بعد أدائه الجيد واللافت مع «لا روخا» استقطب سامباولي أعين الفرق الأوروبية ومن بينهم نادي برشلونة الإسباني. حاول تشلسي أيضاً الحصول على خدماته. لكن المدرّب الأرجنتيني حطّ الرّحال في ملعب سانشيز بيثخوان مع فريق الأندلس أشبيلية. موسم يتيم قضاه سامباولي مع أشبيلية قبل أن يُعيّن من قبل الاتحاد الأرجنتيني ليقود سفينة المنتخب الوطني. تولّي سامباولي لهذا المنصب لم يكن من باب الصدفة. المباريات التي كان قد قدّم فيها المنتخب الأرجنتيني أداءً باهتاً لا يرتقي لمستوى واسم المنتخب تحت قيادة المدرّب السابق باوزا، كانت سبباً أساسياً في تغييره. الصحف الأرجنتينية طالبت بإقالة باوزا، لتعيين «المخلّص» سامباولي معوّضاً له بسبب قيمة الأخير وأسهمه التي ارتفعت في مجال التدريب بعد نجاحاته القارية. جاء سامباولي. لكن الانتصارات لم تأت معه. انقلب الوضع جحيماً. ليو ميسّي سجّل ثلاثية في مواجهة الإكوادور أهّلت الأرجنتين إلى روسيا. سامباولي اليوم، لا يريد ديبالا حتى على الاحتياط. في الأمام هناك ميسي. ماذا عن خط الوسط؟

منذ 2010 وحتى الآن مرّ على المنتخب الأرجنتيني خمسة مدربين خلال ثماني سنوات. وهم توالياً: باتيستا، سابيلا، تاتا مارتينو، باوزا وأخيراً المدرّب الحالي للمنتخب خورخي سامباولي. والفريق ما زال على حاله: يتكل على صورة ليونيل ميسي، الذي يجد نفسه في اللحظة الحاسمة وحيداً. اللاعبون لم ينزلوا بالباراشوت. 11 لاعباً أرجنتينياً، أو فلنقل 10 لاعبين إلى جانب ميسي، بحاجة إلى «إعادة نظر»، أو بحسب ما ينقل المحللون، المدرب الأرجنتيني، بحاجة إلى «إعادة نظر». في الخط الأمامي، يستر ميسي عيوب الفريق. يسجّل ويصنع. يهدر المهاجمون، لكن ميسي لا ينفك يصنع الأهداف لمنتخب بحاجة إلى «إعادة بناء». الفكرة التي تردد دائماً من المتابعين مفادها بأن الأرجنتين تملك أفضل هجوم في العالم. جلّهم منتشر في أفضل الفرق الأوروبية. ديبالا وهيغوايين مع يوفنتوس، أغويرو من مانشستر سيتي، إيكاردي من الإنتر، دي ماريا من باريس وطبعاً ليونيل ميسّي من برشلونة. ستة أسماء يمكن تصنيفها من بين الأفضل في العالم. يكفي وجود اسم ميسي وحده لتعلم بأن خط الهجوم لدي المنتخب الأرجنتيني ليس عادياً. الدفاع ليس سيّئاً أيضاً. أوتامندي أحد أبرز الأسماء مع مانشستر سيتي الآن ويعتمد عليه كثيراً المدرب بيب. فازيو من روما. ماسكيرانو اللاعب السابق للبرسا. يمكن للمدرّب اللعب والاعتماد على مثل هذه الأسماء في الخلف، إضافة إلى روخو القوي من مانشستر يونايتد. وبإمكان سامباولي ارسال الكشافين لاستطلاع تالغليافيكو الذي يلعب كظهير أيسر، وإعادة أنسالدي الذي يلعب في جنوى إلى مركز الظهير الأيمن.
للصورة المكبّرة انقر هنا

