التوتر الحاصل بين روسيا وبريطانيا حالياً لا شك في أنه يُرخي بظلاله على استعدادات الأولى لاستضافة كأس العالم 2018 لكرة القدم. ومع مطالبة الأخيرة بضمانات لأمن مشجعيها، عادت لتفتح الملف حول المخاطر التي يمكن أن تواجه زائري روسيا خلال المونديال، ولو أن هذه البلاد نجحت دائماً في التحديات الأمنية عند كلّ حدث كبير، وتحديداً في الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي قبل أربعة أعوام، ولاحقاً في «بروفة» المونديال أي كأس القارات العام الماضي.11 مدينة روسية ستحتضن مباريات كأس العالم ومختلف أنواع الشعوب القادمة لمؤازرة منتخبات بلادها أو الاستمتاع بأجواء المونديال. وهذه المدن الروسية تحمل مسؤولية استثنائية لحماية كل الوافدين إليها رغم التهديدات الأمنية الكثيرة والطبيعية بالنسبة إلى حدثٍ بهذا الحجم، إذ لطالما أُحيطت الإنذارات بالعرس الكروي الأكبر في نسخاته الأخيرة.
وفي ظلّ الأجواء المتوترة بين روسيا وبريطانيا، والتي يبدو أنها ستمتد إلى دولٍ أخرى قد تمتنع عن إرسال تمثيل دبلوماسي إلى المونديال تضامناً مع البريطانيين، تبدو هذه المشكلة بسيطة جداً بالنسبة إلى المشكلات التي قد تطرأ وتواجه زائري روسيا، التي بلا شك تبدو مستعدة لمواجهة التحديات.
أولى هذه المشكلات هي الشغب الجماهيري الحاضر غالباً في المحافل الكبرى مع اختلاط المشجعين القادمين من أقطار مختلفة. وما يعزّز فرضية حصول شغب ومواجهات في الشوارع والملاعب هو المشكلة الروسية - البريطانية الطارئة، والتي يُتوقع أن ترخي بظلالها على تنقل الإنكليز في الشوارع الروسية، وهم الذين يحملون تاريخاً حافلاً من المعارك مع نظرائهم الروس، وسط خشية من أن يحضّر لهم هؤلاء استقبالاً ساخناً وغير مسبوق، وخصوصاً بعد مواجهتهم القاسية على هامش كأس أوروبا 2016. وبالتأكيد لا يقتصر الأمر على الروس والإنكليز، إذ إن العديد من عصابات الكرة قد تكون ضربت موعداً مع بعضها البعض لمواجهات دموية على الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي ستعمل قوات الأمن على تفاديه في الملاعب وحولها، وفي الساحات الخاصة بتجمّع المشجعين، إضافة إلى الأماكن السياحية.
سبق أن نجحت روسيا في العديد من التحديات الأمنية خلال استضافتها للأحداث الكبرى


