بعد كريستيانو رونالدو، نجمٌ آخر في طريقه للمغادرة عن قلعة الميرينغي. خللٌ واضح ظهر في صفوف ريال مدريد بعد أن هجرهم هدّافهم التّاريخي إلى إيطاليا، يسعى فلورنتينو بيريز ألّا يضاعفه برحيل لوكا مودريتش المحتمل. في الصّيف الماضي، كثرت الإشاعات عن لوكا، حيث كان أفضل لاعب في العالم حاليّاً قريباً جدّاً من الانتقال إلى إنتر ميلانو الإيطالي. خطوةٌ فضّل رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز التّروّي تجاهها، حيث اعتبر أنّ التّخلّي عن نجمين أساسيّين بحجم رونالدو ومودريتش في سنةٍ واحدة بمثابة «المقامرة». علماً أنّ رحيل مودريتش في هذه المرحلة الحسّاسة سيضعف منظومة الرّيال، خصوصاً أنّ الفريق يمرّ بمرحلة تغييريّة بعد مجيء المدرّب الإسباني جولين لوبيتيغي.بعد الاستقرار في تشكيلة المدرّب الجديد، بدأ فلورنتينو يفكّر في التّخلّي عن نجمه الأوّل. يدرك الرئيس جيّداً أنّ عامل العمر يقف بوجه مودريتش. ابن الـ 33 عاماً لن يستطيع خدمة خطّ وسط الرّيال أكثر من عامين، وفوزه أخيراً بجائزة أفضل لاعب بالعالم على حساب كلّ من نجم الفريق السّابق كريستيانو رونالدو والنّجم المصري محمّد صلاح، سيرفع بالتّأكيد من قيمة اللّاعب السّوقيّة على رغم عمره المتقدّم. لم ييأس الإنتر من محاولة ضمّ النّجم الكرواتي في الصّيف، بل أنّه كثّف مجهوده في الفترة الأخيرة لمحاولة ضمّه في الانتقالات الشّتوية. يدرك الإنتر جيّداً ما سيقدّمه مودريتش إلى الفريق. شراكةٌ مع رادجا ناينغولان ستكون الخطوة الأولى لمقارعة اليوفي على الألقاب المحلّيّة من جديد. بعيداً عن الجانب الفنّي، فإنّ مودريتش باسمه في الوسط الكروي، سيدرّ على خزائن النّادي أموالاً تضاعف المبلغ الذي سيدفعه الملّاك الصّينيّون لإتمام الصّفقة، إذ إنّ بيع قمصان اللّاعب قد تكون وحدها كفيلة لسدّ القيمة المدفوعة، تماماً كما حصل مع كريستيانو رونالدو عندما ذهب إلى اليوفي.
شراكةٌ مودريتش مع ناينغولان ستكون الخطوة الأولى لمقارعة اليوفي(أ ف ب )

بحسب معلومات أخذت من مصادر إيطاليّة، ذكر موقع «ذا صن» أنّ بيريز قد يحرّر مودريتش أخيراً في الانتقالات الشّتويّة المقبلة بعد الرّغبة الملحّة التي أبداها اللّاعب في الانتقال إلى الدّوري الإيطالي. ولكن ذهاب قائد آخر من قادة الفريق، سيترتّب على إثره فتح خزينة بيريز. الرّجل الذي لم يعوّض رحيل كريستيانو، لن يذوق من نفس الكأس مرّتين، إذ يظهر جليّاً مدى افتقاد الرّيال لرونالدو، رونالدو القائد قبل رونالدو الهدّاف. جزءٌ كبيرٌ من شخصيّة الرّيال اندثرت بعد رحيل ابن ماديرا، وهو ما سيتحاشاه الرئيس الأبيض. المعادلة سهلة على الورق، ذهاب لاعب بحجم مودريتش سيقابله مجيء لاعب من نفس القيمة. على الورق كلّ شيء سهل، أمّا الكلمة الأخيرة تعود لأرض الواقع. يتردّد في الوسط الرّياضي أنّ بيريز لن يسمح برحيل مودريتش إلّا في حال قدوم أحد نجمي باريس سان جيرمان، البرازيلي نيمار دا سيلفا أو النّجم الفرنسي الصّاعد كيليان مبابي. الصّدمة التي تلقّاها ابن السّيليساو عقب حفل الفيفا السّنوي، بعدم وضعه في أفضل تشكيلة لعام 2018، قد تفتح الباب لعودته من جديد لإسبانيا، في ظلّ عدم وجود فريق آخر قادر على دفع قيمة البند الجزائي نظراً لقواعد اللّعب المالي النّظيف. قد يبدو الوضع أصعب لمبابي، حيث سيلعب صغر سنّ اللّاعب عامل مهمّ برفع قيمته السّوقيّة، إضافةً لعدم رغبة رئيس النّادي الباريسي القطري بالتّفريط في اللّاعب نظراً لأدائه اللّافت، الذي يعوّل عليه رئيس النّادي للفوز بدوري أبطال أوروبا.
في حال عدم إمكانيّة استقطاب أيّاً من النّجمين، سيتّجه بيريز إلى الخيار الثّالث المتمثّل بالنّجم البلجيكي إيدين هازار، حيث أنّ إمكانيّة استقطابه تبدو أسهل من نظرائه الباريسيّين. وستشكّل رغبة اللّاعب العلنيّة للذّهاب إلى ريال مدريد، إضافةً لإعارة كوفاسيتش إلى النّادي اللّندني من دون أحقّية الشّراء، ورقة ضغط في يد فلورنتينو، الذي قد يلعبها في الصّيف المقبل، نظراً لتصريح أكّد من خلاله اللّاعب البلجيكي أنّه سيستكمل موسمه الحالي مع تشيلسي. صفقةٌ تبادليّة في الصّيف إضافة لمبلغ من المال قد تكون كفيلة بجلب نجم تشيلسي الأوّل إلى قلعة السّانتياغو بيرنابيو.