مشكلة الأرجنتين تكمن في خط وسطه. الخط الأهم ما بين الخطوط الثلاثة، خط الرّبط ما بين الدّفاع والهجوم. كثيراً ما لاحظنا في مباريات المنتخب الأرجنتيني بأن ماسكيرانو الذي كان بالأساس لاعباً في وسط الملعب وليس مدافعاً كما لعب في برشلونة. يتقدم «ماسكي» ويحاول بنفسه إيصال الكرة إلى كل من ميسي وديماريا وغيرهم. «الزّبدة» هنا. اعتماد سامباولي في آخر مبارياته على لاعبين في خط الوسط أقل ما يقال عنهم «ليسوا بالمستوى المطلوب»، إلى جانب ماسكيرانو، إنزو بيريز وبيتزارو. الأوّل باعه فالنسيا وأرجعه إلى بلده. الثاني لاعب احتياطي في أشبيلية، لا يرى أرضية الملعب إلا في حال إصابة نزوزي الفرنسي (الذي يكافح في فرنسا للحصول على مكان في التشكيلة الاحتياطية)، إضافة إلى هذين اللاعبين يكون هناك لاعب ثالث ليكمل خط الوسط الأرجنتيني، تارةً يكون بيليا لاعب ميلان وتارة يكون بانيغا نجم أشبيلية.
لو استبدلنا كل من بيريز وبيزارو غير المقنعين، بكل من لو سيلسو نجم باريس سان جرمان الحالي، الذي ثبّت قدميه في التشكيلة الأساسية للمدرب الإسباني أوناي إيمري، إضافة إلى نجم روما السابق ولاعب نادي زينيت الروسي الحالي ليياندرو باريديس، فيصبح لدينا ثلاثياً في خط الوسط يتشكل من لوكاس بيليا ولوسيلسو وباريديس. ثلاثة أسماء يمكنهم أن يضاهوا أي خط وسط آخر في أي منتخب. هؤلاء اللاعبين يمكنهم أن يزيلوا العبء الكبير الذي يحمله ليو ميسي في صناعة اللعب.
21 سنة و23 سنة توالياً، إضافة إلى لاعب «خبير» بقيمة لوكاس بيليا ستكون توليفة يمكن أن يعتمد عليها خورخي سامباولي في روسيا، إضافة إلى بانيغا ولانزيني ولاميلا.
بإمكان سامباولي ارسال الكشافين لاستطلاع تالغليافيكو الظهير الأيسر وإعادة أنسالدي


لانزيني نجم نادي ويست هام هو الآخر ليس في حسابات سامباولي. لاعب صغير في السن يشغل مركز صانع الألعاب في الفريق. المشكلة ليست بالأسماء، بل في العقلية التي توارثها المدربين الأرجنتينيين، عن الديكتاتوريات التي حكمت البلاد. المنتخب بحاجة لمدرب جديد، إلى منقذ حقيقي، على غرار ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام ودييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد. وإذا اعتبرنا بأن سامباولي لا يهتم بالدوريات الضعيفة أوروبياً (باريديس ــ روسيا / لو سيلسو ــ فرنسا) ولو أن هذا الأمر يمثّل مقولة «عذر أقبح من ذنب»، فما التبرير الذي يمكن أن يعطيه سمباولي للأرجنتينيين بعدم استدعاء مانويل لانزيني؟ الإجابة واضحة. سامباولي ليس بحاجة إلى تقديم الأعذار، إذا يبدو، أنه لا يزال مصراً، على استبعاد أقرب لاعب في المستوى إلى ميسي. باولو ديبالا قد يغيب عن المونديال فعلاً!



ماسكيرانو أدى قسطه من العلى


هل سيشرك سامباولي المقاتل مساكيرانو أساسياً في المونديال؟ «ماسكي» يعد العمود الفقري للمنتخب في السنوات الأخيرة، إلاّ أنه وعلى خطى كثير من اللاعبين الكبار بدأ بالانحدار في المستوى ويلعب الآن في الدوري الصيني. الجدير بالذكر أن برشلونة استقدم مدافعاً صغيراً في السن هو مينا الكولومبي، وكأن بالنادي يريد أن يرسل لنجمه السابق رسالة بطريقة غير مباشرة بأن الأمر انتهى. فهم ماسكيرانو الأمر وغادر بود. ولكن هل سينتهي مع ماسكيرانو المنتخب؟ في تصريح له أعرب ماسكيرانو عن «نيّته في الاعتزال دولياً مع نهاية مونديال روسيا». الأمر يعود إلى المدرب سامباولي وخياراته «العجيبة». قد يستبعد بيليا وبانيغا ولانزيزي، ويحافظ على «المحارب المتعب»، من يعلم!

