يشارك قائد منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي في بطولة كوبا أميركا السادسة له خلال مشواره الكروي. وبالنظر إلى عامل العمر، قد تكون هذه الفرصة الأخيرة لأسطورة بلاد الفضة كي يتوّج برفقة منتخب بلاده بلقبٍ قارّي، فهل ينجح في ذلك؟حسين فحص
يعدّ ميسي أحد أبرز أساطير كرة القدم عبر التاريخ. ألقابٌ كثيرة وجوائز فردية لا تُحصى حصل عليها «البرغوث» برفقة فريقه برشلونة، غير أنّ الأمر مختلف تماماً على صعيد المنتخب. فرغم إمكانياته الكبيرة وثقل اسمه في عالم الكرة، لم يتمكّن ميسي من جلب أي لقب لمنتخب بلاده الأول وهو ما كان بمثابة علامة استفهام في مسيرته «المرصّعة» بالمجد. يعود آخر لقب للأرجنتين في بطولة كوبا أميركا إلى عام 1993 فهل يكسر ميسي ورفاقه اللعنة؟
شارك صاحب الـ33 عاماً في خمس نسخ سابقة من كوبا أميركا بدايةً من نسخة 2007 التي أقيمت في فنزويلا وحتى آخر نسخة في البرازيل 2019.
خلال تلك الفترة، وصل ميسي إلى النهائي ثلاث مرات دون أن يتمكن من رفع اللقب، حيث خسر برفقة زملائه في المرات الثلاث.
بدأ مسلسل الخيبات عام 2007، عندما خسرت الأرجنتين النهائي أمام البرازيل بثلاثية. وفي عام 2015، قدّم ميسي واحدة من أفضل مشاركاته في كوبا حيث تصدّر التانغو مجموعته وأخرج كولومبيا من ربع النهائي، كما قاد البرغوث فريقه في دور نصف النهائي لاكتساح باراغواي بستة أهداف، وكان الجميع يرشح الأرجنتين للتتويج بالبطولة، حتى ظهرت لعنة النهائيات من جديد وخسرت اللقب لصالح تشيلي بركلات الترجيح.
يمتلك المنتخب الأرجنتيني فرصة جيدة للتتويج باللقب القاري


تكرر الأمر بعدها في نسخة كوبا الاستثنائية عام 2016، فرغم أداء ميسي اللافت خسرت الأرجنتين النهائي أمام المنتخب التشيلي أيضاً. كان النهائي الثالث الأصعب على ميسي، حيث أضاع قائد التانغو التسديدة الأولى من ركلات الترجيح وخسر اللقب في النهاية لينهار بعدها ويسكب الدموع ويقرر اعتزاله اللعب الدولي. وبعد مشاوراتٍ متكررة مع الاتحاد الأرجنتيني عدل ميسي عن قراره وقاد المنتخب في كوبا أميركا 2019 بالبرازيل، غير أنّ التانغو قد خرج في نصف النهائي أمام مستضيف البطولة.
يأمل ميسي في كوبا أميركا الحالية التي تُقام أيضاً في البرازيل بعد سحب التنظيم من الأرجنتين بسبب وباء كورونا، في التتويج بالبطولة التي قد تكون الأخيرة له حيث سيكون في سن الـ37 مع النسخة المقبلة (من المرجّح أن يكون اعتزل اللعب في تلك السن).
على الرغم من كلّ مجده في برشلونة وكل تألقه الفردي، لطالما استخدم «فشل» ميسي على المستوى الدولي من قِبل ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي للتقليل من قيمته بين أساطير التاريخ. الطريقة الوحيدة التي سيقضي خلالها ميسي على تلك «السمعة» مع الأرجنتين هي الفوز بكأسٍ لامع، وفي ظل ضعف كوبا أميركا مقارنةً بكأس العالم، من المرجّح أن تمثل البطولة الحالية الطلقة الأخيرة لميسي.

المنتخب الأفضل
بالنظر إلى مستوى المنتخبات المشاركة في كوبا، يمتلك المنتخب الأرجنتيني فرصة جيدة للتتويج. جميع المنتخبات تحظى بنقاط ضعف، كما أنها في حالة ذهنية مشتّتة جراء إقامة البطولة وسط تهديدات كورونا، ما يجعل كل شيء ممكناً بالنسبة إلى الأرجنتينيين.
وقعت الأرجنتين في المجموعة الأصعب حيث تلعب إلى جانب بوليفيا وتشيلي وباراغواي وأوروغواي، غير أنّ القيمة الفنية للفريق تجعل منه مرشّحاً فوق العادة للتأهل.
لم يتمكن لاعبو المنتخب من اللعب معاً كثيراً في العام الماضي. المنظومة شابة وعديمة الخبرة نسبياً غير أن الإمكانيات الفردية لبعض اللاعبين قد تشكل الكلمة الفاصلة في البطولة.
في مواجهاتٍ صعبة ضد الإكوادور وبوليفيا وباراغواي وبيرو في الخريف الماضي، تعادلت الأرجنتين مرة وفازت بثلاث، وقد عكست تلك المباريات وجود تفاهم قوي بين ميسي والمهاجم الشاب لوتارو مارتينيز، بعكس الشراكات السابقة لميسي مع هيغوايين، بالاسيو وإيكاردي.
إضافةً إلى ذلك، تتميز التشكيلة الحالية للمنتخب الأرجنتيني بتوزّع المهام الهجومية، حيث يوجد أكثر من لاعب هداف، يبرز منهم نيكولا غونزاليس وخواكين كوريا ما يقلّل الضغط عن ميسي.
تحتل الأرجنتين المركز الثاني في قائمة أكثر المنتخبات تتويجاً في بطولة كوبا أميركا برصيد 14 لقباً وهي تأمل خلال النسخة الحالية تكريم ميسي ومعادلة منتخب الأوروغواي صاحب الرقم القياسي، فهل يتحقق ذلك؟