تأسّس الاتّحاد الألماني لكرة القدم عام 1900، وفور تأسيسه شكّل الاتّحاد بطولة لكرة القدم الألمانيّة تقام بين أبطال الأقاليم والّذين يلعبون بنظام خروج المغلوب، وسمّي الدّوري عام 1933 بدوري المقاطعات وذلك أثناء الحكم النّازي، ثمّ تغيّر الاسم بعد الحرب العالميّة الثّانية ليسمّى «الدّوري الأعلى».في عام 1963 تحوّل دوري المقاطعات إلى الدّوري الألماني المعروف اليوم بالبوندسليغا، أي الدّوري العالي المستوى، ويعتبر هذا الدّوري أوّل دوري للمحترفين على مستوى ألمانيا.
الدّوري الألماني رغم قلّة الأضواء عليه، يعتبر أحد أقوى الدّوريات من حيث التّنظيم والتّنافسيّة. صحيحٌ أنّ الحقبة الأخيرة شهدت هيمنة كاملة لعملاق بافاريا على الدّوري المحلّي، إلّا أنّ قوّة الدّوري الألماني يشهد عليها تتويج 28 نادياً مختلفاً باللّقب منذ بداية انطلاقته كأكثر دوري توّجت به أندية مختلفة باللّقب المحلّي بين الدّوريات الأوروبّيّة الخمس الكبرى في التّاريخ. إضافةً إلى ذلك تحتفظ خزائن الدّوري الألماني برقم يصعب أن يتكرّر حيث سُجّل تحقيق ثمانية أندية مختلفة للّقب بثماني سنوات متتالية. رقم ينمّ عن مدى قرب المستويات بين فرق الطّليعة.
المنافسة «الشّرسة» بين النّوادي الألمانيّة على الألقاب المحلّيّة، تنتج عن العقليّة الألمانيّة بحدّ ذاتها، إذ أنّ الألمان معروفون بعدم الاستسلام والإصرار حتّى الرّمق الأخير، وأسلوب الألمان بطريقة اللّعب متشابه بشكلٍ كبير، فنشهد الفرق الكبيرة والصّغيرة تلعب الضّغط العالي وتُحسن استخراج الكرة بسلاسة وتمريرها بسرعة بين الخطوط. ويعود القرب بالمستوى بين الأندية الألمانيّة لغنى أغلبيّة الفرق، حيث يشهد الاقتصاد الألماني استثمارات كبيرة، يأتي جزء كبير منها في عالم كرة القدم ما يدرّ على الأندية الكثير من الأموال، إضافةً إلى تقارب ثقافة اللّعب ما يجعل أي لاعب ألماني من أي فريق قادر على تمثيل منتخب الـ«مانشافت».
وفي دراسة أجرتها مجلّة «world soccer» الإنكليزيّة في عام 2015، حصل الدّوري الألماني على المركز الأوّل كأفضل دوري في العالم بعد أن حاز 60 نقطة متقدّماً على الدّوري الإنكليزي الحاصل على 55 نقطة، وقد أجريت الدّراسة وفقاً لثمانية معايير اختارتها المجلّة.
خلال العشر سنوات الماضية، تضمّنت تلك المعايير متوسّط الحضور الجماهيري، الدّخل الإجمالي، متوسّط عدد الأهداف، عدد الأندية المتوّجة بالألقاب، عدد المدرّبين الحائزين ألقاباً بارزة، عدد الملاعب المنشأة حديثاً، توافر النّجوم، إضافةً لمدى النّجاح بالبطولات القارّيّة، وحقّقت الملاعب الألمانيّة أعلى نسبة حضور للجماهير متفوّقة على باقي الدّوريات، إذ يبلغ متوسّط عدد الجماهير 45.116 في كلّ ملعب، يعود ذلك للدّخل العالي للمواطن الألماني مقارنةً بباقي الدول الأوروبيّة.
صحيفة بيلد الألمانية نقلت حماسة الشارع الألماني الذي يترقب عودة الدوري، معتبرة أن عشاق كرة القدم في ألمانيا سعداء بالتغييرات التي قامت بها معظم الأندية الألمانية، والتي من شأنها أن تضفي تنافسية على الدوري المحلي. وقالت بيلد إن فكرة الأندية الألمانية منع اللاعبين من استعمال هواتفهم المحمولة قبل انطلاق الدوري لاقت استحساناً من قبل المشجعين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة تصب في مصلحة كرة القدم، وتساعد اللاعبين على التركيز أكثر على التدريبات. رغم قوّة الدّوري الألماني إلّا أنّ الدّوري الإنكليزي يظلّ الأفضل بأعين الكثير من المشاهدين، يعود ذلك لمدى ضخّ الأموال على حقوق البثّ وتوزيع الجوائز الماليّة على الأندية، حيث يحصل الهابط من الدّرجة الأولى الإنكليزيّة أكثر ممّا يحصل عليه حامل اللّقب في الدّوري الألماني ما يجذب النّجوم والأضواء للدّوري الإنكليزي نظراً لكثرة الأموال. كما أن متابعة المشاهد لكمّ النّجوم وغزارة الأهداف في كلّ مباراة سيجعله يميل للـ«بريميرليغ» على حساب باقي الدّوريات بطبيعة الحال. وعلى الرّغم من «الملاحم» الّتي تحصل في كلّ جولة من الدّوري الإنكليزي، يبقى الدّوري الألماني أعلى فنّيّاً من نظيره الإنكليزي، حيث يبنى اللّعب في الأراضي الألمانيّة على التّنظيم والتّسلسل الهرمي المتوازن بالكرة، ما يجعل الألمان يصلون أبعد من الإنكليز في البطولات الأوروبّيّة إضافة إلى كأس العالم.

