تطمح جميع أندية كرة القدم الأوروبيّة للمشاركة في «أمجد» الكؤوس، وهو دوري أبطال أوروبا «تشامبيونز ليغ»، ولكن الجميع يدرك أن دوري الأبطال يبدأ فعلياً مع انطلاق الأدوار الإقصائيّة. مباريات قويّة منتظرة في الدور الثاني، والجماهير على موعد مع سهرات كرويّة كبيرةأجريت قرعة دوري الـ16 من دوري أبطال أوروبا التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في مدينة «نيون» السويسرية. وأسفرت القرعة عن مواجهات «مشتعلة» بين كل من ليفربول الإنكليزي وبايرن ميونيخ الألماني، بينما سيصطدم فريق أتلتيكو مدريد الإسباني بفريق السيدة العجوز يوفنتوس الإيطالي كأبرز مواجهات هذا الدور. وفي مباراة لا تقل أهمّية، سيستضيف ملعب مانشستر يونايتد «أولد ترافورد» فريق باريس سان جرمان الفرنسي. يقوم نظام القرعة على بعض القواعد وهي: حتميّة عدم مواجهة كلّ من الفرق التي لعبت جنباً إلى جنب في المجموعة ذاتها في دوري المجموعات. عدم وضع فرق البلد ذاته لتكون وجهاً إلى وجه في قرعة دور الـ16. أضف إلى ذلك أن نظام القرعة يقضي بوضع المواجهات بين متصدري المجموعات الثمانية مع من تمكنّ من احتلال مراكز الوصافة.
إذاً هي قرعة دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا تعلن عن نتائجها. سيكون هناك الكثير من ردود الأفعال والتحليلات حول من سيتأهّل أو من سيبلغ الدور ربع النهائي. تكثر التوقّعات في الوقت الرّاهن عمن سيكون الفريق الذي سيرفع هذا اللقب الأغلى أوروبيّاً. ولعلّ أبرز الفرق المرشّحة هو فريق يوفنتوس الإيطالي، نظراً لاكتمال صفوفه وشخصيّته القويّة، على الأقل في الأدوار الإقصائيّة، يضاف هذا إلى وجود نجم الفريق الأوّل، بل نجم هذه البطولة وهدّافها التاريخي كريستيانو رونالدو ضمن تشكيلة المدرب ماسيميليانو أليغري. لعلّ أبرز أربع مواجهات: ليفربول X بايرن ميونيخ، أتلتيكو مدريد X يوفنتوس، توتنهام X دورتموند ومانشستر يونايتد X باريس سان جيرمان.

كلوب يواجه بايرن من جديد

(أ ف ب )

بعد التأهلّ الدرامي الذي حدث في ملعب «أنفيلد» في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ها هي القرعة تضع الفريق الإنكليزي ليفربول في مواجهة أحد عمالقة البطولة (فاز البايرن خمس مرّات بلقب دوري الأبطال) نادي بايرن ميونيخ. ستكون الجماهير على موعد مع ليلة أوروبية حماسيّة مرّة أخرى في «أنفيلد». مباراة الذهاب في إنكلترا، وذلك لاحتلال الفريق الإنكليزي المركز الثاني في مجموعته. كلوب، لديه ذكريات صعبة أمام البايرن، لعلّ أبرزها، الخسارة القاسية في نهائي دوري الأبطال 2013 عندما كان مدرباً لفريق «المارد الأصفر» دورتموند. وقتها، سجّل الجناح الهولندي آريين روبين الهدف القاتل في الدقائق الأخيرة وحسم المباراة لمصلحة الفريق البافاري بهدفين مقابل هدف واحد. سيسعى كلوب إلى محو هذه الذكريات، والتركيز على الانتقام من بايرن، ليس من أجل ليفربول بل من أجل الطموح الشخصي. أمّا بالنسبة للبايرن، لن يكون ليفربول هو الفريق الذي كانت تتمنّاه إدارة الفريق البافاري لتواجهه. على رغم أن من يهدف ليكون البطل، لن يفكّر في خصمه بقدر ما يجب أن يفكّر في كيفيّة الفوز عليه، إلاّ أن الوقائع تقول أن بايرن سيصطدم بإحدى أقوى الفرق على الصعيد الهجومي. على الورق، لا يمكن التكهّن بنتيجة المباراة، لكن يتفوّق نادي ليفربول ولو بالشيء القليل على فريق المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، نظراً للموسم الـ«متذبذب» الذي يعيشه البايرن اليوم.

