aيبدأ اليوم أسبوع النهائيات الأوروبيّة، أو إذا صحّ التعبير، أسبوع النهائيات الإنكليزية في أوروبا. المواجهة الأولى في الـ«يوروباليغ» ستحمل معها الكثير من الإثارة والحماس، خاصة أن طرفي المباراة هما ناديان من العاصمة الإنكليزية لندن. آرسنال يلتقي تشيلسي الليلة (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت). مواجهة كلاسيكية بين مدربَين يمتلكان خبرة المواعيد الكبيرة.عندما يجمع نهائي الـ«يوروباليغ» فريقين ينحدران من الدوري المحلّي عينه، أي أنهما يعرفان بعضهما البعض جيداً، تكون المباراة مختلفة عن غيرها من النهائيات. في بطولة الـ«يوروباليغ»، وتحديداً في المباراة الأخيرة، سيكون هناك آرسنال وتشيلسي، أي ديربي لندن، الذي يُعتبر من أبرز الديربيات في العالم. بينما على الطرف الآخر، وفي نهائي دوري أبطال أوروبا، يخوض ليفربول تحديّاً لتحقيق لقب هذا الموسم، عندما يواجه مواطنه الإنكليزي الآخر، توتنهام هوتسبر (السبت المقبل). بالنسبة إلى مباراة اليوم سيُتعبر الفائز بطلاً أوروبياً ومحلياً أيضاً. المباراة ستُلعب على تفاصيل صغيرة، وأيّ خطأ سيكلف صاحبه غالياً.

إنكلترا تتفوّق
(4) فرق إنكليزية تلعب نهائيين لدوري الأبطال والدوري الأوروبي، وهذا دليل على قوّة الـ«بريمرليغ» والتنافسية العالية الموجودة داخل هذا الدوري المميز، والتي أثمرت نتائج جيدة جداً في البطولات الأوروبية الحالية.
لكلّ سبب مسبّب، فلم يصبح الدوري الإنكليزي، الدوري الأعلى تنافسيّاً في العالم من باب الصدفة. هناك عدّة عوامل جعلت من «البريمرليغ» في مقدمة الدوريات الأوروبية الكبرى، لعلّ أبرزها، الأموال الهائلة التي تدخل خزائن الأندية الإنكليزية مع بداية كل موسم، والتي يعود مصدرها من عائدات النقل التلفزيوني.
يتقاضى كلّ ناد من أندية «البريمرليغ» ما يفوق الـ100 مليون جنيه استرليني كعوائد للنقل التلفزيوني. هذا ما يفسّر قوّة الفرق الإنكليزية متوسطة الترتيب، على عكس الفرق الأوروبية الأخرى التي تتوسّط دورياتها. على سبيل المثال، فريق فولهام الذي هبط إلى دوري الدرجة الأولى الإنكليزية مع نهاية الدوري الإنكليزي هذا الموسم، صرفت إدارته مبلغاً مالياً كبيراً بالنسبة إلى حجم الفريق (أكثر من 100 مليون). وعندما تتوفّر السيولة اللازمة، لا شك أن غالبية الفرق الإنكليزية تبدأ بشراء اللاعبين من مختلف الدوريات الأوروبية، وهذا ما يؤكّد أن الدوري الإنكليزي من بين أقوى الدوريات في العالم على صعيد المنافسة المحليّة.
سيغيب عن تشيلسي نغولو كانتيه وروبن لوفتس شيك