أما المشكلة الثانية فهي داخلية، وترتبط بالجو السياسي العام في البلاد، إذ صحيح أن الانتخابات الرئاسية مرّت بسلاسة، لكن المعارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم ينتهوا منها بعد، فيبدو خطر إقامة التظاهرات خلال المونديال أمراً واقعاً، كون هؤلاء قد يستغلون الأضواء الإعلامية الموجّهة إلى روسيا خلال المونديال لتقديم أنفسهم إلى العالم، وهو الأمر الذي سيؤثر على صورة روسيا في الخارج، وأيضاً على الحركة اليومية في الشوارع خلال البطولة. ورغم ذلك واستناداً إلى كأس القارات 2017 يُتوقع أن تكون الأوضاع مضبوطة مع قوى أمنية متخصّصة في عملية خلق الاستقرار في الشوارع وحول الاستادات، وذلك في ظلّ الخبرة التي اكتسبها الروس من أحداث سابقة نجحوا في تنظيمها من كلّ الجوانب.
تهديد داخلي آخر لكن أخطر يتمثّل بالمجموعات المتطرفة المستقرة في شمال القوقاز، والتي قد تجد في المونديال هدفاً دسماً لنشاطاتها، وهي التي نشطت على هذا الصعيد وضربت في أماكن مختلفة، منها في قلب العاصمة الروسية موسكو. وهذه المجموعات التي أعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة» ثم التحقت بالجهاديين في سوريا والعراق، سبق أن هددت المونديال عبر حملة منظّمة حملت حتى صورة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مرتدياً ثياب المساجين وواقفاً خلف القضبان وهو يبكي دماً!
وفي هذه النقطة، تبدو العملية الاستباقية في أساس العمل الأمني الروسي، لذا فإنه لا شك في أن الروس بدأوا منذ فترة طويلة مراقبة كلّ التحركات المشبوهة للقضاء على الخلايا الإرهابية قبل تنفيذها لعملياتها التي وعدت بها في «البروباغندا» الشهيرة المهددة التي أطلقتها قبل أكثر من عام.
ومما لا شك فيه أن روسيا درست كل الإجراءات الضرورية بحكم معرفتها للمخاطر القادمة من الإرهابيين، وخصوصاً بعد نجاحهم في تنفيذ أكثر من عملية منها تلك العملية الانتحارية التي نفذها رجل قيرغيزي في سان بطرسبورغ وأسفرت عن مقتل 15 شخصاً وجرح 64 آخرين، علماً أن المدينة المذكورة ليست الوحيدة التي ترزح تحت وطأة التهديدات، فهناك موسكو وفولغوغراد وروستوف أيضاً. وفي ظلّ اتساع دائرة التهديد، أشاد محللون سياسيون روس بدور بلادهم في القتال في سوريا، إذ اعتبروا أن هناك انعكاساً إيجابياً له في الداخل الروسي قبل أشهر على كأس العالم، على اعتبار أن إضعاف المجموعات الإرهابية في الخارج سينعكس ضعفاً على كلّ التنظيمات الداخلية التي ترتبط بشكلٍ مباشر أو غير مباشر بكل النشاطات الإرهابية في الشرق الأوسط.
إذاً أجراس الإنذار حاضرة، لكنها صامتة بفعل الإرادة الروسية التي تعمل على تأمين كلّ السبل لإنجاح الحدث الكبير أمنياً، وما صمت هذه الإنذارات إلا لعدم إخافة العالم الذي تتجه أنظاره وشعوبه إلى موسكو في حزيران المقبل.



بريطانيا خائفة!


خرج وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ليطالب موسكو بضمانات لأمن المشجعين البريطانيين الذين يريدون حضور مباريات كأس العالم، إذ قال أمام لجنة برلمانية: «يعود إلى الروس ضمان أمن المشجعين البريطانيين الذين سيتوجهون إلى روسيا. من واجبهم بموجب العقد مع «الفيفا» أن يولوا انتباهاً لكل المشجعين»، مؤكداً أنه في الوقت الراهن «لا تعتزم لندن ثني الناس عن التوجه إلى هناك». وتابع: «التحدي الذي أُطلقه للسلطات الروسية هو أن تثبت أن البريطانيين الـ 24 ألفاً الذين يعتزمون حضور مباريات كأس العام سيُعاملون بشكل جيد وسيكونون في أمان». وقارن جونسون بين استضافة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين لمونديال 2018، وأولمبياد برلين 1936 في عهد الزعيم النازي أدولف هتلر. وردّاً على سؤال وجهه إليه نائب بريطاني عمّا إذا كان «بوتين سيستخدم المونديال كما استخدم هتلر أولمبياد 1936»، أجاب جونسون: «أعتقد أن المقارنة مع أولمبياد 1936 هي صحيحة بالتأكيد». ويبدو واضحاً، أن الوزير بوريس جونسون، لم يقرأ تاريخ بلاده جيداً، ولم يسمع بتضحيات الجيش الأحمر الكبيرة، التي أدت إلى القضاء على النازية. وإن كان الوزير، على الأرجح، يعرف التاريخ، وتعمد المقارنة «السخيفة»، كمحاولة للتشويش على النجاح الروسي في الاستضافة واستقطاب أنظار العالم.


