أعلن جان لويجي بوفون في المؤتمر الصحافي الذي عقدّه ظهر أمس الخميس في ملعب «أليانز»، أنه سيغادر يوفنتوس في نهاية الموسم الحالي. وكان الخبر متوقعاً بالنسبة إلى المتابعين، فيما لم يحدد بوفون ما إذا كان سيعتزل أم سيذهب إلى فريق آخر أو سيشغل منصباً إدارياً. وسيلعب بوفون مباراته الأخيرة أمام هيلاس فيرونا السبت المقبل: «الشيء الوحيد المؤكد في الوقت الحالي هو أنني السبت سألعب المباراة الأخيرة مع يوفنتوس. قبل 15 يوماً، كنت على يقين من التقاعد، ولكني تلقيت بعض العروض المهمة للغاية، من داخل وخارج الملعب، المهم أن يكون العرض بعيداً عن يوفنتوس، سأحسم الخيار في نهاية الأسبوع». كما عرف الجميع عن بوفون أخلاقه العالية التي توّجت مسيرته، استغل الحارس الكبير مؤتمره الصحافي ليعتذر للحكم الإنكليزي مايكل أوليفر، لما بدر منه بعد مباراة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وكان الأخير طرد بوفون. وقال بوفون: «من الواضح أنني تجاوزت الحدود وأنا آسف، ولكن كان وضعاً خاصاً للغاية. لا يمكنني فعل أي شيء آخر». سيصدر قرار الاتحاد الأوروبي النهائي في ما يخص هذه القضية في 31 أيار/مايو الحالي.
من خط الوسط إلى حراسة المرمى

استهل بوفون مسيرته الاحترافية مع فريق الشباب في بارما، قبل أن يصبح لاعباً أساسياً في الفريق الأول حيث خاض 168 مباراة. وفاز مع بارما بكأس إيطاليا، كأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي عام 1999. واكتشف نادي بارما موهبة بوفون عن طريق أحد محبي النادي، الذي أبلغ إدارة النادي وتم ضمه لفريق الناشئين، حيث بدأ في مركز الوسط وليس حارس المرمى. ولكن لم يستمر طويلاً حيث طالب بوفون أن يكون حارس مرمى، وقد لاقى ذلك قبولاً من المدرب آنذاك. كان هذا في عام 1991. تم استدعاؤه للفريق الأول بسبب إصابة الحارسين الأساسيين للفريق فكانت مباراته الأولى أمام ميلان عام 1995. في العام التالي، احتل بوفون المركز الأساسي في حراسة مرمى نادي بارما. سرعان ما ذهب إلى يوفنتوس، وبدأ الفصل الأطول في حكايته.



في 2001، انتقل إلى يوفنتوس مقابل 51 مليون يورو، حيث كان هذا يعدّ المبلغ كبيراً لشراء حارس مرمى. لكن أثبتت الأيام أن «الاستثمار» كان ناجحاً. لعب مع يوفنتوس 17 عاماً، وحقق مع «البيانكونيري» 10 ألقاب في الدوري الإيطالي وأربعة ألقاب في كأس إيطاليا، لكنه خسر ثلاثة نهائيات في دوري أبطال أوروبا. واستطاع خلال الفترة التي قضاها في تورينو، أن يحافظ على نظافة شباكه لـ 974 دقيقة في الدوري الإيطالي. وخاض بوفون 655 مبارة مع يوفنتوس في مختلف المسابقات، استقبلت شباكه 518 هدفاً وحافظ على نظافتها 310 مرة. ساهم بوفون في إحراز فريقه لقبه السابع توالياً في الدوري المحلي إضافة إلى الكأس المحلية بفوز فريقه على ميلان (4-0) في المباراة النهائية.

«أخطبوط» إيطاليا

بدأت مسيرة بوفون مع منتخب إيطاليا في 1997(أ ف ب )

بدأت مسيرة بوفون مع منتخب إيطاليا في 1997، سجل مع المنتخب رقماً قياسياً كأكثر من شارك مع منتخب «الأزوري» بـ 176 مباراة دولية. وحقق بوفون مع إيطاليا لقب كأس العالم في ألمانيا 2006 بعد الفوز على فرنسا بركلات الترجيح. وكان العام الأول لبوفون كأساسي مع المنتخب، فيما شارك في 4 مسابقات كأس عالم أخرى. ولعب بوفون مباراته الأولى دولياً ضد روسيا (1-1) في 29 تشرين الأول/أكتوبر عام 1997، والأخيرة ضد إنكلترا والتي خسرها فريقه (0-2) في آذار/مارس الماضي. واختير أفضل حارس مرمى من قبل الاتحاد الأوروبي عامي 2003 و2017 وحلّ ثانياً في السباق إلى الكرة الذهبية عام 2006 خلف مواطنه فابيو كانافارو. وكان بوفون مرشّحاً لخوض مباراة وداعية في الودية ضد هولندا في 4 حزيران/يونيو، لكنه قال: «لن أكون موجوداً. لست بحاجة إلى المزيد من التعاطف. يملك المنتخب الإيطالي حراساً كباراً وشباناً يتعيّن عليهم أن يعيشوا هذه التجربة».

اللحظات الصعبة

عاش بوفون العديد من الأوقات الصعبة مع فريقه يوفنتوس(أرشيف)

عاش بوفون العديد من الأوقات الصعبة مع فريقه يوفنتوس ومع منتخب إيطاليا. خسر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003 بركلات الترجيح أمام ميلان، وفي 2006 هبط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية بسبب قضية الفضائح التحكيمية (كالشيوبولي). بقي بوفون وفياً لفريقه بعد الهبوط إلى الدرجة الثانية، بالرغم من العروض التي وصلت إليه تُوِّج بوفون حينها بلقب دوري الدرجة الثانية. في 2015 خسر نهائي دوري الأبطال أمام برشلونة، وفي 2017 أمام ريال مدريد، لتشكل هاان الخسارتان الخيبتين الأكبر في مسيرته. كذلك، حلّت إيطاليا ثانية خلف إسبانيا في دور المجموعات في تصفيات كأس العالم 2018، مما أجبرها على خوض الملحق الأوروبي. فواجهت إيطاليا السويد، لكن الصدمة كانت بالخسارة ذهاباً ثم التعادل بدون أهداف في سان سيرو، لتفشل إيطاليا في التأهل إلى روسيا 2018، ويُحرم «جيجي» بذلك من المشاركة للمرة السادسة في كأس العالم، وتكون النهاية حزينة.