني في الشوط العاشر الذي كاد يخسره على إرساله، لكنه أنقذ الموقف بعد سلسلة من التبادلات الرائعة بين اللاعبين وأدرك التعادل 5-5 ثم انتزع الشوط الحادي عشر على إرسال تسيتسيباس، لكن الأخير تدارك الموقف ورد بالمثل في الشوط التالي، مدركاً التعادل 6-6.
واحتكم بعدها اللاعبان الى شوط فاصل بدأه تسيتسيباس بقوة وتقدم 3-صفر ثم 4-صفر، ما عقّد مهمة ديوكوفيتش، لكنه لم يستسلم وعاد من بعيد مدركاً التعادل 5-5، ثم تقدم 6-5 لكن اليوناني رفض الانحناء وعاد ليحسم الشوط الفاصل 8-6، منهياً المجموعة في ساعة و12 دقيقة.
وبدأ تسيتسيباس المجموعة الثانية من حيث أنهى الأولى، ونجح في كسر إرسال منافسه في الشوط الأول، ليحقق الفارق الذي عززه أيضاً في الشوط السابع بانتزاعه على إرسال الصربي، ليتقدم 5-2 قبل حسمها على إرساله 6-2 في 35 دقيقة فقط.
وفي مستهل المجموعة الثالثة، حصل ديوكوفيتش على خمس فرص للبقاء في أجواء اللقاء والتقدم 3-1 على إرسال منافسه، ونجح بعد صراع مرير في تحقيق ذلك، ما فتح الطريق أمامه لإنهاء المجموعة 6-3 في 46 دقيقة.
وقبل بداية المجموعة الرابعة، طلب تسيتسيباس المعالج الفيزيائي بسبب أوجاع في ظهره على ما بدا، قبل أن يستهلها بخسارته الشوط الأول على إرساله، ثم وبعد معركة ماراتونية تنازل مجدداً عن إرساله في الشوط الثالث، ليتخلف صفر-3، ما فتح الباب أمام ديوكوفيتش للسير بالمجموعة الى بر الأمان وحسمها 6-2 في 33 دقيقة، فارضاً مجموعة خامسة حاسمة.
وبدأ ديوكوفيتش المجموعة الحاسمة بفرصة لانتزاع الشوط الأول على إرسال تسيتسيباس، لكن الأخير تدارك الموقف قبل أن ينحني في الشوط الثالث بعد صراع شرس، ليتخلف 1-2 ثم 1-3 و2-4 وكاد أيضاً يخسر الشوط السابع بتخلفه 40-15، لكنه عاد وأنقذه مقلصاً الفارق 3-4 ثم 4-5، قبل أن تحسم الأمور في الشوط العاشر على إرسال الصربي 6-4، منهياً اللقاء في أربع ساعات و11 دقيقة.