باستوري «الكحل ولا العمى»!


في حديثنا عن لاعبي خط الوسط الأرجنتينيين لا يمكننا نسيان أحد أفضل المواهب التي كان متوقّعاً منها الكثير. خافيير باستوري. لاعب باريس الحالي، الذي «دفن» نفسه في العاصمة الباريسية بعد فترة رائعة قضاها في باليرمو الإيطالي. ذو الـ28 سنة يلعب الآن موسمه السابع مع النادي. ليس أساسياً، يفتقد المباريات، وعند توافر العروض من فرق أخرى يرفض الخروج من أسوار باريس. لكن باستوري الاحتياطي يمكن إعتباره ــ على رغم كل شيء ــ أفضل من اللاعبين الحاليين الذي يستدعيهم المدرب سامباولي للمنتخب.


بيليا مهدد
يواجه نجم خط وسط وأحد أبرز لاعبي ميلان الإيطالي الموسم الحالي، الأرجنتيني لوكاس بيليا، خطر عدم المشاركة في مونديال روسيا مع منتخب «السيليستي». فقد أصيب بيليا في مباراة ميلان الأخيرة في الدوري الإيطالي أمام بينيفنتو، متذيّل ترتيب الدوري، ممّا دفعه إلى ترك ملعب سان سيرو عند الدقيقة الـ72 من عمر المباراة التي خسرها «الروسونيري» بنتيجة 1-0. وأكّد ميلان في بيان له على موقعه الرّسمي بأن «اللاعب الأرجنتيني خضع لعديد من الفحوصات الطبيّة التي كشفت عن إصابته بكسرٍ في فقرتين في ظهره». وأضاف البيان: «سننشر تشخيصاً مفصلاً في الأيام المقبلة بمجرد انتهاء جميع الفحوص الطبيّة الأخرى».
وسيغيب لاعب الارتكاز في خط وسط ميلان والمنتخب الأرجنتيني عن نهائي كأس إيطاليا أمام يوفنتوس في التاسع من أيّار/مايو المقبل. وبهذا ستكون ضربة قويّة للمنتخب ولمدرّبه سامباولي في المونديال الذي يعوّل كثيراً على لاعب من قيمة لوكاس بيليا في تشكيلته الأساسيّة.


أسماء من ذهب
يدخل المنتخب الأرجنتيني المونديال الرّوسي بتخمة واضحة ضمن خطّ الهجوم، ميسّي، دي ماريا، إيكاردي، أغويرو، ديبالا وهيغوايين، كلّها أسماء مطروحة لتكون ضمن تشكيلة «الألبي سيليستي» في روسيا. في المقابل، يفتقد منتخب المدرّب خورخي سامباولي لاعبي خط وسط على مستوى يوازي مستوى الهجوم في المنتخب الذي قدّم العديد من الأسماء اللاّمعة التي تركت بصمة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية والعالمية. الجميع يذكر «المايسترو» خوان ريكيلمي، نجم فريق برشلونة وفياريال والبوكا جونيورز السابق، أحد أفضل اللاعبين الذين ارتدوا ألوان الأرجنتين، بلمحاته التي كان يقدّمها في كل مباراة شارك فيها، بالإضافة إلى تمريراته المميّزة ومراوغاته السّاحرة. لعب أيقونة ناديه المفضّل «البوكا جونيورز» مع النجم الأوّل للمنتخب اليوم ليونل ميسّي في عديد من المناسبات. الآن ليو يلقي نظرة على من بجانبه، فيرى بيتزارو وماسكيرانو. اسم آخر، كان أحد النجوم الكبار في زمن الكرة الإيطالية الجميل، زمن «جنة كرة القدم»، فيرون، نجم خط وسط لازيو وبارما، بروحه العالية، صاحب «الغرينتا» التي اكتسبها من إيطاليا. ولسيرة الغرينتا لا بد من ذكر نجم الإنتر وأتلتيكو مدريد (ومدربه الحالي) دييغو سيميوني.