خرج لاعب خط الوسط في فريق مانشستر يونايتد وحامل لقب كأس العالم مع المنتخب الفرنسي بول بوغبا عن صمته، وأعرب عن وجهة نظره. وربّما هي وجهة نظر جميع مشجعي «الشياطين الحمر» في الآونة الأخيرة. بعد التعادل المخيّب بنتيجة 1-1 للفريق أمام ولفرهامبتون في الدوري، وفي الأولد ترافورد، عبّر بول بوغبا عن استيائه في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، قائلاً: «نلعب في ملعبنا وبين جماهيرنا، يجب أن نهاجم ونهاجم ونهاجم، الفرق الأخرى تخاف من الأولد ترافورد إذا هاجمنا، ولكننا لا نهاجم». يرد الصحافي ويسأل بول: «لماذا لا تهاجمون؟»، الجواب ببساطة أتى من بوغبا :«أنا لست المدرب!». تصريحات «ناريّة» من قبل لاعب ربّما قضى أسوأ فتراته في مسيرته الكروية عندما انتقل إلى اليونايتد، فالجميع يعلم من هو بول بوغبا الذي كان لاعباً في صفوف فريق السيدة العجوز يوفنتوس، ومن هو بوغبا مانشتسر يونايتد، أو بمعنى أدق، من هو «بوغبا مورينيو».لم تتوقّف تصريحات بوغبا عند هذا الحد، بل وعندما سأله الصحافي عن الأداء السيئ لزميله في الفريق التشيلي أليكسيس سانشيز، فلم يكن أكثر لطفاً: «ماذا تنتظر من لاعب كان في أرسنال، وجاء إلى فريق مختلف تماماً، هو لاعب ممتاز ويحتاج إلى الوقت لكي يتأقلم». فتح نجم خط الوسط الفرنسي الجبهة على مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو. والأخير لم يسكت عمّا قاله بوغبا، بل إن الأمور أخذت منعرجاً آخر، اختصر بعدم إدراج اسم بول ضمن القائمة المستدعاة لمباراة الفريق الأخيرة الذي لعب يوم أمس، أمام فريق دوري الدرجة الأولى الإنكليزية ديربي كاونيت بقيادة مدربه اللاعب السابق لتشيلسي فرانك لامبارد، ضمن بطولة «كأس كاراباو». على الورق، كانت المباراة سهلة بالنسبة لوكاكو ولزملائه، إلّا أن ما حدث لم يكن متوقعاً. خرج «الشياطين الحمر» ـ الذين لم يعودوا «شياطين» بعد الآن ـ من البطولة على يد ديربي كاونتي بركلات الترجيح، بعد أن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2 وأين، في الأولد ترافورد.
أعلن البرتغالي أن لاعبه الفرنسي بوغبا لن يكون قائد الفريق الثاني(أ ف ب )

في هذه الأجواء، وفي المؤتمر الصحافي بعد المباراة، استمرت الحرب الكلاميّة بين كل من موريينيو وبوغبا. فقد أعلن البرتغالي أن لاعبه الفرنسي بوغبا لن يكون قائد الفريق الثاني بعد الآن، رافضاً أن يربط هذا القرار بأي شيء حدث في السابق: «هذا قراري، وأنا المدرب هنا، وأنا من أعلن مثل هذه القرارات». حتّى أن الأمور اتجهت إلى أن الصحف الإنكليزية على غرار «غارديان» و«اكسبرس» و«ديلي ميل» قد ذكرت في تقاريرها بأن النجم الفرنسي قد أبلغ فعلاً مورينيو بأنه «لم يعد يحتمل البقاء في النادي ويريد الذهاب إلى محطة أخرى، ستكون محصورة بين فريقين فقط: برشلونة الإسباني ويوفنتوس الإيطالي».
ذكرت تقارير صحافية أخرى من قناة «بي إن سبورتس» بأن بوغبا قد أبلغ مورينيو ورئيس النادي إدوارد بأن الذهاب إلى برشلونة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، هي أبرز أولوياته، وأن وكيل أعماله مينو رايولا قد بدأ فعلاً بإجراء الاتصالات مع الفريق الكاتلوني. بينما نشرت شبكة «سكاي سبورتس» شريطاً مصوّراً من تدريبات مانشستر يونايتد يظهر فيه جو من «عدم الرّاحة» بين طرفي النزاع (بوغبا ومورينيو).
مسلسل طويل، ما بين بوغبا واليونايتد ومورينيو، لن ينتهي من دون أن يطير اسم من بين هذين الاسمين خارج النادي، والذي من المتوقّع أن يكون بوغبا. يعتبر النجم الفرنسي أحد ضحايا مورينيو، ويوجد مثله في فريق دربه «مو». كاكا في مدريد، ماتا في تشيلسي، واليوم بوغبا في اليونايتد. من بعدهم؟