كثيراً ما حاول إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، الإصرار على أن التاريخ الغني والمثير للإعجاب بين ناديه وتشلسي، كان مجرد أمر عابر بالنسبة لوسائل الإعلام. في الحقيقة، فالفيردي هو الذي يبالغ. بين الفريقين مسرحيات يرغب لاعبو كرة القدم المشاركة فيها. منذ أول اجتماع بينهما عام 2000، شهدنا ثلاث «ريمونتادات» مثيرة. أهدافاً جميلة. مديراً فنياً يختبئ في سلة ملابس متسخة. حكماً يعتزل بعد التهديد بسبب الغضب من قراراته. فائزاً في الدقيقة الأخيرة حصد أول ثلاثية تاريخية له، وأكثر من ذلك بكثير. إذا ما تحدثنا عن مواجهات برشلونة وتشلسي قبل الألفية الجديدة في دوري الأبطال الأوروبي، فهذا لن يسمح لنا بأن نعتبرها «كلاسيكو». لن نجد لها مكاناً قبل هذا التاريخ. فقد كانت المواجهات بينهما تعود لستينيات القرن الماضي. في الواقع، حدثت مرة واحدة في بطولة «كأس المعارض» التي تم إلغاؤها في وقت لاحق. كان تشلسي صغيراً.
لا يمكن إغفال إهانات مورينيو لفرانك ريكارد خلال المواجهات التي جمعت الفريقين في 2005-2006


اللقاء الأول بين برشلونة وتشلسي في دوري الأبطال كان في دور الثمانية لبطولة 1999-2000. في تلك المواجهة التاريخية تفوق الإنكليز ذهاباً بنتيجة 3-1 قبل أن يقلب «البارسا» الطاولة في الكامب نو بالفوز 5-1. وبعد مواجهتي 1999-2000 وتحديداً منذ تولي البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب تشلسي والهولندي فرانك ريكارد تدريب برشلونة، بات لقاء «البلوز» و«البلوغرانا» يصير من أهم اللقاءات في دوري أبطال أوروبا. وخلال الفترة من 2005 وحتى الآن لعب الفريقان في دور الـ16 في بطولتي 2005 و2006 ثم في دور المجموعات لموسم 2006-2007 وفي نصف النهائي لموسم 2008-2009. المحصلة هي عشر مواجهات بين برشلونة وتشلسي في عشر سنوات من 2000 وحتى 2009.
أسباب عديدة جعلت من مواجهة تشلسي وبرشلونة من بين الأهم أوروبياً في الألفية الجديدة. بالنسبة إلى الفريق الإنكليزي، الأمر تقريباً مفهوم. أي التحول لفريق في «المستوى الأول» في 2004-2005 مع المدرب مورينيو، وضم مجموعة من أفضل لاعبي العالم، بفضل الإنفاق السخي للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. كانت بداية الغيث.
ولا يمكن أن نغفل عن إهانات الـ«سببيشيال وان» لفرانك ريكارد خلال المواجهات التي جمعت الفريقين في 2005-2006، والتي تسببت في إيقافه عن مواجهتي بايرن ميونخ الألماني في ربع نهائي بطولة 2005. مورينيو هو مورينيو أينما ذهب. أما برشلونة في عهد المدرب الهولندي ريكارد، فحقق العديد من الأرقام. أولها الفوز بلقبي الدوري في 2005 و2006 في فترة تألق النجوم رونالدينيو وديكو وصامويل إيتو وسطوع نجم فيكتور فالديز وتشافي هيرنانديز. والأهم كان الظهور الأول لمن غدت كرة القدم من بعده ليست كما كانت قبله: ليونيل ميسي. توج برشلونة بطلاً لأوروبا في أيار/مايو 2006 على حساب فريق لندني آخر، هو أرسنال، في فرنسا.
متعة أخرى منحت للمواجهات الكاتالونية اللندنية وهي التقارب والتوازن في النتائج. فاز برشلونة في 2000 وتشلسي فاز في 2005. ولو لم يتعملق الكتالان في 2006، فإن نتائج دور المجموعات في 2007 كانت باللون الأزرق اللندني، قبل أن ينتقم أندريس إنييستا بالهدف التاريخي في الوقت بدل الضائع، في شباك الحارس تشيك في 2009. مواجهة 2009 في نصف النهائي لم يكن فيها مورينيو ولا ريكارد. لكنها كانت الأكثر متعة وإثارة تاريخياً. يومذاك، كان غوارديولا مجرد «مدرب صاعد»، في مواجهة غوس هيدنيك المدرب المحنك، الذي كان مدرباً قبل أن يكون غوارديولا لاعباً. العناق الحميم بين هيدنيك وغوارديولا سرق الأنظار كإحدى أجمل اللحظات. بعد هدف إنييستا، لا عناق ولا من يتعانقون.

