اتحاد السلّة: «أموت وينشرح صدري»

  • 0
  • ض
  • ض
اتحاد السلّة: «أموت وينشرح صدري»

موسم 2015 ـ 2016 حقق نادي ليستر سيتي بطولة الدوري الإنكليزي لكرة القدم «بريميرليغ». حينها أراد مدرب النادي كلاوديو رانييري أن يكون الاحتفال على مستوى الإنجاز التاريخي لنادي الـ«ذئاب»، فطلب من صديقه المقرّب أندريا بوتشيللي أن يحيي له حفل الفوز بلقب الدوري. بوتشيللي أفضل مغني أوبيرا في العالم، أطرب مئات الملايين حول العالم بصوته في مدينة ليستر. بحسب رانييري وإدارة النادي قيمة الإنجاز تحتاج إلى بوتشيللي. الجماهير حينها عبّرت عن رضاها وسعادتها من الخطوة، فليس كلّ يوم يمكن رؤية وسماع بوتشيللي بإحساسه العالي. للمناسبات الكبرى شروطها. في لبنان الوضع مختلف، المنتخب الوطني بات قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى مونديال السلّة، أكبر تظاهرة سلّوية في العالم. مجمع نهاد نوفل سيشهد حفلاً غنائياً قبل بداية اللقاء مع نيوزيلاندا، ولكن ليس بوتشيللي من سيحيي الحفل، بل وديع الشيخ. في لبنان الجميع يبحث عن الـ«رايتينغ»، وديع الشيخ قادر على «تهييج» الجماهير، هكذا ارتأى القيّمون على تنظيم اللقاء. أغفل الجميع ربما أنها تصفيات كأس، العالم وأنظار النيوزيلانديين شاخصة إلى ملعب المباراة، هم الذين استقبلونا قبل أشهر، ولعبنا على أرضهم، وكانت أجواء ملعبهم أكثر من رائعة، واستقبالهم للمنتخب اللبناني كان أكثر من ممتاز. افتتاح بطولة آسيا 2017 في لبنان، كان عبارة عن احتفال بسيط كما يحصل في كل العالم، ولكنه يعكس صورة جيّدة وحضاريّة عن لبنان، فلماذا الاحتفال باقتراب تأهل لبنان لكأس العالم على أنغام «أموت وينشرح صدري»؟ لماذا على النيوزيلانديين والجماهير اللبنانية والعربية أن تستمع إلى هذه الموسيقى؟ لماذا لا تكون فقرات الحفل كما في كل العالم، تتحدّث عن تاريخ البلد وتراثه؟ الملعب قريب من جبيل وهو بين بيروت وطرابلس أيضاً، فلماذا لا يكون الحفل عبارة عن فقرات فولكلوريّة تتحدّث عن لبنان، وهذا حصل سابقاً. خطأ تنظيمي، وليس أزمة بالذوق العام، لأن الجماهير اللبنانية عبّرت عن عدم رضاها عن هذه الخطوة، ويمكن رؤية هذا بشكل واضح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الاتحاد تلقّى نصيحة من إحدى القنوات التلفزيونيّة، للاتفاق مع الشيخ لإحياء الحفل. هنا بطُل العَجب، فالأخير ضيف دائم على القناة، وبالتالي الرايتينغ قبل كل شيء. سيغنّي وديع وينشرح صدر الجمهور، على أمل أن ينشرح صدر البعض، ويتقبل النقد بأن الحفل بهذه الصورة، كان من الأفضل أن لا يكون.

0 تعليق

التعليقات