تاريخيّاً، يعدّ ديربي الـ«رور» أحد أعرق الديربيات في ألمانيا. أحداثٌ كثيرة عرفها الديربي، تخللتها العديد من المشاكل السياسية والاجتماعية بين ضفتي النهر، وأشعلت المُنافسة بين الفريقين. الكراهية التي يكنّها أبناء المنطقة لبعضهم، لم تكن موجودة منذ البداية. ففي عام 1934، احتفل الآلاف من مشجعي بروسيا دورتموند بتحقيق شالكه لأول لقب دوري ألماني في تاريخه، بعد أن جلب أبناء الـ«مناجم» الفخر للمنطقة. في تلك الفترة، لم يكن دورتموند من كبار الكرة الألمانية. تطوّر هذا الأخير في أربعينيات القرن الماضي وخمسينياته، إلى أن باتت قوته توازي قوة شالكه، وذلك في مطلع العقد السادس من القرن الماضي. في منتصف الستينيات، بدأت الأحوال الوديّة تتغير بين الفريقين، على إثر تردّي الظروف الاقتصادية في قطاع المناجم، ما انعكس سلباً على أبناء المنطقة. هذا وشكلت المباراة التي جمعتهما عام 1966، أول شرارةٍ لبدء الكراهية بين الجماهير. في تلك السنة أُغلقت محطة توليد الكهرباء، وفقد آلاف المشجعين وظائفهم. أجريت المباراة في أجواءٍ من الكآبة إثر البطالة، وزاد الحال سوءاً اكتساح دورتموند لشالكه بنتيجة تاريخية وصلت إلى (6-2). بدأ منسوب الكراهيّة يرتفع مع مرور الوقت، حتى وصل عام 1969 إلى حدّه الأقصى، في المباراة التي شهدت تجمُّع 50,000 من مشجعي دورتموند قبل زيارة شالكه. الحشد الكبير وقتها جعل الجماهير يغطّون المساحة الموجودة خلف عشب الملعب، فيما وقف المدرّبان على مضمار الركض بسبب انعدام الرؤية. في الدقيقة 37، وضع هدف اللاعب هانس بيركنر شالكه في المقدمة، ما جعل المئات من جماهير شالكه يدخلون إلى الملعب احتفالاً بالهدف. أمرٌ استدعى تدخل عناصر الأمن، لكن لسوء الحظّ لم يستطع هؤلاء العناصر السيطرة على كلابهم، ما أدى إلى تعرّض لاعبَين من فريق شالكه للعضّ، هما جيرد نوسير وفريديل روش. أكمل اللاعبان المباراة وقتها ليخرجا بعدها بسبب تفاقم الإصابة. أحداثٌ جعلت رجال الأمن يتدخلون لمنع أحداث الشغب خلف الأسوار، لتتدهور العلاقات سريعاً بعدها بين الناديين.
حقق شالكه 69 انتصاراً بينما فاز دورتموند بـ 59 مواجهة بين الفريقين

جاء الرد من الفريق الأزرق في الدربي اللاحق، حيث استأجر رئيس شالكه عام 1970 أربعة أسود من حديقة محلية لاستقبال لاعبي دورتموند ردّاً على حادثة الكلاب. زادت الأمور سلبيّة، الفضيحة الكروية التي شهدتها الملاعب الألمانية، عندما أدين لاعبو شالكه بالرشوة بغية مساهمتهم بعدم هبوط فريق بيليفيلد. أمرٌ جعل الاتحاد الألماني يوقف 13 لاعباً من فريق شالكه عن اللعب. ارتدى الفريق الأزرق من ذلك الوقت ثوب الـ«عار» بنظر الآخرين، حيث أصبح منبوذاً من قبل مدينة دورتموند، الفريق الذي هبط عام 1972، ما أثار المناوشات بين جماهير الفريقين.
في ظلّ كل هذه الكراهية، يحل المتصدر بروسيا دورتموند ضيفاً ثقيلاً على شالكه (اليوم 16:00)، الذي يقبع في المركز الثاني عشر من جدول الدوري الألماني. بالرغم من تحقيق شالكه المركز الثاني في الموسم الماضي، إلا أنه عانى الأمرّين مع بداية هذا الموسم. خساراتٌ بالجملة جعلت الأزرق الملكي يمرّ بأحد أسوأ مواسمه على الإطلاق، وبالرغم من تحسن الأوضاع أخيراً، لا يزال شالكه يعاني من تخبّط النتائج. على الجانب الآخر، يعيش دورتموند أحد أفضل مواسمه على الإطلاق. توازنٌ كبيرٌ في صفوف الفريق، وجماعيّةٌ في الأداء جعلا المارد الأصفر يتصدّر الدوري بفارق 7 نقاط عن الوصيف، و 9 نقاط عن منافسه الأول على اللقب بايرن ميونخ، الذي يقبع في المركز الرابع. تتخطى المباراة مبدأ النقاط والترتيب بين الفريقين، إذ إنّ تتويج دورتموند باللقب في نهاية المطاف دون الفوز في الدربي سيشعر الأنصار بالخيبة، فيما ستساهم الهزيمة الأولى لدورتموند هذا الموسم، في تحسين موسم المدرب دومينيكو توديسكو الكارثي، ومحاولة تعديل الأوتار للسير على خطى الموسم الماضي.
يمتلك شالكه الكعب الأعلى في مواجهات الفريقين، حيث تمكن الأزرق الملكي من تحقيق 69 انتصاراً، بينما فاز دورتموند بـ59 مواجهة ليحسم التعادل 46 لقاءً بين الفريقين، كان آخرها اللقاء التاريخي في الموسم الماضي، عندما جلب هدف نالدو في الدقيقة 94 التعادل لشالكه، بعد أن انتهت نتيجة الشوط الأول بتقدّم دورتموند بـ4 أهدافٍ نظيفة.