بواتينغ خارج البايرن!


صرّح رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني أولى هونيس بأنّ نسبة خروج نجمه الألماني جيروم بواتينغ من بقائه هي 50-50، وأكّد هونيس أنّه لا يمانع خروج اللّاعب بعد سبع سنوات قضاها داخل أسوار القلعة البافاريّة في حال الحصول عل عرض جيّد، حتّى لو تمثّل بعقد إعارة شرط أن يتخلّل بند إلزاميّة الشّراء. وكانت أندية مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان أبرز المهتمّين بالنّجم الألماني، إلّا أنّه مع إغلاق سوق الانتقالات في الدّوري الإنكليزي باتت باريس الوجهة الأفضل لابن الـ29 عاماً.

عودة «الابن الضالّ»


يقترب نجم باريس سان جيرمان الألماني جوليان دراكسلر من العودة إلى الدّوري الألماني، وقد يشكّل نادي شالكه الباب الواسع لعودة النّجم الألماني بعد سنتين من عدم الاستقرار بين أسوار حديقة الأمراء. وتعدّ مخالفة قواعد اللّعب المالي النّظيف السّبب الرّئيسي لترك دراكسلر النّادي الباريسي، حيث يأمل هذا الأخير بتحقيق مبلغ جيّد جرّاء بيع النّجم الواعد لترميم ما خلّفه الخروج من دوري الـ 16 في آخر نسختين من دوري الأبطال من ضررٍ مادّي في خزائن النّادي الباريسي. عودة دراكسلر إلى ناديه الأمّ سيعزّز من أمال وصيف دوري الموسم الماضي لمنافسة البايرن على اللّقب هذا الموسم.

أدلر لا يزال حيّاً


نفى حارس فريق ماينز الألماني رينيه آدلر التّقارير الّتي أشارت إلى انتهاء مسيرة اللّاعب الرّياضيّة بسبب إصابته في الرّكبة. وصرّح ابن الثّلاثة والثّلاثين عاماً للصّحافيّين إلى أنّ الأخبار المتداولة في الوسط الرّياضي لا أساس لها من الصّحّة، حيث قال: «لا توجد نهاية، ولكن موعد عودتي إلى الملاعب ما زال مفتوحاً».
وعانى أدلر من الإصابة خلال مشاركته في تدريبات الفريق الشّهر الماضي، واضطرّ للخضوع إلى جراحة في الرّكبة، وأكّد أنّه يسعى للعودة سريعاً لكنّه تعرّض لبعض الانتكاسات خلال عمليّة إعادة التّأهيل.

أصغر المدافعين في تاريخ البوندسليغا


يدخل نادي بروسيا دورتموند الموسم الجديد كاتباً التّاريخ باعتماده على أصغر ثنائيّ دفاعيّ في تاريخ البوندسليغا. فبعد ذهاب سوكراتيس إلى نادي أرسنال الإنكليزي، قام بروسيا دورتموند بالتّوقيع مع قلب دفاع نادي ماينز الفرنسي عبده ديالو في صفقةٍ قدّرت بـ 28 مليون يورو ليشكّل ابن الـ 22 عاماً برفقة السّويسري مانويل أكانجي (23 عاماً) أصغر ثنائيّ دفاعيّ في تاريخ البوندسليغا. وصرّح أكانجي عن مدى سعادته بإتمام الصّفقة مشيداً بالإمكانيّات الهائلة الّتي يمتلكها ديالو، رافعاً التّحدّي أمام الجميع للفوز بالألقاب.