الأموال ساهمت برفع أندية الدوري الإنكليزي بشكل عام، أمّا بالنسبة إلى الأندية الأربعة أو الخمسة التي تتصدّر قائمة الترتيب، فهي تستفيد من نوعية المدربين الذين يتسلّمون مسؤولية العارضة الفنية لديها، والحديث هنا عن الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، المدرب الذي تمكّن من الفوز بلقبين للدوري الألماني في مواجهة بايرن ميونيخ، ووصل ثلاث مرات إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. الإسباني ـ الكاتالوني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، والذي يُعتبر من أهم المدربين في تاريخ اللعبة، كما أنطونيو كونتي المدرب الإيطالي الذي أشرف على تشيلسي في وقت سابق، حاله من حال البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب اليونايتد السابق. ولا يمكن تجاهل المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو، وهو الذي برهن للجميع أن التدريب لا يحتاج لميزانية ضخمة للوصول إلى النجاح. عقول تدريبية كبيرة ومهمة، كان لها بصمتها في الدوري الإنكليزي، ومواجهة هذه العقول بشكل مستمر طوال مدة الدوري، رفع المستويات الفنية والتكتيكية للأندية، وهذه النتائج التي حققتها الفرق الأربعة الإنكليزية المتأهلة إلى نهائيي القارة الآن، ما هي إلّا نتاج لثلاثة عوامل فقط: «عمل جاد، أموال هائلة وتغطية إعلامية».

مباراة الموسم
اليوم، يخوض المدرب الإسباني أوناي إيمري تحدّياً جدياً في مسيرته مع نادي آرسنال، فالمباراة مع تشيلسي في نهائي «اليوروباليغ»، هي بمثابة حصاد الموسم الذي من الممكن أن ينتهي بصورة كارثية، تتمثّل بعدم الفوز باللقب الأوروبي، وبالتالي عدم التأهّل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. قدّم آرسنال نفسه بصورة جيدة هذا الموسم في الدوري، رغم احتلاله المركز الخامس في الترتيب العام، إلّا أنه قدّم للجماهير ولمتابعي الدوري المحلي، كرة قدم مميزة تماماً كما عهدها المتابعون أيّام العرّاب الفرنسي آرسين فينغر. سيستفيد المدرب السابق لباريس سان جيرمان من الثنائية المميزة والتفاهم العالي بين كلٍّ من مهاجمي الفريق اللندني، وهما الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ، والفرنسي لاعب ليون السابق ألكساندر لاكازيت. الأخير، عانى من بداية موسم شاقة جداً، لم يتأقلم سريعاً مع حماس الدوري الإنكليزي وصعوبة المنافسين فيه مقارنة بما كان عليه في فرنسا. لكن سرعان ما وجد نفسه متفاهماً مع أوباميانغ، فأنتجت هذه الثنائية الجميلة كرة قدم أحبّها المتابعون، كما أحبوا أيضاً هذه الصداقة التي خلقها المدرب أيمري بين هذين المهاجمين.

غياب مخيتاريان
لأسباب سياسية، سيخسر إيمري خدمات لاعبه الأرميني هنريك مخيتاريان، اللاعب الذي لم يقدّم الكثير مع آرسنال هذا الموسم، إلّا أنه يبقى لاعباً من الممكن أن يصنع الفارق في أيّ مباراة. وعلى ذكر الغيابات، يعاني فريق المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري من غيابات كبيرة أيضاً، لعلّ أبرزها غياب القلب النابض للفريق، الفرنسي نغولو كانتي عن موقعة النهائي، وذلك بسبب الإصابة التي تعرّض لها خلال الحصة التدريبية. وسيفتقد ساري أيضاً جهود لاعبه الشاب المميز روبن لوفتس شيك، اللاعب الذي لفت أنظار المتابعين والنقاد خلال المباريات التي شارك فيها هذا الموسم مع «البلوز»، ومن المتوقّع أن يغيب حتى منتصف الموسم المقبل بعد أن تعرّض لقطع في الرباط الصليبي. وبالنسبة إلى تشيلسي أيضاً، فمن المتوقّع أن تكون هذه مباراة النجم البلجيكي إيدن هازار الأخيرة له مع الـ«بلوز». وتناقلت مصادر صحافيّة عدّة في إنكلترا وإسبانيا خبر اقتراب انتقال هازار من ريال مدريد الإسباني خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وقد تكون هذه المباراة الأخيرة للمدرب ماوريسيو ساري، نظراً لارتباط اسمه بعدة أندية أخرى، من بينها نادي السيدة العجوز يوفنتوس، وميلان الإيطاليان.