أصداء

خطة زيدان للهداف «المغرور»


انضم «الدون» إلى فريق «السير» أليكس فرغيسون في صيف 2003، عندما دفع «الشياطين الحمر» وقتها 12.5 مليون يورو إلى رونالدو ــ حسب صحيفة «كالشيو مركاتو» ــ وتذكرت صحيفة الحدث، عندما استعرضت تصريحاً لزيمل كريستيانو السابق في اليونايتد، الجنوب أفريقي كوينتن فورتون. ويقول فورتون، إن رونالدو كان مغروراً منذ البداية، وعرّف عن نفسه بالقول:«أنا الأفضل»، مشيراً إلى أن بدايات نجم ريال مدريد الحالي لم تكن متوتّرة، بل على العكس كان يتمتّع بالثقة العالية في نفسه. في النهاية حظي كريستيانو رونالدو بمسيرة حافلة بالإنجازات على الصعيد الفردي والجماعي، بإحرازه العديد من الألقاب التي يحلم بها أي لاعب كرة قدم.
واليوم، يتّبع زين الدين زيدان مدرّب ريال مدريد خطّة ناجحة مع البرتغالي، ومن يتابع مباريات النادي الملكي الموسم الحالي، يلاحظ بأن «الدون» لم يشارك أساسياً في عديد من اللقاءات، بل أكثر من ذلك، كانت تشكلية «الميرينغي» تفتقد اسم رونالدو في القائمة المستدعاة في بعض المباريات. لكن يبدو أن الخطة نجحت، عندما سجل هدفه الأخير في مرمى أتلتيك بلباو الذي أنقذ فريقه من الخسارة الثانية توالياً في السانتياغو (بعد خسارة اليوفي الاخيرة)، معادلاً بذلك أطول سلسلة تهديفية له خلال 12 مباراة متتالية.
هكذا، اقترب كريستيانو من هدّاف الدّوري ليو ميسّي صاحب الـ29 هدفاً، الذي يبتعد عنه بـ5 أهداف. خمس مباريات باقية من «الليغا» ستحدّد هويّة «البيتشيشي» لهذه السنة، لكن إراحة المهاجم البرتغالي من قبل زيدان تعتبر من أنجح السياسات التي اعتمدها المدرب الفرنسي، فتخزين طاقة أهم لاعب في الفريق، والذي يبلغ من العمر 33 سنة، أدّى إلى انفجار «صاروخ ماديرا» ، حيث سجّل رونالدو 22 هدفاً خلال ال12 مباراة الأخيرة له مع «الملكي»، بحيث يحتلّ المركز الثالث بعيداً بثلاث نقاط عن الرّابع فالنسيا. هذا وسيلتقى ريال مدريد الأربعاء المقبل ببايرن ميونخ الألماني على أرضية ملعب «الآليانز أرينا» في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

اليوفا ترفض تقنية الفيديو


أكّد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) السلوفيني ألكسندر تشيفيرين عدم استخدام تقنيّة الفيديو (VAR) ضمن مباريات دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ورغم مصادقة الاتحاد الدولي لكرة القدم على استخدامها في بطولة كأس العالم (روسيا 2018) إلّا أن تشيفيرين أصرّ على تحفظّه في استخدامها في دوري الأبطال.
وأشار تشيفيرين في حديث له مع صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت»، إلى إمكانيّة استخدام تقنية الفيديو بداية من موسم 2019/2020 ، مضيفاً: «في الوقت الحالي، كل شيء ليس واضحاً بالنسبة إلى المشجعين والحكام. لا يمكننا السماح بهذا الأمر، رأيت بعض المواقف الكوميدية في ألمانيا، كأس إنكلترا وإيطاليا، يجب أن نجد حلاً للمشكلات وليس أن نحاول إرضاء أحد ما». وأنهى تشيفيرين حديثه مع الصحيفة الإيطالية، موضحاً شكّه في نجاح التقنية في مونديال روسيا المقبل: «أنا متخوف بعض الشيء بالنسبة لكأس العالم، حيث سنجد حكاماً لم يسبق لهم إدارة مباراة بهذه التقنية».
ولم تلق تقنية الفيديو النجاح المتوقّع منها في الدوريّات التي تستخدم فيها دائماً، لكنها برأي كثيرين، تبقى خياراً يوفر نسبة أعلى من العدالة.