أتى موعد المباراة التي تعتبر من بين أكثر المباريات مشاهدةً حول العالم، وأكبرها من ناحية الشعبية التي يتمتّع بها الفريقان، مباراة «دربي ديلا مادونينا»، دربي الغضب بين كل من إنتر ميلانو وميلان. سيكون ملعب «سان سيرو»، أو ملعب «جوسيبي مياتزا» كالعادة ممتلئاً عن آخره. الجماهير الإيطالية تحب الدربي، ولكنها في الوقت عينه، لا تحب خصمها في الدربي. دربي ميلانو، من بين أبرز دربيات العالم، إلى جانب دربي مانشستر في إنكلترا، دربي مدريد في إسبانيا وغيرها من المباريات. يحتل الإنتر المركز الثالث، بينما يقبع الميلان بدوره في المركز العاشر، لكن كل ذلك يبقى بلغة الأرقام. كما يعلم الجميع، لغة الدربي دائماً ما تكون مختلفة، ويكون الملعب التاريخي في ميلانو مترجماً لها.بستة انتصارات متتالية، من بينها أربعة انتصارات في الدوري، يدخل الإنتر ومدربه لوتشيانو سباليتي المباراة واضعاً نصب عينه الفوز ولا شيء غيره. لنترك الترتيب والأرقام جانباً، فخسارة الدربي، تعتبر خسارة مغايرة، بل أقصى من خسارة اللقب بالنسبة إلى هذين الفريقين. سباليتي، متسلحاً بسلسة الانتصارات التي يحققها الفريق في الآونة الأخيرة، يعلو كعبه عن مدرب القطب الآخر من المدينة جينارو غاتوزو. الأخير، بدأ شيئاً فشيئاً يجد نفسه كمدرب للفريق اللومباردي، وتحديداً في المباراتين الأخيرتين، حقق غاتوزو وفريقه ميلان انتصارين أمام كل من ساسولو الفريق الذي فاجأ الجميع هذه السنة في الدوري، إضافة إلى الفوز الأخير للفريق في الدوري أمام كييفو. 10 أهداف في 3 مباريات، تعطينا فكرة عن مدى الفكر الهجومي الذي يحاول دائماً غاتوزو أن يفرضه في المباريات، ويخرج من رأسه أفكاره الدفاعية التي ربما لا تزال راسخة منذ أن كان لاعباً يشغل مركز لاعب الارتكاز. نقطة إيجابية يجب التطرّق لها، وهي «الفورما» الكبيرة التي يعيشها الآن مهاجم الـ«روسونيري» الأرجنتيني غونزالو هيغوايين. ستة أهداف من أصل سبع مباريات شارك فيها لاعب نابولي ويوفنتوس وريال مدريد السابق، هي حصيلة هيغوايين مع الميلان. الجدير بالذكر هنا، الأرقام تثبت، بأن أفضل انطلاقة بالنسبة إلى هيغوايين مع فرق الدوري الإيطالي، هي برفقة ميلان (6 أهداف من 7 مباريات). على الجانب الآخر، يمتلك النادي الذي له علاقة مميّزة تاريخياً مع اللاعبين الأرجنتينيين، مهاجمَين أرجنتينيَين، ماورو ايكارد قائد الفريق، وبديله الصفقة الجديدة لوتارو مارتينيز. دائماً ما كان للاعبين الأرجنتينيين دور كبير في الإنتر، خافيير زانيتي الظهير الأيمن والقائد التاريخي للفريق، المهاجم المميز دييغو ميليتو والذي سجّل هدفي المباراة النهائية لدوري الأبطال أمام البايرن، ايستيبان كامبياسو وغيرهم الكثير.
رفض باكيتا بايرن ميونخ وريال مدريد وفضّل ميلان


كما هي حال الإنتر، الميلان لديه علاقة تاريخية أيضاً مع اللاعبين البرازيليين. القائمة طويلة، من أفضل لاعب في العالم ريكاردو كاكا، لألكساندر باتو، الساحر رونالدينو، رونالدو وغيرهم الكثير والكثير. اليوم، المعالدلة مختلفة، اللاعب البرازيلي أو النجم البرازيلي غائب عن ميلان. ما الحل؟ تعاقدت إدارة النادي ربما، مع أفضل كشّاف للمواهب في السنوات الأخيرة، المدير الرياضي الحالي للروسونيري ليوناردو أراوجو، أو ما يعرف بليو. المدير الذي استقطب كلاً من باتو وتياغو سيلفا لميلان، يحاول الآن، وبحسب الصحف الإيطالية التعاقد مع موهبة برازيلية جديدة: لاعب فلامينغو وصانع ألعابه باكيتا. الأخير، رفض عروضاً من البايرن ومن ريال مدريد، وكان إصراره واضحاً بالانضمام إلى ميلان.
المباراة بين الغريمين التقلديين، ستحمل معها أكثر من نتيجة بعد نهايتها. لعلّ أبرز هذه النتائج، مصير المدرب جينارو غاتوزو، والذي سيخوض اختباراً جدياً اليوم أمام الإنتر. الأخير، سيكون مدعوماً من الجماهير، وذلك نظراً إلى احتساب المباراة على أنهّا في ملعب الإنتر، إضافة إلى ذلك، سيكون نجوم الإنتر، وتحديداً الفريق الذي توّج بلقب دوري الأبطال في 2010، حاضرين في المدرجات، كل من ميليتو، الحارس جوليو سيزار، الظهير الأيمن مايكون، والكبير خافيير زانيتي، إضافة إلى نجم خط الوسط السابق، ستانكوفيتش. اللاعب الصربي، قال كلمات جميلة عن الدربي وعن أهميته: «المدينة تنقسم، لذلك سيكون ديربي «ديلا مادونينا» رائعاً، كلاعب سابق، أستطيع القول إنه ليس من الجيد خوض لقاء مثل هذا مباشرة عقب العودة من التوقف الدولي، لكنها مواجهة ضخمة، وستحمل معها الكثير من الحماس في المدرجات». كلام كبير من لاعب كبير.
غاتوزو في مواجهة المدرب سباليتي، مواجهة بين مدربين لم يقنعا كثيراً إدارتي الفريقين، نظراً للتخبّط بالنتائج، على الرغم من صحوة الإنتر في المباريات الأخيرة، إلّا أن الدربي، يبقى هو، وفي المقام الأول، الاختبار الأبرز والتحدي الأكبر لكلا المدربين.