لا يختلف اثنان على أنّ الفرنسي زين الدين زيدان ترك بصمته الخاصة في الكرة العالمية، والتي جعلت منه أسطورةً كرويةً وواحداً من عمالقة اللعبة. من نادي «كان» الفرنسي وبعده بوردو، إلى يوفنتوس الإيطالي عام 1996، وبعده ريال مدريد عام 2001، برز سحر الفرنسي في كلّ محطة توقّف عندها، حتى تحوّل إلى أحد أهم اللاعبين في التاريخ الحديث للعبة. تميّز زيدان بلياقةٍ بدنيةٍ عالية، إذ كان قليل الإصابات ولم يمضِ موسماً دون أن يلعب فيه خمساً وعشرين مباراةً على الأقل. هكذا، أصبح أكبر لاعب يحصل على جائزة الحذاء الذهبي في نهائيات كأس العالم 2006 إذ كان يبلغ من العمر حينها 34 عاماً. إلا أنّ النجاح الذي كلّل مسيرة الفائز بالكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم 3 مرات لم يتوقف هنا، بل رافقه في مشواره التدريبي. قاد زيدان شباب ريال مدريد عام 2012 كأوّل مهمة تدريبية له، قبل أن يصبح لاحقاً مساعداً للإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان يدرّب ريال مدريد عام 2014 وساهم في إحراز الفريق للقب دوري أبطال أوروبا. لكن عندما تولّى تدريب ريال مدريد «كاستيا» العام التالي، لم يكن خياراً مقنعاً للجماهير، عكس ما كان عليه الحال كلاعب، ما جعل زميله السابق في منتخب «الديكة» ديديه ديشامب، يستبعد نجاحه في عالم التدريب، خاصةً أنه عانى من سوء النتائج مع الفريق الرديف. هذه الشكوك ازدادت بعد إعلان رئيس النادي فلورينتينو بيريز عام 2016 تعيين نجم الفريق السابق، للجلوس على مقعد المدير الفني للفريق الأول خلفاً للمُقال رافاييل بنيتيز. بدأت التساؤلات حول صوابيّة القرار لا سيما مع غياب الخبرة التدريبية لديه، إلا أنّ «زيزو» حقق مفاجأة وبات الفائز الأكبر في موسم لا يُنسى مع النادي الملكي. فاز بدوري أبطال أوروبا على حساب أتليتيكو مدريد، كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. في الموسم التالي، أعاد زيدان الريال للساحة المحلية باستعادة لقب «الليغا» الغائب منذ عام 2012، كما نجح بإعادة التتويج بالبطولة الأوروبية الأغلى. إعجاب اللاعبين بشخصيته كنجمٍ سابق إلى جانب حُسن إدارته لغرفة الملابس التي تُعدّ من الأصعب في العالم، سهّلت مهمته في ضبط الفريق وتعزيز مستواه. موسمان ونصف الموسم قضاها الفرنسي في القلعة البيضاء، خرج منها بتسعة ألقاب بينها دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات توالياً، والدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية مرتين، كما حصل على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل مدرب لعامي 2016-2017. رغم صعوبة المهمة وحالة الإحباط التي كان يعيشها النادي، ورغم افتقاد زيدان لخبرة أن يكون الرجل الأول مع فريق لا يعرف سوى لغة البطولات، إلا أنّ الفرنسي صنع لنفسه سجلاً يحسده عليه مخضرمون أمضوا أعواماً طويلة على خط الملعب.