سيميوني في مواجهة أليغري

(أ ف ب )

مواجهة كل من أتلتيكو مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، يمكن اعتبارها ربّما أبرز مباريات دور الـ16. الفريقان يمرّان بأفضل الفترات، خصوصاً نادي المدرّب الإسباني دييغو سيميوني. «الأتلتي» يبتعد عن متصّدر الدوري الإسباني برشلونة بفارق ثلاث نقاط فقط، على رغم البداية السيئة في الدوري. قدّم الفريق مباراة مميّزة على ملعب «واندا متروبوليتانو» أمام دورتموند حيث تمكّن من هزيمة الفريق الأصفر وإلحاق الخسارة الأولى والوحيدة به هذا الموسم (3-0). ما يمكن استنتاجه من تلك المباراة، هو أنّ فريق أتلتيكو مدريد مختلف في ملعبه، ويقدّم كل أوراقه، وتحديداً في ليالي الأبطال. ستكون مباراة صعبة بالنسبة لرفاق كريستيانو رونالدو الذي سيعود من جديد إلى مدينته مدريد، المدينة التي قضى فيها أجمل فترات مسيرته الكروية. كريستيانو يعرف تماماً من أين تؤكل كتف أتلتيكو مدريد، فقد سجّل البرتغالي 22 هدفاً إضافة إلى 8 تمريرات حاسمة خلال 32 مباراة واجه فيها «الروخي بلانكونس». كما الحال مع مباراة القمّة بين الـ«ريدز» والفريق البافاري، من الصعب التوقّع بنتيجة هذه المباراة، نظراً للاستقرار الذي يعيشه الفريقان في المباريات الأخيرة.

دورتموند واستكمال المسير!

(أ ف ب )

من الطبيعي أن يتوقع الكثير من المنتقدين والمحللين فوز فريق المدرب السويسري لوسيان فافر وتأهله إلى ربع النهائي أمام فريق توتنهام الإنكليزي. فما يقدّمه دورتموند في الدوري المحلّي، أضف إلى أدائه في دوري الأبطال (باستثناء الخسارة أمام أتلتيكو في الإياب)، يرفع من كعب الـ«مارد الأصفر» أكثر من فريق الـ«حيّ اليهودي» في إنكلترا. توتنهام، استعاد شيئاً من توازنه في المباريات الأخيرة، إلاّ أن أداء فريق المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو في دوري الأبطال لا يبشر بالخير. لم يستطع رفاق المهاجم الإنكليزي هاري كاين من تحقيق الانتصار على فريق برشلونة «الثاني» إذا صحّ التعبير، في الوقت الذي كان بحاجة إلى هذا الانتصار أكثر من أي شيء آخر. فلولا تعثّر فريق إنتر ميلانو في أرضه وبين جماهيره، لما كان كريستيان إركسين، ورفاقه سيزورون ملعب «سيغنال إيدونا بارك». فنياً، تتفوّق مجموعة دورتموند على الأخرى الموجودة في «السبيرز»، فالجماعيّة والأداء المميز الواضح هذا الموسم من قبل دورتموند، يجعلهم الفريق المفضّل للتأهل إلى الدور المقبل. لكن لا شيء مستحيلاً في كرة القدم، وهكذا هي القاعدة في دوري الأبطال.

مورينيو والمهمّة المستحيلة

(أ ف ب )

العامل الوحيد الذي من الممكن أن يتّخذه المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو كسلاح له في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي، يكمن في تاريخ فريقه. اليونايتد، أحد أعرق الفرق الأوروبيّة وأكثرها شعبية حول العالم، وأكثر من حقق لقب الدوري الإنكليزي، فريق يعرف منصات التتويج، وكان أحد الأندية التي تخيف الخصوم، أما اليوم فالوضع مختلف. من الممكن أن يهاب رفاق نيمار دا سيلفا البرازيلي، هالة مانشستر يونايتد، ولكن تبقى هذه توقعات، وأكبر دليل على انعدام احتمالية هذا «السيناريو»، هو الموسم الحالي الذي يقدمه «الشياطين الحمر»، التي لم تعد شياطين بعد اليوم. فهناك الكثير من الفرق التي فعلت فعلها باليونايتد هذا الموسم، يبتعد فريق مورينيو عن الصدارة بفارق 21 نقطة، ممّا يفسّر الفترة السيئة التي يمر بها الفريق. أضف إلى ذلك، علاقة المدرب مع لاعبيه التي باتت أكثر من متوتّرة، والعلاقة مع بول بوغبا خير مثال على ما حصل داخل أسوار النادي. من جهته، سيدخل الفريق الباريسي المواجهة في الـ«أولد ترافورد»، واضعاً أمامه هدف الفوز، نظراً لضعف الخصم وكثرة جراحه في الفترة الأخيرة. كما يتسلّح مورينيو بالماضي، سيحمل توخيل سلاح الـ«جماعيّة» الذي كان السبب الأساسي في تأهل الفريق الباريسي من مجموعة «الموت». ظهر باريس سان جرمان في البطولة مغايراً عن البطولات السابقة، يشعر المتابع وكأن بشخصيّة ما، تطبخ على نار هادئة من قبل توخيل. باريس متفوّق بكل شيء على اليونايتد، بالأرقام، وبالعناصر، ولكن من هزم يوفنتوس في ملعب «آليانز»، من الممكن أن يفعل أي شيء مماثل في حديقة الأمراء، أو على أرضه.
إذاً مواجهات كبيرة ينتظرها عشاق الكرة حول العالم في دور الـ16 الذي ينطلق في الثاني عشر من شباط/ فبراير من العام المقبل.