فاز ريال مدريد الإسباني بلقب دوري أبطال أوروبا للمرّة الثالثة على التوالي بعد فوزه على ليفربول الإنكليزي بثلاثية مقابل هدف يتيم للـ«ريدز». ما حدث يوم أمس يعتبر تاريخياً، فمع هذا اللقّب، أصبح «النادي الملكي» أول فريق يفوز بكأس ذات الأذنين ثلاث مرّات توالياً بقيادة مدرّبه الفرنسي زين الدين زيدان. الأخير أيضاً أصبح بدوره أوّل مدرّب في تاريخ كرة القدم يحقق اللقب ثلاث مرّات متتالية.بدأ اللقاء بطريقة توقّعها الجميع، ضغط عالي من ليفربول، وسيطرة بالطول والعرض على خط الوسط على الرّغم من الفارق الشاسع في إمكانيّات خط وسط «الملكي» وخط وسط «الليفر»، فكان كل من إيسكو كاسيميرو وكروس خارج المباراة في أوّل 20 دقيقة من عمرها. العديد من الكرات الضائعة كانت تخرج من أقدام لاعبي الريال، بينما في الجهة المقابلة، ثلاثي خط هجوم فريق ليفربول المكوّن من المصري محمد صلاح والبرازيلي فرمينو والسينيغالي ساديو مانيه قد شكّلوا خطراً كبيراً على دفاع ريال مدريد الذي لم يكد أن يقطع كرة إلّا وأن يعود ويخسرها بسرعة. لكن، سرعان ما استعاد ريال مدريد «شخصيته» في النصف الثاني من الشوط الأول.
جاءت الدقيقة 26، احتكاك واضح بين مدافع ريال مدريد وقائده سيرخيو راموس مع محمد صلاح، ما أدّى إلى خروج الأخير مصاباً بكتفه والدموّع تنهمر من عينيه وعيون جميع متابعي كرة القدم. صلاح أصبح خارج النهائي، دخل لالانا، هنا تبدّلت الأمور وتغيّرت أحوال الفريق الأحمر رأساً على عقب. وكأن بصلاح كان المهاجم والمدافع في ليفربول، ارتباك دفاعي واضح أدّى إلى تسجيل كريم بنزيما الهدف الأول في الدقيقة 43 إلّا أنه قد ألغي بداعي التسلل. الجدير بالذكر بأن داني كارفخال ظهير ريال مدريد قد خرج هو الآخر مصاباً وباكياً خلال الشوط الأولّ ليعوض عنه المدرّب زيدان بناتشو.
أبهر بايل العالم كلّه بهدف يعد من بين أفضل ثلاثة أهداف في تاريخ البطولة (ويب)

مع بداية الشوط الثاني، تحديداً في الدقيقة 51 من المباراة، وبخطأ لا يغتفر في المباريات الودّية، فكيف إذا كان في كييف، في نهائي دوري الأبطال، من حارس مرمى ليفربول، الألماني لويس كاريوس، يهدي كريم بنزيما كرة وهو لا يعلم بأنه قد أهدى الريّال اللقب الثالث عشر لهم في البطولة، سجّل بنزيما الهدف الأوّل. لم تمر سوى أربع دقائق حتى سجّل ساديو مانيه هدف التعادل للـ«ريدز»، بضربة رأسية بعد وصول الكرة إليه من ضربة ركنية. زيدان، دائماً ما يجد الحلول، في الدقيقة الـ60، أجرى المدرب الفرنسي ثاني تبديل له في المباراة بعد تبديل كارفخال الاضطراري، بإقحام الويلزي غاريث بيل مكاناً لإيسكو «المختفي»، أربع دقائق كانت كافية لأن يبهر بايل العالم كلّه بهدف يعد من بين أفضل ثلاثة أهداف في تاريخ نهائيات دوري الأبطال إن لم يكن أجملها، مقصيّة لم يستطع الحارس الألماني كاريوس أن يفعل لها شيئاً. هنا بدأت ملامح البطل بالظهور، ضغط كبير من النادي الملكي أسفر عن هدف ثالث من اللاعب ذاته غاريث بيل بتسديدة بعيدة أخطأ في التصدي لها الحارس كاريوس. على الورق ما حدث في ليلة أمس هو متوقّع، يورغن كلوب الذي ومع هذه الخسارة، أصبح في رصيده ستة نهائيات انتهت بخسارة للمدرب الألماني من أصل سبعة لعبها، فلا يمكنه أن يخوض نهائي لدوري الأبطال، بميلنر وهندرسون في وجه كروس وايسكو ومودريتش وكاسميرو وغيرهم من اللاعبين، الخسارة موجعة لجماهير الليفر، وإصابة «أبو صلاح» موجعة أكثر، إلّا أن هذا لا ينفي أن ليفربول قدّم موسماً استثنائياً وغير متوقّع ويحسب هذا له ولمدربه كلوب.