توج برشلونة بطلاً لأوروبا في أيار/مايو 2006 على حساب فريق لندني آخر هو أرسنال في فرنسا


على الرغم من الأثر الجميل التي تركته تلك المباراة في قلوب عشاق برشلونة، وصفت بأنها أكثر المباريات كارثية تحكيمياً. وهي ما جعل الحكم النرويجي توم هينينج أفريبو يقرر الاعتزال من أجل البحث عن «القيم الروحية» والالتزام الديني، اللذين حسب وصفه، سيسمحان له باستعادة السلام «بعد الليلة المشؤومة في لندن»، والتي تأهل من خلالها برشلونة على حساب تشلسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد التعادل الإيجابي.
في 2012 انتقم تشلسي من برشلونة أولاً وأخرجه. ثم انتقم من كل شيء، وأحرز البطولة في النهائي، على حساب العملاق البافاري، بايرن ميونخ. وفعل ذلك في ميونخ نفسها. كان فوزاً كبيراً.

الحياة بدون ميسي

رغم كل الإنجازات المبهرة لميسي ضد الإنكليز إلا أنه عرف طعم المرار ضد تشلسي. لم يكسر «النحس» إلا في مباراة الذهاب الفائتة. شكّل «البلوز» عقدة حقيقية للمهاجم الأرجنتيني، حيث لم يستطع هز شباكه في 8 مواجهات سابقة. ميسي لن ينسى أيضاً أنه تلقى أخطر إصابة في مسيرته ضد تشلسي موسم 2005-2006. اضطر آنذاك لمغادرة الملعب بعد مرور 25 دقيقة فقط على انطلاق اللقاء. كانت إصابة أجبرته على نيل راحة طويلة الأمد تخطت الثلاثة أشهر، لتحرمه من خوض نهائي دوري الأبطال في ذات الموسم.
لكن ماذا لو تخيلنا الحياة بدون ليونيل ميسي. من المستحيل عملياً ألا يؤثر غياب أفضل لاعب في العالم على أي فريق. ميسي غاب عن العديد من المباريات التي لعبت، واستطاع برشلونة تحقيق الفوز بمعدّل نوعاً ما جيّد. والفوز الأكبر كان في كلاسيكو 2015. ودخل الأرجنتيني المباراة بعد أن قام فريق لويس إنريكي بضرب ريال مدريد برباعية. لكن، من الواضح أن برشلونة تحت قيادة إرنستو فالفيردي، يعتمد بشكلٍ أساسي في بنائه الهجومي على ليونيل ميسي، وعلى «الولادة الجديدة» للظهير الخارق، جوردي ألبا. عموماً، أفكار الفريق التكتيكية تبدو فقيرة للغاية على مستوى صناعة اللعب، خاصةً عندما يغيب ميسي، ويكون إنييستا بعيداً عن مستواه. وكذلك الأمر دفاعياً، بالنسبة للثنائي بوسكيتس وراكيتيتش، رغم استعادة الأول عافيته، واختفاء الثاني تماماً. في حال غاب ميسي ــ على الرغم من أن تاريخه في الملاعب الإنكليزية ضعيف مقارنة بالكامب نوــ سيكون الخوف على الفريق من ترسيخ أسلوب الأفراد على المجموعة، ما سيجعل أمر تعويض نجوم الصف الأول شبه مستحيل خلال مباريات الحسم من الموسم.
على الورق، قد تميل الكفة لصالح برشلونة، بالنظر إلى التعادل الإيجابي في «ستامفورد بريدج»، ووجود مجموعة مميزة في الفريق، بالإضافة للخبرة الكبيرة التي لدى ميسي وبوسكيتس وبيكيه وسواريز وإنييستا. لكن سنعود بالذاكرة لكلمات جيمي ريدناب لاعب ليفربول السابق ومحلل شبكة «سكاي سبورتس»: «تشلسي لا يجب أن يخشى أي أحد، بإمكانه الفوز ضد أي فريق حتى برشلونة».



«الغدار» عائد



عاد أندريس إنييستا لاعب برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم إلى التدريبات، أول من أمس، الاثنين، بعد غيابه لنحو أسبوع بسبب إصابة في الفخذ، في خطوة تأتي قبل المواجهة المرتقبة مع تشلسي الإنكليزي في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا. وأشار النادي الكاتالوني إلى أن إنييستا (33 عاماً) شارك في جزء من تدريبات الفريق، ما يعزّز احتمال مشاركته في المباراة التي يستضيفها ناديه. وتعرض إنييستا لإصابة في الفخذ الأيمن في الدقيقة 22 من مباراة القمة مع أتلتيكو مدريد، مطارده في ترتيب البطولة، قبل ثمانية أيام، واضطر المدرب ارنستو فالفيردي إلى إخراجه في الدقيقة 35.


كونتي تحت الضغط



ردّ المدرب الإيطالي، أنطونيو كونتي، على الانتقادات التي وجهت إليه من الصحافة الإنكليزية بسبب أسلوبه الدفاعي، بالقول: «أردنا أن نكون صبورين»، مدافعاً بقوة عن خطة 5-4-1: «لست غبياً لكي أواجه مان سيتي بلعب مفتوح حتى ننهزم بثلاثة أو أربعة أهداف». لكن المشكلة الكبرى أن اللاعبين أنفسهم تعذّر عليهم استيعاب فلسفة المدرب. والبلجيكي إيدين هازارد قالها صراحة «حتى لو كنا لعبنا ثلاث ساعات إضافية، لم أكن لألمس الكرة». يتوقع المراقبون بأن يعتمد كونتي أمام برشلونة على ذات الطريقة التي لعب بها أمام مان سيتي.