ليفاندوفسكي يخرج عن صمته


أفصح الهدّاف البولندي ونجم بايرن ميونخ المهاجم روبرت ليفاندوفسكي عن الأحداث الّتي حصلت في الآونة الأخيرة بخصوص شائعات انتقاله خارج القلعة البافاريّة. وأكّد ليفاندوفسكي لصحيفة بيلد الألمانيّة أنّه كان قريباً جدّاً من ترك النّادي البافاري وذلك بعد أن وُجّهت له انتقادات لاذعة دون الدّفاع عنه من قبل رؤساء النّادي. ولم ينكر هدّاف الدّوري الألماني بأنّه استمع بالفعل لعدّة عروض قبل بداية كأس العالم إلّا أنّ دعم الجماهير المستمرّ له وحبّهم الكبير حالا دون تحقيق ذلك. وأكّد ليفا استقراره حاليّاً وتطلّعه لبدء الموسم الجديد برفقة زملائه.

بايرن أكبر من اللّاعبين


انتقد المدير التّسويقي لنادي بايرن ميونخ تعاقد يوفنتوس الإيطالي مع البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال فترة الانتقالات الصّيفيّة الحاليّة، حيث أكّد يورغ فاكير أنّ التّعاقد مع كريستيانو رونالدو من حيث التّسويق فكرة لا تتوافق مع سياسة بايرن ميونخ إذ إنّ النّادي الألماني يرفض أن تتفوّق العلامة التّجاريّة للاعب ما على النّادي. وتطرّق الرّئيس بشكل غير مباشر إلى أنّ راتب رونالدو الباهظ سيدخل اللّاعبين في صراعات داخليّة مع الإدارة، الأمر الّذي فضّل أن يتحاشاه النّادي الألماني خاصّة أن صفقة انتقال رونالدو مع الراتب والمكافآت ستصل لنّصف مليار يورو تقريباً.

كلّ الطرق تؤدّي إلى بريمين


وقّع اللّاعب المخضرم البيروفي كلاوديو بيتزارو على عقد مع نادي فيردر بريمين للمرّة الخامسة في تاريخه، إذ إنّ أسطورة النّادي فضّل ختام مشواره بعد أن بلغ الأربعين عاماً برفقة النّادي الّذي بدأ معه مسيرته الأوروبّيّة. ورحّب النّادي الألماني بطلب اللّاعب حيث قدّم له عقداً قابلاً للتّجديد وذلك تبعاً لأدائه. وعلّق بيتزارو على انتقاله قائلاً: «أنا سعيد لحصولي على فرصة للانضمام إلى الفريق مجدّداً وإنهاء مسيرتي مع النّادي الّذي بدأت معه مشواري في أوروبا، أتشوّق من أجل تقاسم خبرتي ولا أخفي أنّي أودّ تسجيل الأهداف أيضاً، أنا مقتنع أنّنا سنخوض موسماً قويّاً معاً».

شالكه يفترق عن أديداس
بعد شراكةٍ دامت خمسة وخمسين عاماً، فضّ نادي شالكه شراكته مع شركة أديداس ليوقّع عقداً جديداً مع umbro. قرار فضّ الشّراكة جاء من إدارة شالكه بعد أن خفّضت أديداس عائداتها المالية على خزينة النّادي في العقد الجديد الّذي كانت ستبرمه، الأمر الّذي رفضه نادي شالكه بعد أن وصله عقد رعاية أفضل من قبل umbro. فضّ الشّراكة جعل نادي بايرن ميونخ النّادي الألماني الوحيد الّذي ترعاه شركة Adidas نظراً لنجاح النّادي الكبير محلّيّاً، وما يدرّه هذا النّجاح من أرباح على الشّركة.

صحوة المارد الأصفر


يدخل بروسيا دورتموند الموسم الجديد وهدفه الأوّل مقارعة بايرن ميونيخ من جديد. فبعد خروجه باكراً من المنافسة على لقب الدوري الموسم الماضي، قرّرت إدارة النّادي استقطاب العديد من اللّاعبين. سوق دورتموند القوي تمثّل بجلب ستّة لاعبين جدد وهم الحارس السويسري ماروين هيتز حارس مرمى اوغسبورغ، وماريوس وولف جناح فرانكفورت، وتوماس ديلاني محور نادي بريمين، إضافة الى إيريك أوليسكيتجل حارس نادي بريمين، وعبدو ديالو قلب دفاع نادي ماينز وارتكاز نادي تانجين الصّيني اللّاعب البلجيكي أكسل فيتسيل، ومع الحفاظ على كلّ من كريستيان بوليسيتش وجوليان فيغل يبدو أنّ منظومة المارد الأصفر باتت أمتن، وتبقى نقطة الضّعف الأبرز في النّادي عدم وجود رأس حربة ليعوّض رحيل بيير امريك أوباميانغ، إذ إنَ النَادي الألماني لم يستطع شراء عقد ميتشي باتشوايي الّذي تألّق معه الموسم الماضي بعد أن جاء على سبيل الإعارة. ومع قدوم رأس حربة جيّد للنّادي سيشكّل دورتموند برفقة شالكه منافسين حقيقيّين لمقارعة بايرن على اللّقب وإنهاء سطوةٍ دامت ستّ سنوات متتالية.