من المنزل الذي خرج منه صانع الألعاب الإيطالي واللاعب السابق لكل من الفرق الإيطالية الثلاثة الأكبر، أندريا بيرلو، بطل العالم في 2006، يُخرج لنا اليوم نادي بريشيا موهبة إيطالية جديدة. ساندرو تونالي. ليس بيرلو فقط، روبرتو باجيو مرّ من هنا، وكذلك بيب غوارديولا. اليوم، ومع تسلّم المدرب الإيطالي روبيرتو مانشيني زمام الأمور في المنتخب، أصبح الجميع يرى وجوهاً إيطالية جديدة وصغيرة في السن، تُستدعى للقاءات مهمّة ومصيرية ضمن بطولة «دوري الأمم الأوروبية». البداية كانت مع نيكولو باريلا، لاعب كالياري الشاب، الذي مثّل منتخب بلاده في مناسبات عدّة في المباريات الأخيرة للـ«أتزوري». اختلافات عديدة شهدتها التشكيلة المستدعاة من قبل مدرب السيتي السابق، لعلّ المفاجأة الأبرز فيها، استدعاء نجم فريق بريشيا من الدرجة الثانية، ساندرو تونالي. ضجّت الصحافة الأوروبية بخبر استدعاء هذا الشاب الموهوب، ومن بينها الصحيفة الأبرز إيطالياً، «لاغازيتا ديللو سبورت» والتي تحدثّت عن اللاعب بأنه الموهبة الإيطالية الجديدة التي لم يكن هناك مثيل لها منذ سنين. هو بيرلو الجديد، هكذا لقّبته أغلبية المواقع والصحف الإيطالية، واعدين أنفسهم بمشاهدة بيرلو من جديد، اللاعب الذي يعتبر من بين أفضل ما أنجبته لعبة كرة القدم في مركز خط الوسط على مدار التاريخ. ولم لا؟ بل ربّما تونالي يصير أفضل من بيرلو. ولكن الكلام مبكر جداً عن مثل هذه المقارنات. لننتظر.تونالو نفسه، تحدّث عن عدم رغبته بسماع المقارنات مع بيرلو وقال: «بيرلو لاعب استثنائي، وإنه لشيء جميل أن أقارَن به، إلا أنني ما زلت بعيداً جداً، وأعتبر جينارو غاتوزو (مدرب ميلان الحالي)، مصدر الإلهام بالنسبة لي». ربّما يحاول تونالي بتصريحه هذا، إبعاد عدسات الكاميرات عنه، لأن المقارنة مع بيرلو هو عبء كبير، من الصعب أن يحمله أي لاعب على كتفيه. لديه تسريحة الشعر ذاتها، إضافة إلى طريقة اللعب أو «الستايل» أيضاً، يشغل تونالي ابن مدينة لودي في مقاطعة لومبارديا شمال إيطاليا، مركز «ريجيستا»، والتي تعني بالإيطالية المركز الذي يتقدّم المدافعين كلاعب ارتكاز، وصانع ألعاب في الوقت عينه. باختصار، المركز الذي «أغرم» الجميع ببيرلو عندما كان يشغله. كان ابن 17 ربيعاً، عندما شارك لأول مرّة مع فريقه بريشيا، لعب 17 مباراة الموسم الماضي، ما بين بديل وأساسي، إلّا أن «الأعين» لم تكن قد صوّبت نظرها عليه بعد. الموسم الحالي، ومع استدعائه للمنتخب. بدأ عالم الصحافة يتكلّم عن تونالي، عن بيرلو الجديد، وعن الموهبة الإيطالية المميزة. أخبار اللاعب الشاب تتطوّرت سريعاً، حتّى أنها وصلت إلى أحد عرّابي المواهب في أوروبا، وصل الخبر إلى بيب غوارديولا، مدرب السيتي. حيث ذكر موقع «غول»، بأن بيب سيذهب بنفسه إلى ميلانو، وتحديداً إلى «سان سيرو» لمشاهدة مباراة إيطاليا والبرتغال، وخصوصاً، لمشاهدة تونالي. ارتبط اسم الموهوب الإيطالي بعدة أندية أوروبية، لعل أبرزها يوفنتوس، ميلان، روما، تشيلسي والسيتي، فرق كبيرة يحلم بأن يكون لاعباً لها إبن مواليد سنة 2000، طموح من المتوقّع أن يتحوّل إلى حقيقة، بسبب الشغف والإصرار وقبل كل ذلك، بسبب الموهبة.
يقال إن غوارديولا سيأتي إلى الملعب لمشاهدة الموهبة الجديدة


وفي حديثنا عن «سان سيرو»، وعن مدينة ميلانو «اللومباردية»، يستقبل المنتخب الإيطالي اليوم، وفي مباراة تعتبر مصيرية بالنسبة له، منتخب البرتغال. هي المباراة الرابعة للمنتخب ضمن بطولة دوري الأمم الأوروبية، ويمتلك أبناء المدرب مانشيني في رصيدهم أربع نقاط من ثلاث مباريات (تعادل أمام بولندا، خسارة أمام البرتغال في الذهاب، فوز أمام بولندا). يبدو بأن مدرب المنتخب الإيطالي روبيرتو مانشيني، وضع تشيكلة إيطالية «شابة» لمواجهة تشيكلة برتغالية «شابة» بدورها هي أيضاً. استدعى المدرب مانشيني كلاً من نيكولو باريلا، ساندرو تونالي، لورينيزو بيليغريني، ثلاثة لاعبين في خط الوسط الإيطالي، لم يبلغ أكبر لاعب فيهم الـ22 من عمره. اعتماد واضح من قبل «مانشيو» على شباب إيطاليا، الأمر عينه بالنسبة لحاملي اسم فدريكو، كييزا وبيرناردسكي، فالثقة التي أعطاها المدرب لهذا الثنائي لم تكن موجودة مع المدرب السابق فنتورا. من جهته سيعتمد المدرب سانتوس بدوره على مهاجمه المتألق أندريه سيلفا، وعلى صانع ألعاب فريقه ولاعب السيتي المميز بيرناردو سيلفا. على الورق، مباراة لا يمكن توقع نتيجتها، إلّا أن للـ«طليان» أفضلية طفيفة بحكم أن المباراة ستقام في «سان سيرو» أحد أقدم الملاعب في إيطاليا وأهمها في العالم بأسره.