كثيرٌ من الأمور تغيّرت في نادي ميلان منذ ثلاث سنوات وحتّى الآن. تغيير في الإدارة، وفي المؤسسة المالكة للنادي. اليوم يمكننا الجزم أن ميلان عاد إلى السكّة الصحيحة. عدّة مؤشرات تجعلنا نتوقع عودة أفضل للميلان مقارنة بما كان عليه في السنوات «العجاف» الماضية. لعلّ أبرز مؤشّر إيجابي، هو إعلان النادي عن أن قائد ولاعب ميلان الأسطوري السابق باولو مالديني أصبح يمتلك منصباً إدارياً في ناديه. لماذا؟ باولو كانت لديه مقولة مؤثّرة جداً «عندما أخلع قميص الميلان، أشعر وكأن جسدي تلقائياً يتلوّن بالأحمر والأسود». لا يمكن لأي منّا أن ينكر العشق الذي يكنّه هذا اللاعب الكبير لناديه المحبب. لطالما كان الرئيس السابق للميلان سيلفيو برلسكوني يعرض على باولو مركزاً إدارياً في النادي، إلا أن جوابه كان سلبياً دائماً. جواب مالديني السلبي بسبب عدم ثقته بالرؤساء وبمن يسيطرون على النادي وعدم توافر الثقة اللازمة بمشروع جدّي يعود بناديه إلى منصات التوويج. اليوم الأمور اختلفت، ما أعطى باولو الثقة التي كان يفتقدها هو المدير الرياضي ليوناردو. صفقات ميلان بدأت واحدة تلو الأخرى، هيغوايين من يوفنتوس، باكايوكو من تشيلسي، كالدارا من يوفنتوس أيضاً وغيرهم الكثير. على مدرّب الـ«روسونيري» جينارو غاتوزو أن يبذل جهداً مضاعفاً في الموسم الحالي من الدوري، نظراً لتوفّر أدوات ذات قيمة أعلى من التي كانت في حوزته الموسم الماضي. اللاعبون الجدد، بالإضافة إلى ما يملكه النادي من زاد بشري حاضر كالتركي هاكان والإسباني سوسو، يرفع من مستوى التوقّعات الإيجابية، ويبشّر بموسم جيّد ينتظر أحد أكبر الفرق الإيطالية في التاريخ. قطب مدينة ميلانو الثاني إنتر أو الـ«نيراتزوري». برأي الكثيرين سيكون الإنتر المرشّح الأكبر لمقارعة فريق «السيدة العجوز» على «السكوديتو» بقيادة مدرّبه لوتشيانو سباليتي. الأخير، بعد أن قضى موسمه الأول (الموسم الماضي) كمدرب للإنتر، لم يكن ذلك المدرّب الذي كان ينتظره مشجعو «الإنتيريستا». إنهاء الدوري في المركز الرّابع لم يكن طموح الإدارة والجمهور، ولكن ما أنقذ سباليتي هو التأهّل إلى دوري الأبطال في الموسم الحالي ولو حصل ذلك في آخر الجولات. لكن هذا ليس ما طمحت إليه الجماهير، فحلم كل فريق إيطالي الآن هو اللقب ولا شيء غيره. يبدو لنا، وخصوصاً مع دراسة سوق الانتقالات الذي قامت به إدارة «النيراتزوري»، أن هذه السنّة ستكون مختلفة عن سابقاتها. صفقات عززّت فيها الإدارة الفريق في عدة مراكز، ومن المتوقّع أن لا تنتهي الأمور عند هذا الحد، فالسوق مفتوح في الإنتر، وسنشاهد صفقات أخرى مقبلة (صفقة كيتا بالدي من موناكو مثلا). يعتبر رادجا ناينغولان البلجيكي، ربّما أفضل صفقة للإنتر خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، صفقة من المتوقّع أن تعطي الإضافة إلى خط الوسط حيث سيكون الى جانب كل من فيتشينو والكرواتي بروزوفيتش. سبع صفقات أبرمها النادي في الميركاتو الصيفي ستساعد المدرّب سباليتي على أن يقف من جديد على قدميه. يلعب المدرّب «الثعلب» بطريقة لا يمكننا وصفها لا بالدفاعية ولا حتّى بالهجومية، طريقة متوازنة بين الطريقيتين.